شهدت إيران حدثًا أمنيًا لافتًا بعد ما تعرضت إحدى قواعدها العسكرية السرية لهجمات ضمن الضربات الجوية الأخيرة التي شنّتها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد أهداف عسكرية في إيران.
هجوم من 3 موجات
وحسبما ورد في صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت، فقد أبلغ اثنان من المسؤولين الإيرانيين الذين تحدثوا إلى الصحيفة، بما في ذلك عضو في الحرس الثوري الإيراني، عن بعض أهداف الهجوم.
وبحسب التقرير، تركزت الهجمات الإسرائيلية على 3 موجات، الأولى تركز فيها الهجوم على أنظمة الدفاع الجوي ومنشآت الرادار الإيرانية، بما في ذلك هجوم على منشأة رادار في منطقة السويداء جنوب سوريا، وفي الوقت نفسه، تم الإبلاغ عن هجمات أيضًا على أراضي العراق، وسُمع دوي انفجارات في عدة مدن رئيسية في إيران منها طهران وكرج وأصفهان، مع تسجيل عدد من الانفجارات الكبيرة في طهران.
وفي الموجتين الثانية والثالثة تم توسيع الهجوم ليشمل أهدافًا أخرى، بما في ذلك قواعد الصواريخ ومنشآت إنتاج الطائرات بدون طيار، وكان من بين الأهداف المبلّغ عنها مطار الإمام علي الدولي في طهران، الذي يُستخدم أيضًا كقاعدة عسكرية على الرغم من أن إيران نفت ذلك ونشرت وثائق تُظهر النشاط الروتيني في المطار.
قاعدة بارشين السرية
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إيرانيين أن الهجوم استهدف قاعدة بارشين العسكرية السرية في ضواحي طهران، التي تُعرف بكونها منشأة متطورة لتطوير تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيّرة الانتحارية، إضافة إلى أبحاث نووية.
كما نقلت الصحيفة عن المسؤولين أن الطائرات المسيّرة أصابت القاعدة السرية وأحدثت بها خسائر كبيرة وذلك خلال الهجوم الذي شاركت فيه إسرائيل بعشرات الطائرات والمقاتلات مستهدفة نحو 20 موقعًا عسكريًا في أنحاء طهران ومناطق خوزستان وإيلام غرب البلاد.
تفاصيل المواقع المستهدفة
وأشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن إسرائيل استهدفت أيضًا بطارية دفاع جوي من طراز S-300 كانت تحمي مطار الإمام الخميني الدولي، ما أدى إلى تضرر ثلاث قواعد صاروخية تابعة للحرس الثوري.
ووفقًا لتقارير، هذه المواقع كانت تحتوي على مجمعات عسكرية ومنشآت لتطوير الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي التي تُستخدم في الدفاع عن العاصمة الإيرانية.
قاعدة بارشين والتجارب النووية
تُعد منطقة بارشين، الواقعة شرق طهران، موقعًا محوريًا للبرنامج النووي الإيراني، إذ أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها لعام 2011 أن إيران كانت تُجري هناك تجارب هيدروديناميكية، ما يُشير إلى احتمال تطوير أسلحة نووية.
وتفيد تقارير متعددة بأن الموقع شهد تجارب متقدمة لتطوير تقنيات متفجرة تُسهم في تصنيع الرأس الحربي النووي، ويُعتقد أن الإيرانيين في بارشين يعملون على تطوير غلاف من المتفجرات التقليدية اللازمة لبدء التفاعل النووي.
محاولات إخفاء الأنشطة النووية
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرها معهد العلوم والأمن الدولي محاولات إيرانية لإزالة أدلة النشاط النووي في موقع بارشين، مثل "الغطاء الوردي" الذي وُضع على أحد المباني هناك.
وشهد الموقع أعمال تنظيف مكثفة بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث يُعتقد أن الإيرانيين حاولوا إخفاء الإشعاعات التي تُنتج أثناء تجارب متعلقة بالأسلحة النووية، وفق "يديعوت أحرونوت".
ويقول دبلوماسي غربي إن عمليات التنظيف في بارشين تُثير الشكوك حول نية إيران في إخفاء أدلة النشاط النووي، إذ لم يُسمح لمفتشي الوكالة الدولية بزيارة الموقع إلا بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015.
شبكة قواعد تحت الأرض
تُعدّ إيران من الدول التي تمتلك العديد من القواعد العسكرية تحت الأرض، حيث تحتوي هذه القواعد على طائرات مسيّرة وصواريخ ومنظومات إلكترونية في أعماق بعيدة عن سطح الأرض، كما أنها تحوي منشآت تحت الأرض نقلت إليها الأنشطة النووية عقب الهجمات السابقة.