منذ انضمامها إلى الإدارة الأمريكية كنائبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، واجهت كامالا هاريس تحديات داخلية ومواجهات ضمن فريق البيت الأبيض، وعلى الرغم من دعمها للسياسات التي تتبناها الإدارة الحالية، إلا أنها عازمة على تجديد البيت الأبيض ووضع بصمتها الخاصة عبر اختيار فريق عمل جديد يتسم بالولاء لها.
ووفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن هذا التوجه يبرز كأحد أوجه الصراع الداخلي في الإدارة الأمريكية، الذي تخلله على مدار السنوات الماضية خلافات بين حلفاء بايدن وهاريس.
خلافات داخلية
وتشير تقارير متعددة إلى أن حلفاء بايدن ومستشاريه لم يتعاملوا بنزاهة مع هاريس، إذ استهدفها بعضهم بالنقد خلال السنوات الثلاث الماضية، وقد انتبهت هاريس وزوجها، دوج إيمهوف، وأقرب المقربين منها، مثل شقيقتها مايا وزوجها توني ويست، لهذه الانتقادات.
ووفقًا لمصادر مقربة نقلت عنهم "أكسيوس"، فقد وُضعت قائمة بالمانحين والمستشارين المشتبه في طعنهم في هاريس أمام الصحافة وزملائها الديمقراطيين، ما يؤكد أن هاريس تحمل ضغينة تجاه بعض الأعضاء في فريق بايدن.
صعود يثير قلقًا داخليًا
ومع إعلان بايدن عدم ترشحه لولاية ثانية في يوليو الماضي، بدأت التوقعات بشأن تغيير كبير في الموظفين، وهو أمر مألوف عند تغير الرئيس، خاصة إذا كان الرئيس الجديد من الحزب نفسه.
كان بعض المسؤولين يأملون في البقاء أو الترقية مع فترة ثانية، لكن هذه الآمال تبددت مع ازدياد فرص هاريس في خلافة بايدن. أدى ذلك إلى حالة من القلق والتملق بين مساعدي بايدن، حيث يسعى البعض إلى التودد لفريق هاريس لضمان استمرارهم في مواقعهم.
فريق بايدن في مهب الريح
وفقًا لمصادر في البيت الأبيض، فمن المتوقع أن تستبدل هاريس عددًا كبيرًا من كبار مستشاري بايدن مثل مايك دونيلون وستيف ريتشيتي، الذي يعد الأول من أكثر المقربين للرئيس بايدن، حيث كان بجانبه عند ما اتخذ قرار الانسحاب من السباق الرئاسي، فيما كان ريتشيتي يسعى إلى تولي منصب رئيس موظفي البيت الأبيض في ولاية بايدن الثانية، وهو ما بات مستبعدًا تحت قيادة هاريس.
ومن المتوقع أيضًا أن يغادر كل من جيف زينتس، وبروس ريد، وناتالي كويليان، إضافة إلى بن لابولت وكارين جان بيير، فريق الصحافة والاتصالات، إذ يعتزمون إنهاء مهامهم بحلول نهاية العام الحالي، ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن خروج هؤلاء الأشخاص لم يكن مفاجئًا حيث إن العديد منهم خططوا للرحيل حتى قبل قرارات بايدن الأخيرة.
استعداد هاريس لمستقبل جديد
بالرغم من استعداد هاريس لإجراء تغييرات واسعة في الهيكل الحكومي، فإنها قد تواجه عقبات من الجمهوريين الذين يمكنهم عرقلة عملية تعيينها للمناصب العليا إذا استحوذوا على الأغلبية في مجلس الشيوخ.
ومن الملاحظ أن علاقة هاريس تحسنت أخيرًا مع وزيرة التجارة، جينا رايموندو، لكن تقارير أشارت إلى خلافات سابقة بينها وبين وزير الصحة زافيير بيسيرا بشأن قضايا الهجرة.
إدارة هاريس والانتقال المتوقع
ويعد الانتقال بين الإدارات فرصة لتغييرات جذرية في هيكلية البيت الأبيض، وعلى الرغم من تكهنات البعض حول نية هاريس إجراء تعديلات، فقد أكد المتحدث باسم عملية انتقال هاريس أنه لم يتم اختيار الموظفين بعد. وبينما لا تخلو العلاقة بين مكتبي الرئيس ونائبه من التوترات، إلا أن العلاقة بين بايدن وهاريس ظلت محترمة حتى في ظل التحديات.