تعكس أفلام المخرج المصري يسري نصر الله جزءًا من تجاربه الحياتية التي عايشها، إذ يشترط قبل شروعه في أي عمل فني أن يعبّر عن شخصيات يشعر بها وحقائق يتناولها، حسبما أكد في ندوة تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي أقيمت مساء اليوم السبت.
استعرض المخرج المصري عدة جوانب من مشواره المهني وتجربته السينمائية الخاصة وسبب عشقه للسينما، اذ كشف أن طفولته كانت صعبة للغاية لكن اللحظة الوحيدة التي كان يشعر فيها بالأمان هي وقت مشاهدته فيلمًا سينمائيًا، وقتها لم يكن يشعر بالوحدة، لذا تعلق بعذاب العالم الفريد والصناعة التي تعبّر عن الشخصيات والأماكن.
دخل يسري نصر الله مجال الإخراج من بوابة النقد الفني، محاولًا من خلاله التعرف على هذا العالم، إذ قال: لم أكن ناقدًا متميزًا لكنني أحب الكتابة عن السينما، واعتقد أنه لا يوجد مُخرج لا يدوّن خواطره عن السينما حتى لو لم ينشر ذلك.
ولدى مخرج "باب الشمس" إرادة قوية للاستمرار في تحقيق أحلامه الفنية، موضحًا: "نحن كشعب وبلد مررنا بظروف كثيرة صعبة على مدار التاريخ لكن تخطيناها بغريزة البقاء".
وحكى يسري نصر الله عن بدايته بالعمل مع يوسف شاهين، مبديًا إعجابه بأجواء التصوير التي كانت متوفرة في أفلام المخرج الراحل، بما يفرضه من مشاعر حب وأجواء ممتعة، مشيرًا إلى رفضه ما يقوله بعض الفنانين إنهم تعبوا كثيرًا في تصوير عمل فني ما، فهذا ليس مطلوبًا لأنه يجب على كل شخص أن يحب مهنته.
ورغم ذلك إلا أنه لا يتفق مع رأي "شاهين" في أن لكل ممثل حدود في تجسيد الشخصية، قائلًا: "لديَّ إيمان بأن المخرج يجب أن يختار الممثل المناسب للشخصية التي يجسدها بالعمل الفني لكي يأخذ منه الأداء الأمثل، وهنا ينطلق الفنان دون حدود للإبداع في تجسيد الشخصية".
تعلي أعمال يسري نصر الله من قيمة الفرد والمواطن العادي، وليست سياسية كلها كما يعتقد البعض، حسبما أكد في الندوة التي حضرها العديد من الفنانين ومنهم باسم سمرة ورانيا يوسف وسلوى محمد علي.
وحول أعماله الفنية الكثيرة مع الممثل باسم سمرة قال إنه تعرف عليه أثناء اختبارات أداء بأحد أفلام يوسف شاهين، ثم شاركا معًا في فيلم "سرقات صيفية"، ليتكرر التعاون في أفلام أخرى منها "صبيان وبنات"، مشيرًا إلى أن باسم سمرة كان له دور كبير في أن يتعرف على مجتمع وعالم حقيقي آخر صاغ منه حكايته السينمائية.
لا تعبّر أفلام يسري نصر الله عن الشخصيات الرئيسية فقط، بل أيضًا يهتم بالأدوار الثانوية، إذ أشار إلى أنه ليس هناك شخصية واحدة في فيلمه لا يهتم بها حتى لو كان السياق الدرامي لا يركّز عليها بشكل أساسي، لكنه يريد أن يقول إن هذه الشخصية من عالم يحب التعبير عنه.
ليست الشخصيات الثانوية فقط بل أيضًا يركّز المخرج على عالم الحيوانات التي تظهر في أفلام منها "الماء والخضرة والوجه الحسن".
دائمًا يطرح يسري نصرالله على نفسه سؤالًا مفاده.. ماذا سأقدم في عملي المقبل.. وعما سوف أتحدث؟.. موضحًا أنه فور عثوره على الإجابة يشرع على الفور في التحضير لعمله.