في وقتٍ تتعقد فيه ملفات الشرق الأوسط وتتصاعد المخاطر السياسية داخليًا وخارجيًا، يجد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، نفسيهما أمام تحديات متزايدة قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وعلى الرغم من محاولات الإدارة الأمريكية تفادي الحرب الشاملة في المنطقة حاليًا، فإن التوترات تظل عالية بين إسرائيل وإيران؛ مما يضع إدارة بايدن أمام قرارات حاسمة لتحقيق استقرار مفقود قد يعزز من فرصهما الانتخابية أو يزيد من التحديات أمام حملتهما، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "سي إن إن" الأمريكية.
تجنب التصعيد الميداني
بحسب تقرير "سي إن إن"، أكد الرئيس جو بايدن بعد تلقيه تقريرًا استخباراتيًا حول الضربات الإسرائيلية داخل إيران، أن العملية استهدفت مواقع عسكرية دون استهداف الأصول الاستراتيجية الإيرانية؛ مما ساهم في تهدئة المخاوف من تطور النزاع. غير أن هذه الخطوة لا تعني بالضرورة نهاية التوتر، حيث تبقى منطقة الشرق الأوسط قابلة للاشتعال في أي لحظة، وسط رغبة إيرانية معلنة بالرد.
وعقد بايدن ونائبته هاريس اجتماعًا مع فريق الأمن القومي الأمريكي؛ لمناقشة التطورات الأخيرة، حيث أكد بايدن ضرورة دعم إسرائيل والدفاع عن حقها في الأمن مع التشديد على أهمية التهدئة، وهو ما صرحت به هاريس للصحفيين.
إلا أن التركيز الأمريكي ينصب، وفق ما نقلت الصحيفة، على منع تصعيد الأمور إلى نزاع أوسع، مع استمرار إسرائيل في توسيع عملياتها في لبنان؛ مما أثار حفيظة بعض الجهات الدبلوماسية الدولية التي تخشى تزايد الضغوط على الإدارة الأمريكية قبيل الانتخابات.
ضغوط سياسية كبيرة
تتعرض إدارة بايدن لضغوط سياسية كبيرة، خاصة بعد اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار، وهو ما كان يأمل البيت الأبيض أن يفتح الباب لوقف إطلاق النار، إلا أن تحقيق هذا الهدف يظل بعيدًا، مع انقسام واضح في المشهد السياسي الداخلي حول كيفية التعامل مع الملف الفلسطيني، إضافة إلى مشاركة الرئيس السابق ترامب في هذه القضية، ما يضع بايدن أمام خيارات صعبة.
واجهت كامالا هاريس أسئلة من الصحفيين، حول موقفها تجاه السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، إذ أعرب العديد من الناخبين عن قلقهم من تزايد العمليات العسكرية الممولة بأموال الضرائب.
ومع ذلك، اكتفت هاريس بالتأكيد على جهود وقف إطلاق النار، مما لم يكن كافيًا لإرضاء شريحة واسعة من الأمريكيين العرب؛ وهو ما دفع برئيس بلدية ديربورن، عبدالله حمود، إلى الامتناع عن تأييد أي مرشح حالي.
ضربة إسرائيلية واسعة في إيران
كانت الضربات الإسرائيلية، وفقًا لمسؤول أمريكي كبير تحدث إلى "سي إن إن"، دقيقة واستهدفت مواقع عسكرية إيرانية بعناية شديدة، ويرى المسؤولون الأمريكيون أن هذه الضربات قد تنهي التبادل المباشر مع إيران، إلا أن هذا الرأي يبقى غير مؤكد في ظل المناورات المستمرة في المنطقة، حيث تتعلق النهاية الحقيقية للأزمة بيد أطراف متعددة ومعقدة في الداخل الأمريكي والإسرائيلي على حدٍ سواءٍ.