بهدف تحقيق فوز مبكر في السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي المنتخب، تسارع إسرائيل للمضي قدمًا في اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وفق ما قال مساعد مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر هذا الأسبوع.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين مطلعين على الاجتماع، إن ترامب كان الوجهة الأولى لرون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو، في جولته في الولايات المتحدة يوم الأحد، وحتى قبل السفر إلى البيت الأبيض لتحديث مسؤولي إدارة بايدن حول حالة المحادثات في لبنان.
وتشير الصحيفة إلى أن لقاء ترامب وديرمر "علامة على مدى سرعة تحول مركز الثقل السياسي في أمريكا بعد فوز ترامب في الانتخابات".
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي: "هناك تفاهم على أن إسرائيل ستقدم هدية لترامب. وأنه في يناير سيكون هناك تفاهم بشأن لبنان".
وقال فرانك لوينشتاين، المبعوث الخاص السابق للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في عهد الرئيس باراك أوباما، والذي خدم خلال فترة الانتقال إلى إدارة ترامب الأولى: "نتنياهو ليس مخلصًا لبايدن وسيركز بالكامل على كسب ود ترامب".
وأضاف أنه إذا كان عام 2016 مؤشرًا "لن يتردد ترامب في التصرف وكأنه رئيس بالفعل عندما يرى فرصة".
خطوط عريضة
تشير "واشنطن بوست" إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "كان يخطط لعصر جديد في واشنطن قبل وقت طويل من يوم الانتخابات في 5 نوفمبر".
وحسب المسؤول الإسرائيلي، كان نتنياهو على اتصال منتظم مع ترامب، وكان ديرمر على اتصال دائم بكوشنر، الذي من المتوقع أن يلعب دورًا استشاريًا في حال إجراء مفاوضات مستقبلية في الشرق الأوسط "حتى لو لم يتم تعيينه في منصب رسمي في البيت الأبيض"، وفقًا لمسؤول سابق في إدارة ترامب.
وقال المسؤول الإسرائيلي، إن المحادثات التي جرت الأحد في مقر إقامة ترامب في فلوريدا، ركزت على اقتراح إسرائيلي بوقف إطلاق النار في لبنان يشمل التعاون الغربي والروسي.
في الوقت نفسه، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الخطط قيد الإعداد لتكثيف العمليات البرية في لبنان إذا انهارت المحادثات في نهاية المطاف.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن شروط الاتفاق المتطور ستتطلب من مقاتلي حزب الله الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني. ونقلت الصحيفة عمن وصفته بـ "أحد المقربين من حزب الله" إن الجماعة ستكون على استعداد لسحب مقاتليها شمال الليطاني كجزء من وقف إطلاق النار المؤقت.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن الاقتراح يتضمن أن يتولى الجيش اللبناني السيطرة على المنطقة الحدودية لفترة أولية مدتها 60 يومًا، تحت إشراف الولايات المتحدة وبريطانيا.
تضارب المصالح
تتشابه الخطوط العريضة للاتفاق الجاري صياغته مع تلك التي كانت في جولات سابقة من المفاوضات، وتتماشى مع رغبة ترامب المعلنة في إنهاء الحرب متعددة الجبهات التي شنتها إسرائيل في المنطقة، لكن الخطة لم تُقدَّم رسميًا إلى حزب الله بعد، وفقًا لمسؤولين في كلا البلدين.
وفيما يدعو الاقتراح إلى تمكين الجيش الإسرائيلي من "العمل عبر الحدود في حالة حدوث انتهاكات"، فإن هذا "أمر غير مقبول بالنسبة للمسؤولين اللبنانيين"، كما أكدت "واشنطن بوست".
ويوم الثلاثاء، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: "هل هناك عاقل يعتقد أننا سنوافق على تسوية أو حل يخدم مصالح إسرائيل على حساب مصالح لبنان وسيادته؟"
بينما نقل التقرير عن الشخص المقرب من حزب الله إن "شرط الحزب للتقدم يبقى واضحًا: يجب منع إسرائيل من القيام بعمليات داخل الأراضي اللبنانية".
ولكن نتنياهو، الذي اتهمه منتقدوه بتمديد وتوسيع الحرب من أجل بقائه السياسي بعد أن ألقي عليه اللوم على نطاق واسع بسبب الفشل الأمني في السابع من أكتوبر "يبدو أنه يراهن على أن اللحظة السياسية ناضجة لتحقيق انفراجه".
ورغم التحركات في واشنطن، لكن يبدو أن هناك عاملا جديدًا في خطة السلام الإسرائيلية للبنان: روسيا، الدولة التي أدت علاقاتها مع ترامب إلى تعقيد ولايته الأولى.
ووفقًا للمسؤول الإسرائيلي، فإن الاقتراح يدعو موسكو إلى منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه عبر الطرق البرية السورية، والتي كانت لسنوات قناة مزعومة لتدفق للأسلحة من إيران.
وزعم المسؤول الإسرائيلي إن مسؤولين روس زاروا إسرائيل في 27 أكتوبر لمناقشة الخطة. وقال المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون إن ديرمر قام بزيارة سرية إلى روسيا الأسبوع الماضي لإجراء مناقشات متابعة؛ حسب "واشنطن بوست".