الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحلم الأوروبي ينتصر على النفوذ الروسي.. احتفاء غربي بفوز ساندو برئاسة مولدوفا

  • مشاركة :
post-title
رئيسة مولدوفا مايا ساندو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في مشهد انتخابي مشحون بالتوتر والمزاعم حول التدخل الأجنبي، فازت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، بفترة رئاسية جديدة، متغلبة على منافسها ألكسندر ستويانوجلو.

ويأتي هذا الفوز بعد حملة انتخابية أثارتها مزاعم بتدخل روسي واسع النطاق لصالح ألكسندر ستويانوجلو، في محاولة للتأثير على نتائج الانتخابات لصالح المعسكر الموالي لموسكو.

وكالة "فرانس 24" نقلت عن مصادر أوروبية وأوكرانية، سلطت الضوء على التفاصيل المتعلقة بهذا النصر السياسي وأبعاده على الساحة الإقليمية والدولية، فيما وصفت ساندو فوزها بأنه "اختيار لمستقبل كريم" لشعب مولدوفا.

جولة الإعادة الحاسمة

أعلنت مايا ساندو فوزها في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد، بعد جولة إعادة متقاربة ضد منافسها ألكسندر ستويانوجلو، حيث حصلت على نسبة 54.35% من الأصوات بعد فرز 98% منها، وفقًا للجنة الانتخابات المركزية.

وأشاد أنصار ساندو بهذا الانتصار، معتبرين إياه تأكيدًا على التوجه الموالي للاتحاد الأوروبي الذي تتبناه رئيسة البلاد، في مواجهة محاولات مستمرة من روسيا للتأثير على مسار الانتخابات.

مزاعم بتدخل روسي

خلال الحملة الانتخابية، كانت هناك مزاعم متكررة حول تدخل روسي في الشأن الانتخابي المولدوفي، وصرح مستشار الأمن القومي في حكومة ساندو، ستانيسلاف سيكرييرو، بأن روسيا حاولت التأثير على نتيجة الانتخابات من خلال وسائل متعددة، بما في ذلك شراء الأصوات ونقل الناخبين والتهديدات الإلكترونية، مضيفًا "أن هناك محاولات مستمرة لعرقلة الديمقراطية في مولدوفا".

وصرحت المفوضية الأوروبية في بيان مشترك مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية، بأن الانتخابات المولدوفية تمت بنجاح رغم محاولات التدخل غير المسبوقة.

جوزيب بوريل
دور حاسم لتصويت الخارج

وبدا أن ساندو اكتسبت دعمًا قويًا من المولدوفيين المقيمين في الخارج، حيث أظهرت النتائج الأولية حصولها على أكثر من 80% من أصواتهم، بينما تراجعت نسب تأييدها داخل البلاد، حيث حصل ستويانوجلو على نسبة 51.2% من الأصوات في الداخل.

وأشار المحلل السياسي رسلان روخوف إلى أن التصويت من الخارج كان له دور حاسم في تغيير موازين القوى لصالح ساندو.

تشكيك في النتائج

في بيانٍ حادٍ، اعتبر الحزب الاشتراكي الموالي لروسيا في مولدوفا أن مايا ساندو "رئيسة غير شرعية"، وأن الشعب يشعر "بالخيانة والنهب" على حد تعبيره، وندد الحزب بـ"منع وصول الناخبين" وسلسلة من المخالفات الانتخابية، مُعتبرًا أن فوز ساندو يعكس دعمًا خارجيًا أكثر من كونه تأييدًا داخليًا.

وتواجه ساندو، التي تدهورت العلاقات خلال ولايتها الأولى مع الكرملين، تحديات اقتصادية كبرى تشمل تداعيات جائحة كوفيد-19 وتبعات الحرب الروسية على أوكرانيا التي أدت إلى تدفق اللاجئين وخفض إمدادات الغاز الروسي، ما تسبب في ارتفاع التضخم، بينما يرى منافسها ستويانوجلو أن النهج التصادمي الذي اتبعته ساندو قد أضر بمصالح البلاد، داعيًا إلى سياسة متوازنة مع روسيا والاتحاد الأوروبي.

ماكرون
دعم أوروبي لفوز ساندو

تلقت ساندو تهنئة من قادة الاتحاد الأوروبي وفرنسا، حيث وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فوزها بأنه "انتصار للديمقراطية"، مؤكدًا دعم فرنسا لمولدوفا في مسارها نحو الاتحاد الأوروبي.

كما هنأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مولدوفا على "الاختيار الواضح نحو النمو الاقتصادي والاستقرار"، معربًا عن التزامه بتعزيز العلاقات بين البلدين.

زيلينيسكي
نتائج الاستفتاء وقرار الشعب

في استفتاء أجري بالتزامن مع الجولة الأولى من الانتخابات، صوت الناخبون بنسبة ضئيلة بلغت 50.35% لصالح الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن التدخل الروسي أثر على نتائج الجولة الأولى، حيث أظهرت السلطات المولدوفية اهتمامًا بمواجهة مخططات شراء الأصوات، وفقًا لتصريحات صادرة عن مركز الاتصالات الاستراتيجية في أوكرانيا.

توضح نتائج هذه الانتخابات، وفقًا لـ"فرانس 24"، رغبة غالبية الشعب المولدوفي في التوجه نحو الاتحاد الأوروبي، رغم محاولات تدخل خارجية لعرقلة هذا الخيار.

ويُشكل فوز ساندو دافعًا نحو تحقيق هذا الهدف، إلا أن التحديات الاقتصادية والعلاقات المتوترة مع روسيا تبقى عوائق أساسية تحتاج إلى إدارة حكيمة خلال السنوات المقبلة.