الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفلسطيني الأمريكي مايك الشريف: "مقلوبة" يسرد رحلة والدتي مع النزوح

  • مشاركة :
post-title
كواليس فيلم "مقلوبة"

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

الفيلم يتناول انتقال الصدمة من جيل لآخر.. وللفن دور مهم لدعم القضية الفلسطينية

لإيمانه الشديد بدور الفن كأداة أساسية في نقل الروايات الصادقة عن الفلسطينيين، ولتسليط الضوء على مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود، يقدّم المخرج الفلسطيني الأمريكي مايك الشريف تجربة مميزة من خلال فيلم "مقلوبة"، الذي تدور أحداثه حول "ليلي"، ضابطة إيقاع فلسطينية أمريكية تقرر زيارة جدتها بحجة مساعدتها في فك حقائبها، لكن بعد ذلك تظهر الأهداف الحقيقية لزيارتها تدريجيًا.

الفيلم ينقل صورة من الواقع الفلسطيني، لكن فكرته جاءت من خلال حلم راود المخرج مايك الشريف الذي قال لموقع "القاهرة الإخبارية": "راودني بشكل مستمر حلم تظهر فيه امرأة في حالة نشوة تزحف وحدها عبر متاهة، لذا وضعني هذا الحلم في رحلة لمعرفة من هذه الشخصية؟ وما الذي تسعى إليه؟ ولماذا؟ وأدركت أن الشخصية يجب أن تكون فلسطينية، ووضعت كل قطع اللغز في مكانها الصحيح وفهمت ما يجب أن يكون عليه الفيلم".

ويضيف: "ألهمتني حياة والدتي الفلسطينية لصنع هذا الفيلم، لقد نزحت طوال حياتها بسبب الحروب المختلفة، فهذا الفيلم يدور حول حياة والدتي، وصدمة الأجيال، وجميع الفلسطينيين الذين يحاولون العودة إلى وطنهم من خلال الدين، والطعام، والموسيقى".

وحول تدريب والدته على التمثيل لأول مرة قال: "استغرق الفيلم نحو عام من كتابة السيناريو إلى مرحلة الإنتاج، واخترت والدتي لتكون هي الجدة في الفيلم، وتدربت معها الممثلة رند فارس لمدة 6 أشهر؛ لأجعلها تشعر بالراحة وعدم الخوف نظرًا لأنها لم تمثل أبدًا من قبل، لكنها تمتلك الكثير من الموهبة، وبعد تدريب مكثف معها لإعدادها أصبحت مدربها التمثيلي، وأصبحت والدتي ورند قريبين جدًا وكأنهما من عائلة واحدة، فظهر الفيلم بالشكل المناسب".

كواليس فيلم "مقلوبة"
رسالة العمل

يسعى فيلم "مقلوبة" إلى التعبير عن انتقال الصدمة من جيل إلى جيل وكيف تظهر بشكل مختلف، حسبما يشير مخرجه قائلًا: "يتعلق الأمر كله بعلاقاتنا العائلية وكيف يساعدنا ذلك في إيجاد طريق للمضي قدمًا حتى عندما تبدو الظروف صعبة للغاية". 

مشكلات شخصية

وعن التحديات التي واجهته لخروج فيلمه إلى النور، يقول: "أثناء تصوير الفيلم مررت بالعديد من المشكلات الشخصية التى جعلت الأمر صعبًا، وفي الوقت الذي كنت فيه في مرحلة ما بعد الإنتاج، بدأ يحدث شيء غريب ومثير للاهتمام بدأت أخوض تجارب حياتية تعكس تجارب شخصية الجدة في الفيلم، التي لعبت دورها والدتي وبدأت الحياة تقلد الفن وكأنني أعيش الفيلم".

ويضيف: "للفن دور مهم وضروري لدعم القضية الفلسطينية كما أنه يساعد في جذب الكثير من الناس للاهتمام بهذه القضية، فهو يسمح للعالم برؤية تعدد أبعاد الشعب الفلسطيني، كما أنه أداة أساسية في إصلاح الروايات النمطية التي يتم إدامتها وأعتقد أن الفن قادر على تغيير الوعي حول هذه القضية وفهم الفلسطينيين وكسب التعاطف معهم".

كواليس فيلم "مقلوبة"

نافذة على فلسطين

حول مشاركة فيلمه "مقلوبة"، ضمن برنامج "نافذة على فلسطين" ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته السابعة، يقول: "شرف كبير أن يتم اختياري ضمن هذا البرنامج رفقة مخرجين مميزين قدموا أفلامًا رائعة لدعم القضية الفلسطينية".

واستطرد: "لفتة جميلة وشجاعة من إدارة مهرجان الجونة السينمائي في الوقت الذي تتجاهل فيه العديد من المهرجانات السينمائية الفنانين الفلسطينيين والقضية بشكل عام، فأمر جيد ورائع أن ترى مهرجانات تدافع عن الإنسانية والكرامة والحقوق".