الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب ماسك.. فوز ترامب يضع ضوابط التكنولوجيا الأوروبية في مأزق

  • مشاركة :
post-title
إيلون ماسك خلال مشاركته في حملة ترامب الانتخابية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أدت إعادة انتخابه دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية إلى رفع الرهانات حول صرامة جهود الاتحاد الأوروبي في مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة منصة "إكس" المملوكة لقطب التكنولوجيا إيلون ماسك، الذي يتمتع بصداقة قوية وداعمة مع الرئيس العائد على البيت الأبيض.

وفيما وصف ترامب في خطاب النصر، الذي ألقاه في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، ماسك بأنه "عبقري خارق"، وأكد أنه "يتعين علينا حماية عباقرتنا"، أشارت النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو" إلى أن هذا الدعم القوي قد يغذي التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ودعم ماسك ترامب بشكل لم يسبق له مثيل، حيث وضع ما لا يقل عن 119 مليون دولار في حملته الانتخابية، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، بل وعرض شيكات يومية بقيمة مليون دولار للناخبين.

وفي الوقت الحالي، قد يواجه عملاق التكنولوجيا غرامة من الاتحاد الأوروبي، وهي الأولى بموجب قانون الخدمات الرقمية (DSA)، الذي يهدف إلى الحد من المحتوى غير القانوني والسام عبر الإنترنت.

ووجه الاتحاد الأوروبي اتهامات إلى منصة "إكس" في يوليو، لانتهاك هذه القواعد بشأن المستخدمين الذين تم التحقق منهم، والشفافية في الإعلان، ومنح الباحثين إمكانية الوصول إلى البيانات.

ويمكن للاتحاد الأوروبي فرض غرامات تصل إلى 6% من الإيرادات العالمية السنوية لشركة "إكس"؛ كما تدرس المفوضية الأوروبية حساب العقوبة من الدخل المستمد من شركات ماسك الأخرى، بما في ذلك "سبيس إكس" و"نيروا لينك".

السلطة والهيمنة

الآن، تجد المفوضية الأوروبية نفسها بين المطرقة والسندان فيما يتصل بكيفية تعاملها مع شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة.

بالفعل، بدأ الاتحاد الأوروبي تحقيقات واسعة النطاق بشأن شركات التكنولوجيا لعدم امتثالها لقواعده الرقمية الجديدة. ويتعين عليه أن يظهر استعداده لدعم هذه التهديدات بقوة، سواء في شكل عقوبات مالية أو إصدار أوامر للشركات بتغيير ما تفعله.

لكن في الشهر الماضي، تعهد ترامب بعدم السماح للاتحاد الأوروبي "باستغلال شركاتنا"، قائلاً إن الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك، اتصل به للشكوى من غرامة مكافحة الاحتكار وأمر الضرائب المتأخرة في الاتحاد الأوروبي.

وقد يكون هناك المزيد من الشكاوى قريبًا، إذ من المقرر أن تحصل "أبل" على أول غرامة من الاتحاد الأوروبي لعدم امتثالها لقواعد المنافسة الرقمية، وفقًا لتقرير وكالة "بلومبرج".

سيادة أوروبا

رغم هذا، حث المشرعون الأوروبيون المفوضية الأوروبية على عدم التراجع، وقالت ألكسندرا جيز، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الألماني، إن "المفوضية الأوروبية تحتاج الآن إلى الوقوف بشموخ والدفاع عن قواعد منصة الاتحاد الأوروبي"، وفقًا لمنشور على منصة "إكس".

وأكد كيم فان سبارينتاك عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الهولندي في بيان: "الآن وبشكل خاص، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تنهض أوروبا للدفاع عن حقوقنا وديمقراطيتنا، أيضًا عبر الإنترنت".

كما انضم نشطاء مناهضون لشركات التكنولوجيا الكبرى إلى الحملة. وقال جان بينفرات، المستشار السياسي البارز في مجموعة الحقوق الرقمية (EDRi) إن الساسة الأوروبيين "بحاجة إلى استعادة السلطة من خلال تحدي هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى".

لكن "جيز" أقر بأن العلاقات العميقة بين ترامب وماسك "قد تسبب مشاكل للهيئات التنظيمية"، حيث رأى أن الثنائي يخاطر "بمسار تصادم مع التنظيم الأوروبي المؤيد للديمقراطية".

ورغم المخاوف العديدة من تأثير تحالف ماسك وترامب، قلل البعض من أهمية هذا الخطر. حيث أشارت النائبة في البرلمان الأوروبي، إيفا مايديل (بلغارية من يمين الوسط) إلى أنه "لا شك أن إيلون ماسك رجل أكثر قوة اليوم، لكن أوروبا مبنية على سيادة القانون".

وقالت: "إذا انتهكت "إكس" أو أي منصة أخرى قانون الاتحاد الأوروبي، فسنتخذ الإجراءات اللازمة. لا أعتقد أن الأمر يحتاج إلى أن يصبح نزاعًا دبلوماسيًا كبيرًا عبر الأطلسي".