تجربتي في مهرجان الموسيقي العربية تحدٍ استمعت به على المستويين الفني والإنساني
الوقوف على المسرح له شعور خاص وأميل للهدوء والصمت قبل حفلاتي
لا لوم على الفنانين الذين اعتذروا عن عدم المشاركة في المهرجان.. وللفن دور مهم في دعم القضايا
أحضّر لألبومين جديدين وابتعادي عن الساحة لظروف صحية
تمكنت المطربة السورية لينا شاماميان من أن تصنع لنفسها مساحة وشكلًا مختلفين عن سائر أبناء جيلها، إذ حملت أغنياتها رسائل إنسانية لمحاولة تخفيف وطأة النزاع في بلادها، كما نجحت في الوصول إلى مختلف الأجيال بصوتها العذب المميز لتحقق شعبية جيدة في الوطن العربي.. كل هذه العوامل كانت دافعًا لمشاركتها في النسخة المقامة حاليًا من مهرجان الموسيقي العربية، إذ شاركت في حفلين حازت من خلالهما على إعجاب الجمهور المصري الذي أشاد بصوتها وقدرتها على التنوع في أغنياتها.
كشفت المطربة السورية لموقع "القاهرة الإخبارية" عن تجربتها في مهرجان الموسيقى العربية، وكواليس تحضيرها لحفليها ومشاركتها في ثالث والتحديات التي واجهتها، كما تطرقت إلى أهمية الفن في دعم القضايا المجتمعية وتعليقها على اعتذار بعض المطربين عن عدم المشاركة في مهرجان الموسيقي بسبب الحروب المقامة في لبنان وغزة.
كما تحدثت أيضًا عن مشروعاتها الفنية المقبلة واهتمامها لتقديم ألبوم عن طرح الأغنيات منفردة، وعلاقتها بالشعب المصري وكيف أثّر الفن المصري على شخصيتها ورؤيتها الموسيقية، وطموحاتها في عالم الغناء.
في البداية.. كيف تصفين مشاركتك في النسخة 32 لمهرجان الموسيقى العربية؟
الحقيقة كانت تجربة مميزة ومختلفة في الوقت نفسه، خصوصًا أنني أحييت حفلين وساهمت في ثالث، فقد كان الافتتاح حفلي الأول، الذي أقيم يوم 11 أكتوبر، وشعرت بالفخر والسعادة بالوجود فيه، خاصة أنه حمل روح موسيقار الشعب سيد درويش، وهو من أكثر الملحنين الذين أثّروا في رؤيتي الفنية وتعلمت منه الكثير ولا أزال، فهو فنان عربي وصل لكل قلوب الجمهور العربي، وكان لي الفخر أن أقدّم عددًا من أغنياته، كما سعدت للغاية بالغناء مع أفضل الأوركسترات في مصر بقيادة المايسترو أحمد عامر.
وحفلي الثاني كان 13 أكتوبر، وقدمت فيه مختلف الأغنيات المصرية الكلاسيكية وأخرى لبلاد الشام حملت عنوان "ترحال"، وكان لي مساهمة في حفل بعنوان "ثلاثية غزة"، لفرقة من سلطنة عمان، وكانت تجربة ممتعة وشيقة استمتعت بها للغاية، لكنها كانت مليئة بالتحديات، خصوصًا أن إحياء حفلين والمشاركة في ثالث أمر تطلب تحضيرًا كبيرًا للغاية، لأن الوقوف على المسرح يختلف تمامًا عن تسجيلي للأغنيات، وهذا الشيء يعجبني وأحبه كثيرًا بسبب تفاعلي مع الجمهور والفرقة الموسيقية، حيث ينتابني شعور مختلف أثناء الوقوف على المسرح من الصعب أن أصل إليه في استوديو التسجيل.
هل يتطلب ذلك استعدادات خاصة ؟
بالفعل الروتين الخاص بي قبل كل حفل بعد اختيار شكل البرنامج الخاص بالمهرجان مع الفرقة الموسيقية، هي لحظة صمت احتاج إليها دون السماع إلى أي أصوات أو حتى التحدث مع أحد حتى أعطي صوتي قدرًا من الراحة قبل الصعود.
ولماذا اخترتِ اللون الكلاسيكي في برنامج حفلك؟
حتى يناسب هوية المهرجان الكلاسيكي، لذا أحببت اختيار باقة من الأغنيات الكلاسيكية القديمة لكي تناسب الحدث، وقدمت أغنيات من مصر وسوريا وأغنيات للفنان سيد درويش وأخرى لتلبية رغبات الجمهور، فكان برنامجًا متنوعًا ومتكاملًا، وسعدت للغاية بردود فعل الجمهور الإيجابية على الحفل.
شهدت النسخة الحالية من المهرجان اعتذار بعض المطربين بسبب ظروف الحرب.. كيف رأيتِ هذا الموقف؟
الاعتذار شيء شخصي ويرجع لكل فنان وظروفه، فهناك فنان بمقدرته الغناء والتعبير عن الحزن والألم بالموسيقى، وآخر يفضّل الابتعاد عن كل شيء، لذا لكل فنان حريته الكافية في التعبير عن نفسه كما يحب.
لكن هناك من يرى ضرورة استمرار الفن في دعم قضايا وطنه؟
بالتأكيد للفن دور كبير في دعم القضايا المجتمعية خصوصًا أن الفن له طرق مختلفة للتعبير عن رأيك وحزنك وفرحك، فهو يحكي كل شيء يحدث في حياتنا بشكل مختلف ويصل للقلوب الناس بسرعة، وتأتي أيضًا أهميته من خلال تدوين هذه القضايا التي نرجع لها على مدار السنوات ولنا في مارسيل خليفة وسيد درويش مثال، لذا أحمد الله أن منحني صوتًا للتعبير عن حزني ومعاناتي وأيضًا لمحاكاة ما يعانيه الناس.
تحضرين لألبومين جديدين خلال الفترة المقبلة.. ماذا عن تفاصيلهما؟
أحضّر ألبومين واحد منهما باللغة العربية الفصحى وسيكون بعنوان "بعد"، وهو يحكي عن الشوق والمسافة والاختلاف عما هو سائد، وأيضًا عن مرونة اللغة العربية وكيفية تقديمها بأكثر من لون، وثاني ألبوم بعنوان "نيل"، وهو يحكي عن وجودي في مصر وكيف أثّر وجودي فيها على روحي ورؤيتي الموسيقية، وأيضًا يحكي عن الفرص الثانية الجميلة التي تكون عوض للإنسان وهو لا يعرف ذلك.
هل لك أن توضحي لنا كيف أثّر وجودك في مصر على فنك؟
الفن في مصر متنوع وبه اختلاف كبير، لذا ليس من السهل أن يكون لك مكانة فيه، لكن بالإمكان تحقيق هذه المهمة إذا وصلت لقلوب المصريين وغنيت لهم بمشاعر صادقة وقدمت لهم أفضل ما عندك، فالشعب المصري مقرب إلى قلبي ودائمًا ما اشتاق إليهم وأتمنى أن تكون هناك حفلات كثيرة في مصر لمقابلة هذا الشعب المتذوق للفن.
هل هناك فنانون مصريون تحلمين بتقديم ديو معهم؟
بالتأكيد الفنان محمد منير، الذي أثّر فيّ بشكل كبير في الموسيقى، فهو فنان بمعني الكلمة ونجح في دخول كل البيوت العربية.
ما السبب وراء عودتك للألبوم مرة أخرى بعد غياب؟
غيابي لم يكن بمحض إرادتي بل لظروف إنتاجية، وأخرى صحية بسبب الحروب في المنطقة العربية، ومن وجهة نظري أن الفنان يُعرف بعدد الألبومات التي يقدمها خلال مسيرته الفنية وهذا الأمر يختلف من فنان لآخر؛ لأن هناك مطربي السوشيال ميديا الذين يفضلون الأغنيات السنجل لأنها أقرب لهم، لكنني من الجيل الذي يفضّل طرح ألبوم عن الأغنية المنفردة، وخصوصًا أنني أعمل أكثر في أوروبا وهذا هو المنتشر لديهم.
وماذا عن أمنيات وطموحات لينا شامياميان؟
أطمح أن أظل أتعلم وأقدّم أغنيات مميزة ومختلفة، والوصول لقلوب الجمهور ومحاكاة الشعوب وتقديم قصص قريبة من الجمهور ومشاعرهم ومشكلاتهم في كل الوطن العربي.