في ظل توتر الأوضاع بجنوب لبنان، تلقى رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، مجموعة من الرسائل التي وصفتها الصحف اللبنانية المحلية بـ"النارية" التي تجاوزت الحدود السياسية، لتصل إلى حد القصف المباشر لمناطق يسكن فيها أفراد عائلته، ما يعكس تصعيدًا خطيرًا من الاحتلال الإسرائيلي.
هذه الرسائل، وفق مجلة "شؤون جنوبية" اللبنانية، كانت تهدف إلى الضغط على "بري"، الذي يقود جهودًا دبلوماسية حثيثة لوقف إطلاق النار عبر الوساطة الأمريكية، مشيرة إلى أن "بري" واجه هذه التحديات بموقف صلب وتصريحات تدل على ثباته في مساعيه الدبلوماسية.
ثلاث رسائل نارية
الرسالة الأولى كانت من خلال قصف موسع على المنطقة صور، حيث تنشط حركة "أمل" بشكل كبير، وسط احتدام الحرب، لذا وصفت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية هذا التصعيد بـ"رسالة سياسية" موجهة إلى بري، الذي يخوض مفاوضات عبر الوسيط الأمريكي أموس هوكستين، مبعوث الرئيس جو بايدن، من أجل وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
استهداف منزل نجل بري
أما الرسالة الثانية فجاءت مع قصف بلدة تبنين جنوب لبنان، فجر اليوم الثلاثاء، ما أسفر عن أضرار بمنزل عبد الله بري، نجل رئيس مجلس النواب، الذي أثار جدلاً واسعًا حول نوايا الاحتلال في توسيع دائرة الاستهدافات لتشمل عائلة بري.
وأكدت قناة "الجديد" اللبنانية أن الهجوم وقع في الحي الذي تسكنه عائلة بري، وأن منزل نجله عبد الله تعرّض للقصف، وهو ما أكدته "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلًا عن مصادر إسرائيلية أن المنزل الذي تعرض للقصف في تبنين يعود لعبد الله بري.
تحريض على الاغتيال
الرسالة الثالثة تمثلت في تسريبات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية تشير إلى تطرف بعض الأصوات في مجلس الوزراء الإسرائيلي، داعية إلى اغتيال نبيه بري أو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وجاء هذا التحريض على خلفية الهجوم الذي استهدف منزل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في قيسارية، جنوب حيفا.
بري يواجه التصعيد
ردّ نبيه بري على هذه الرسائل بصلابة، بحسب ما أوردته صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، ووفقًا لتصريحاته، فإنه لم يتراجع أمام الضغوط السياسية أو العسكرية، قائلاً: "إرادتي مثل البريستو، ولا أمشي تحت الضغط، سواء كان ناريًا أم سياسيًا".
وأوضح "بري" أن موقفه في المفاوضات يبقى ثابتًا للحفاظ على حقوق لبنان وكرامته، مشيرًا إلى أن "كل شيء يهون أمام أرض الجنوب".
وفي تأكيد آخر على موقفه، قال بري لزواره: "لا مناص من العودة إلى القرار 1701 مهما تأخر الوقت، لكن نتنياهو يواصل سفك الدماء بلا داعٍ، ما يجعل الأمور تسير نحو مسار انحداري للعدو الإسرائيلي".
تسريبات حول تقدم المفاوضات
رغم التصعيد العسكري، تشير تقارير إلى تقدم في المفاوضات الجارية عبر الوساطة الأمريكية، لكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان لبنان قد وافق على الشروط الجديدة التي تتضمنها أم لا.
في ظل هذه التطورات، يظل نبيه بري في موقفه الثابت، مدافعًا عن حقوق لبنان وحريصًا على إنهاء النزاع من خلال القنوات الدبلوماسية.