الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تداعيات كارثة فوكوشيما مستمرة.. نقص العمالة يهدد "النووي" الياباني

  • مشاركة :
post-title
فنيون يابانيون في محطة أوناجاوا النووية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

في محاولتها لإحياء تشغيل محطات الطاقة النووية التي أُغلقت بعد كارثة تسونامي فوكوشيما، لمواكبة التطور التكنولوجي، وجدت اليابان نفسها أمام معضلة تتمثل في عدم وجود عمالة ماهرة وخبراء نوويين قادرين على القيام بتلك المهمة.

وضرب زلزال مدمر ساحل اليابان، في 11 مارس 2011، وتسبب في تسونامي أصاب محطة فوكوشيما النووية، عندما كان ثلاثة مفاعلات من أصل ستة في المحطة قيد التشغيل، وهو ما أدى إلى انهيارات نووية، خلّفت وراءها مئات الأطنان من الحطام المنصهر، ومستويات إشعاع مرتفعة وخسائر اقتصادية فادحة.

إغلاق المفاعلات

هذا الأمر، بحسب صحيفة japantimes، ضرب أركان الصناعة النووية في اليابان في مقتل، وأصبح الرأي العام غاضبًا من تلك التكنولوجيا، التي كانت تُستخدم في السابق لتوليد نحو ربع الكهرباء في البلاد، وتم إغلاق كل المفاعلات النووية بعد ذلك.

ومع مرور الوقت، كان على اليابان أنْ تعيد إحياء تلك الصناعة، خاصة بعد النهضة العالمية لتحقيق أهداف إزالة الكربون، وبدء شركات التكنولوجيا في البحث عن الطاقة النظيفة لتغذية مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.

كارثة محطة فوكوشيما النووية
عرقلة التطوير

واكتشفت الحكومات اليابانية المتعاقبة، كما يقول خبراء التكنولوجيا للصحيفة، أنها تخاطر بعرقلة تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في البلاد، إنْ لم تتمكن من الاعتماد على الطاقة الذرية، وهو ما جعلهم يعيدون التفكير في الأمر وتم وضع خطة بدأت بمحطة أوناجاوا النووية.

وتقع تلك المحطة بالقرب ميناء صيد صغير في محافظة مياجي على الساحل الشرقي، وتعد الأقرب إلى مركز الزلزال المدمر، ولكن التوقف خلال الفترة الماضية أدى إلى تفاقم أزمة المهارات الفنية المطلوبة والعمالة الماهرة في اليابان.

صعوبات عديدة

في الطريق إلى افتتاح المفاعل رقم 2 في محطة أوناجاوا النووية، والتي تم وصفها بالعملية الشاقة، واجهت الحكومة اليابانية صعوبات عديدة، إذ لا يزال نحو 60% من الوحدات غير متصلة بالإنترنت، كما أنّ أكثر من ثلث الموظفين الفنيين لم يسبق لهم تشغيل مفاعل، ولم يتدربوا إلا على أجهزة المحاكاة.

محطة أوناجاوا النووية

وقالت شركة توهوكو للطاقة الكهربائية التي تدير المحطة، إنها دربت موظفين عديمي الخبرة على أجهزة المحاكاة، وأرسلتهم للتعلم في محطات الطاقة الحرارية، كونهم يحتاجون إلى معرفة مباشرة بمفاعل تشغيلي للكشف عن المشكلات والتعامل مع الطوارئ.

العمالة الماهرة

وبحسب جمعية مصنعي الأجهزة الكهربائية اليابانية، انخفض عدد الأشخاص العاملين في صناعة الطاقة الذرية في البلاد بأكثر من الخُمس من عام 2010 إلى عام 2023، فيما أشارت إلى أن غالبية المديرين التنفيذيين أصحاب الخبرات بحثوا عن فرص أخرى بعد كارثة 2011.

ولم تكن الكارثة وحدها سببًا في عدم وجود العمالة الماهرة، إذ كشفت لجنة الطاقة الذرية في مجلس النواب الياباني، أن عدد الطلاب الذين يدرسون الطاقة النووية انخفض من ذروته في عام 1993، ولا يزال مستمرًا في الهبوط بسبب شيخوخة السكان في البلاد.

ويرى الخبراء أن إحياء محطة أوناجاوا، كان بمثابة تذكير بالنقص الشديد في العمالة الماهرة، الذي يشكل تهديدًا لنمو تلك الصناعة مرة أخرى، والعودة إلى ما قبل كارثة فوكوشيما، التي كانت توفر كهرباء نظيفة مستقرة وبأسعار معقولة وتساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ومن المنتظر ، بحسب japannews ، أنْ توفر محطة أوناجاوا 80 مليار ين سنويًا، كما من المحتمل أن تتمكن الشركة المصنعة من خفض أسعار الكهرباء في المستقبل، بعد البدء في الاعتماد على الطاقة النووية بدلًا من الغاز الطبيعي المسال والفحم كمصدر لأكثر من نصف الطاقة الكهربائية التي تولدها.