بات الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة بلا زعيم تقريبًا، وأصبح عالقًا بين "جو بايدن" الذي تم وصفه بـ"البطة العرجاء" وبين "كامالا هاريس" حاملة اللواء، التي تلقت أكبر هزيمة انتخابية مني بها الحزب منذ أكثر من 40 عامًا.
وأبدى عشرات الديمقراطيين غضبهم مما آلت إليه ظروف الحزب في الوقت الحالي، وأكدوا لصحيفة سياتل تايمز الأمريكية أن الجميع بات متفقًا الآن على شيء واحد وهو معرفة ما الذي حدث خطأ لتلقي تلك الهزيمة، ولكن يبقى السؤال المهم عمّن هو الطبيب الديمقراطي المنوط به تشخيص أسباب الهزيمة القاسية.
أسباب الفشل
في عام 2012، أصدر زعماء الحزب الجمهوري تقريرًا من 100 صفحة بات معروفًا منذ ذلك الحين باسم "التشريح"، حاولوا خلاله وضع أيديهم على أسباب فشلهم في الإطاحة بالرئيس باراك أوباما وخسارتهم للأرضية في مجلس الشيوخ.
ولكن على العكس من ذلك، لم يفعل الديمقراطيون نفس الشيء بعد هزيمة هيلاري كلينتون أمام دونالد ترامب في عام 2016، وهو ما دفع دونا برازيل، العضو الحالي في اللجنة الوطنية الديمقراطية، للتأكيد على أهمية تعلم أسباب تراجع التصويت لهم منذ عام 2020 إلى عام 2024.
السؤال الأهم
ولفتت إلى أنهم كديمقراطيين عليهم أن يتعهدوا بعملية تجمع كل أجنحة الحزب، وتتعمق في البيانات وتستمع إلى الناخبين، لتفادي تكرار تلك النتيجة الكارثية، أما براميلا جايابال، رئيسة الكتلة التقدمية الديمقراطية في الكونجرس، فأكدت أنه عليهم الابتعاد عن طرح السؤال المعتاد حول كيف صوت هؤلاء الناس لترامب، والتحول إلى السؤال الأهم: لماذا صوتوا له وليس لكامالا هاريس؟
ويحتاج بيت الديمقراطيين إلى إعادة ترتيب، بحسب النائب رو خانا من كاليفورنيا، مطالبًا بضرورة تشكيل جيل جديد من الزعماء الديمقراطيين، واستنكر إنفاق حملة هاريس مليار دولار على الحفلات الموسيقية والشعارات التي لم تخاطب غضب الأمريكيين العاديين الذين يشعرون بأن أطفالهم لن يتمكنوا من شراء منزل أو سيارة وأن الحلم الأمريكي يتلاشى.
حزب بلا زعيم
وأصبح الديمقراطيون حزبًا بلا زعيم فعليًا، بحسب الصحيفة، وذلك بعد أن باتت حاملة لواء الحزب الجديدة، في طريقها إلى خسارة الهيئة الانتخابية والتصويت الشعبي، بينما أصبح الرئيس جو بايدن الآن بطة عرجاء.
وقال النائب كريس ديلوزيو، وهو ديمقراطي احتفظ بمقعده في مجلس النواب غرب ولاية بنسلفانيا، إنه يمكن تعلم الكثير من الناخبين ومن المرشحين الفائزين أكثر مما يمكن تعلمه من المستشارين، مشيرًا إلى أن عدم وضوح الرسالة الاقتصادية الوطنية وتماسكها في مواجهة الاحتكارات وقوة الشركات كان خطأً كبيرًا.
الطبيب الشرعي
وعلى الرغم من أن الديمقراطيين يدركون جيدًا ما هي مشكلتهم، إلا أنهم منقسمون بالفعل بشأن السبب الكامن وراء هذه المشكلة، حيث يرى البعض أن الحذر في التعامل مع الناخبين كان السبب الرئيسي، بينما رأى آخرون أن الخسارة جاءت بسبب أن الحزب أصبح أكثر تقدمية في بلد بات محافظًا على نحو متزايد.
وبات السؤال الصعب، كما تقول الصحيفة: من هو الشخص الذي سيتولى تشريح أسباب خسارة الحزب، وكيف يمكن أن يتصرفوا في المستقبل؟، حيث من الصعب الدخول في مرحلة جديدة يتم خلالها تفادي الأخطاء الحالية، بدون معرفة الطبيب الشرعي الديمقراطي الذي سيقوم بذلك.