بعد ساعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع الأمريكية، ومع الفوز الساحق للرئيس السابق دونالد ترامب أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، كان مستشارو ترامب، الذين اجتمعوا في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، يعملون على وضع خطط انتقالية على عجل، وخاصة كيفية التعامل مع سيل الأسئلة حول الأشخاص والسياسات التي ستشكل البيت الأبيض في عهد ترامب الثاني.
بحلول منتصف النهار، أوضح مستشارو ترامب أن أولوياته الرئيسية في اليوم الأول تشمل الأوامر التنفيذية بشأن أمن الحدود وحفر النفط، وغيرها من التدابير لتعزيز استقلال الطاقة؛ كما لفت تقرير لصحيفة "بوليتيكو".
ومع احتمال خضوع الكونجرس لسيطرة الجمهوريين الكاملة، فإن فريق ترامب أصبح أكثر جرأة لدفع جوانب من أجندته "أمريكا أولًا" بمجرد عودته إلى منصبه.
تنقل الصحيفة عن مستشار ترامب جيسون ميلر: "هناك فرصة لإظهار أن هناك بعض الأفكار والكثير من السياسات التي ينبغي أن نكون قادرين على الاتفاق عليها". واستشهد بـ "الإجراءات التنفيذية في اليوم الأول" المتعلقة بإغلاق الحدود الجنوبية واستكشاف خفض أسعار الطاقة.
ولكن قبل اتخاذ أي إجراء في اليوم الأول، بدأ ترامب ومستشاروه الانتقاليون عملية فحص المرشحين لشغل مناصب وزارته وإدارته على نطاق أوسع.
وأمس الأربعاء، تصاعدت المنافسة على المناصب العليا بشكل جدي، بعد أن بدأت قبل وقت طويل من الدعوة إلى الانتخابات.
عملية انتقالية
بينما كان مستشارو ترامب يعملون على عجل على تشكيل قيادة الإدارة القادمة -وهي عملية أشبه بإنشاء شركة ناشئة- كان الرئيس السابق منشغلا بتلقي مكالمات التهنئة من زعماء العالم والاحتفال بحملته التي استمرت عامين للوصول إلى البيت الأبيض.
لكن من بين الذين اجتمعوا مع ترامب في اليوم التالي للانتخابات في منتجعه الفاخر بفلوريدا بعيدًا عن الأنظار، اثنان من مندوبي الحملة الذين قد تلعب أفكارهم حول السياسة دورًا مؤثرًا في الإدارة القادمة. وهما مقدم البرامج الإعلامية المحافظ تاكر كارلسون والرئيس التنفيذي لشركة تسلا الملياردير إيلون ماسك.
وقال المتحدث باسم ترامب ستيفن تشيونج إن نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس جو بايدن اتصلا بترامب أمس الأربعاء، وقال إن بايدن "وجه دعوة إلى البيت الأبيض لضمان انتقال سلس".
وأضاف تشيونج أن ترامب "يتطلع إلى الاجتماع الذي سيعقد قريبًا، ويقدر بشدة المكالمة".
ويتعين على ترامب وفريقه أن يقرروا ما إذا كانوا سينفذون مجموعة الوعود التي قطعوها خلال حملتهم الانتخابية ومتى سينفذونها، بدءًا من تنفيذ "أكبر عملية ترحيل" للمهاجرين في تاريخ أمريكا، إلى سن تعريفات جمركية جديدة شاملة على الواردات.
ولكن بعض تعهداته قد يكون من الصعب تنفيذها، مثل متابعة مجموعة الضرائب التي تعهد بخفضها على العمل الإضافي، والإكراميات، ومزايا الضمان الاجتماعي.
ترشيحات محتملة
حسب التقرير، لم يستبعد السناتور ماركو روبيو من فلوريدا، والذي كان أحد مرشحي منصب نائب الرئيس مع ترامب، إمكانية خدمته في إدارته الثانية، رغم أنه قال إنه لم يجر محادثات مع فريق الرئيس السابق بشأن ذلك.
أما روبرت إف كينيدي الابن، المرشح الرئاسي السابق الذي يشكل جزءًا من فريق ترامب الانتقالي، فقد يلعب دورًا مهمًا في الرعاية الصحية في ظل إدارة ترامب المقبلة.
وفي الوقت نفسه، بدأ حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس الضغط علنًا من أجل تعيين الجراح العام لولايته، الدكتور جوزيف لادابو، وزيرًا للصحة والخدمات الإنسانية.
وقال جون فليمنج، المسؤول السابق في إدارة ترامب ونائب رئيس الأركان في عام 2020، لصحيفة "بوليتيكو" إنه يجري محادثات مع مستشاري ترامب بشأن منصب كبير. وباعتباره أمين صندوق ولاية لويزيانا حاليًا، أعرب فليمنج عن اهتمامه بشغل منصب وزير التجارة أو الصحة والخدمات الإنسانية.
كما كان هوارد لوتنيك، الرئيس المشارك للجنة الانتقالية، يجمع الأسماء والسير الذاتية من عمالقة وول ستريت مثل ستيف شوارزمان، وتشاك شواب، وروس بيرو الابن.
وأشار هوجان جيدلي، المتحدث السابق باسم البيت الأبيض في عهد ترامب، إلى أنه "يجب أن يُطلب منك ذلك".
تكهنات
تلفت "بوليتيكو" إلى أن فريق ترامب الانتقالي طلب مذكرات سياسية من المسؤولين المحتملين في الإدارة الجديدة، وقد تم إعداد قائمة من الإجراءات والأوامر التي يمكن لترامب اتخاذها في اليوم الأول من إدارته.
وفي حين كانت ليندا ماكماهون، مديرة الأعمال السابقة والرئيسة المشاركة لفريق انتقال ترامب، تقود الذراع السياسية، فقد تم تكليف مزيج من المسؤولين السابقين في إدارة ترامب وحلفائه بصياغة سياسات بشأن قضايا تتراوح من الاستخبارات إلى السياسة الاقتصادية والهجرة إلى سياسة الطاقة.
كما اعتمدت عملية الانتقال أيضًا على عمل مراكز الفكر المحافظة، بما في ذلك معهد "أمريكا أولا" للسياسة، الذي يلعب قادته أدوارًا رئيسية في جهود الانتقال.
وتتزايد التكهنات حول احتمالات تولي مناصب رفيعة المستوى. فخلال غداء مع أعضاء محافظين في الكونجرس قبل بضعة أسابيع، ذكر روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، بعض الأسماء لمناصب وزارية رئيسية، وفقًا لمساعد جمهوري حضر الوليمة.
ويبدو أن السيناتورين روبيو وبيل هاجرتي (جمهوري من تينيسي) والقائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية السابق ريك جرينيل مرشحون لمنصب وزير الخارجية، وأن السيناتور توم كوتون (جمهوري من أركنساس) كان مرشحًا لمنصب وزير الدفاع، وفقًا لمساعد الكونجرس.