يُواصل الجيش الروسي إحراز مزيد من التقدم على مختلف جبهات القتال في شرق أوكرانيا، حيث بات التركيز الأكبر الآن حول السيطرة على مدينة مهمة، تعرف بأنها مفتاح الدفاعات للقوات الأوكرانية ومركز لوجستي لقواته في دونيتسك.
يأتي ذلك في الوقت الذي أطلق فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرًا بأن هناك خطر نشوب حرب مباشرة مع الناتو، إذا سمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى ضد روسيا، التي لا تمتلك القدرات اللازمة لتشغيل تلك النوعية من الأسلحة.
مفتاح الدفاعات
وفي الأيام الأخيرة، رصد معهد دراسات الحرب الأمريكي، المتخصص في رصد التغيرات اليومية في خط المواجهة ومقره الولايات المتحدة، أن القوات الروسية سيطرت على قرية أخرى في منطقة دونيتسك المحاصرة، وتقدمت قواتها تجاه مدينة بوكروفسك.
وتعد مدينة بوكروفسك مركزًا لوجستيًا غرب دونيتسك، ومازالت تسيطر عليها القوات الأوكرانية حتى الآن، وتكمن أهميتها في كونها مفتاح الدفاعات الأوكرانية في الشرق ومتصلة بمدن دفاعية مهمة أخرى، مثل سلوفيانسك، وكراماتورسك، ودروجكيفكا، وكوستيانتينيفكا.
ببطء وثبات
وحول ذلك الأمر أكدت أنجليكا إيفانز، الباحثة في الشؤون الروسية في المعهد، لمجلة نيوزويك أن روسيا تتقدم ببطء وبثبات نحو هذه المدينة المهمة منذ سقوط أفدييفكا معقل الجيش الأوكراني هناك.
وبين فبراير وبداية أغسطس، كانت القوات الروسية تتقدم مسافة كيلومترين تقريبًا كل يوم باتجاه بوكروفسك، إلا أن الباحثة توقعت تباطؤ الوتيرة الأيام القادمة، رغم النجاحات، حيث ستجد موسكو نفسها في مواجهة المناطق السكنية والبنايات والجسور.
قتال عنيف
وبهدف تطويق المدينة يجري قتال عنيف بين الجيشين الأوكراني والروسي، بعد أن تقدم الأخير ناحية سيليدوف، وهي بلدة تقع جنوب شرق بوكروفسك، واعترفت القوات الأوكرانية بأن روسيا نفذت بالفعل 15 محاولة لطرد القوات الأوكرانية من مواقع حول البلدة ومستوطنات أخرى على طول خط المواجهة.
وبسبب ذلك الضغط انسحبت القوات الأوكرانية إلى الشمال الغربي من سيليدوف، إثر تحقيق روسيا ما قالت عنه وسائل إعلام روسية بأنه اختراق ملحمي، وأنهم باتوا يسيطرون الآن بالفعل على 80 في المائة من المدينة.
انسحاب وانهيار
وأدى الهجوم الروسي حول المدينة إلى انهيار دفاعات القوات المسلحة الأوكرانية، وبحسب وكالة أنباء "تاس" الروسية انسحبت كييف من العديد من المواقع في سيليدوف وقرى أخرى حولها، جنوب شرق بوكروفسك.
كما تمكنت القوات الروسية من السيطرة على قرية أوليكساندروبيلي الواقعة إلى الشمال الشرقي من بوكروفسك كما سيطرت على ليفادني، وهي قرية في منطقة زابوريزهيا بجنوب أوكرانيا استعادتها كييف خلال هجومها المضاد عام 2023.
الأسلحة المحلية
ويتوقع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المزيد من التطورات الدبلوماسية وحزم الدعم الجديدة لأوكرانيا الأسبوع المقبل، خلال اللقاءات المرتقبة ضمن مجموعة التعاون بين أوكرانيا ودول شمال أوروبا.
وأشار "زيلينسكي" في بيان على الموقع الرسمي للرئاسة الأوكرانية، إلى أنَّ الأولوية الرئيسية هي دعم صفوف الجيش الأوكراني في المناطق الأكثر تحديًا، وتعزيز إنتاج الأسلحة المحلية، وخاصة الطائرات بدون طيار.