تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جاهدة، على إنجاز اتفاق يُنهي الحرب الإسرائيلية على لبنان، في محاولة لإنقاذ جيش الاحتلال من مستنقع حزب الله، من ناحية، وتحقيق التهدئة في الشرق الأوسط قبل أقل من أسبوع على انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها 5 نوفمبر المقبل.
ولأجل هذا الهدف، من المقرر أن يصل مستشارا الرئيس الأمريكي، بايدن آموس هوكشتاين، وبريت ماكجورك، إسرائيل، غدًا الخميس، لمحاولة إبرام اتفاق من شأنه إنهاء الحرب على لبنان، وفق ما ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وقال الموقع إنه من المتوقع أن يلتقي هوكشتاين وماكجورك مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزير دفاعه يوآف جالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
مقترح وقف إطلاق النار
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، إنه من المتوقع أن يقدم هوكشتاين اقتراحًا رسميًا لهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي صاغه بعد الاستماع إلى مواقف الجانبين.
وأضاف أن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين يعتقدون أن حزب الله أصبح مستعدًا أخيرًا للنأي بنفسه عن حركة حماس الفلسطينية، في قطاع غزة بعد بعض الضربات التي تلقاها على مدى الشهرين الماضيين، بما في ذلك اغتيال أمينه العام حسن نصر الله.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن نتنياهو عقد اجتماعًا مع عدد من الوزراء وكبار القادة العسكريين وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مساء أمس الثلاثاء، لمناقشة الصفقة المحتملة.
ويعمل هوكشتاين منذ أكثر من عام على التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يُنهي القتال بين إسرائيل وحزب الله.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن هوكشتاين ينتظر أن يقرر القادة الإسرائيليون ما إذا كانوا سيمضون قدمًا في الاتفاق قبل أن يسافر إلى إسرائيل، وأضافوا أن حقيقة حضور نتنياهو وماكجورك تشير إلى أن نتنياهو يؤيد السعي إلى التوصل لاتفاق.
وحسب أكسيوس، رفض حزب الله لعدة أشهر الموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية بغزة. وفي الأسابيع الأخيرة، وبعد سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أضعفت حزب الله بشكل كبير بدأت الجماعة في تغيير مسارها.
وزار هوكشتاين بيروت الأسبوع الماضي، وحصل على رد إيجابي من المسؤولين اللبنانيين، حول إمكان التحرك نحو وقف إطلاق النار بغض النظر عن الحرب في غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، وفق تقرير أكسيوس، كانت هناك أيضًا علامات على مزيد من الانفتاح لإنهاء الحرب على لبنان.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين، إن جيش الاحتلال قريب جدًا من إنهاء عمليته البرية في القرى الواقعة بجنوب لبنان بالقرب من المستوطنات الشمالية.
وقال المسؤولون إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوصى نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت بأن الوقت الحالي هو الوقت المناسب للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء القتال مع حزب الله وتجنب التورط في حرب بلبنان.
وحسب أكسيوس، أوضح المسؤولون الإسرائيليون أن الاتفاق الذي يجري مناقشته يستند إلى إعادة تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى حرب 2006 في لبنان.
نص مقترح وقف إطلاق النار
ونقل الموقع عن المسؤولين، إن الاتفاق الذي يجري النظر فيه يتصور إعلان وقف إطلاق النار يتبعه فترة انتقالية مدتها 60 يومًا.
وخلال هذه الفترة الانتقالية، سينقل حزب الله أسلحته الثقيلة شمال نهر الليطاني بعيدًا عن الحدود الإسرائيلية، وسينشر الجيش اللبناني نحو 8 آلاف جندي على طول الحدود مع المستوطنات الشمالية، الذي سينضم إلى قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل هناك، وستنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي تدريجيًا إلى جانب المستوطنات الشمالية من الحدود مع جنوب لبنان.
شروط إسرائيلية
وقبل أسبوعين، قدمت إسرائيل للولايات المتحدة وثيقة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان، بحسب ما ذكره "أكسيوس".
وأحد الشروط الإسرائيلية هو السماح لجيش الاحتلال بالمشاركة في "التنفيذ النشط" لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله، وإعادة بناء بنيته التحتية العسكرية في مناطق جنوب لبنان القريبة من الحدود مع المستوطنات الشمالية.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إنه في حين أن هذا الشرط لن يكون جزءًا من الاتفاق مع لبنان، فإن إسرائيل تريد خطاب ضمانات من إدارة بايدن بأن الولايات المتحدة ستدعم هذا "التنفيذ النشط".
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعرض لخسائر كبيرة في جنوب لبنان ولم يستطع التقدم على الأرض لمسافة طويلة بسبب المقاومة الشرسة التي يواجهها من مقاتلي حزب الله، وقالت الجماعة إن 90 عسكريًا إسرائيليًا قتلوا منذ بدء التوغل البري مطلع الشهر الجاري.