الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استنساخ كارثة غزة.. هل يتحول لبنان إلى ساحة حرب شاملة؟

  • مشاركة :
post-title
آثار العداون الإسرائيلي على جنوب لبنان

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

عزز التصعيد العسكري الإسرائيلي الخطير على لبنان المخاوف من اندلاع حرب شاملة قد تحول البلاد إلى ساحة دمار مماثلة لغزة، ووسط هذه الأجواء المتوترة، يواجه المدنيون اللبنانيون معاناة متزايدة، بينما تتصارع القوى السياسية الداخلية حول مستقبل البلاد.

وأدى التصعيد العسكري إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وتشير الأرقام الرسمية، عن وزارة الصحة اللبنانية، إلى سقوط أكثر من 2300 شهيد و10700 جريح.

أزمة النزوح

لم تقتصر تداعيات الصراع على الخسائر البشرية المباشرة، بل امتدت لتشمل نزوحًا جماعيًا للسكان، إذ أشارت التقارير إلى نزوح ما يقرب من 1.2 مليون شخص، من بينهم 400 ألف طفل، والتي تضع ضغوطًا هائلة على البنية التحتية والخدمات الأساسية في المناطق التي تستقبل النازحين.

وبينما يشهد جنوب لبنان مواجهات عنيفة بين جيش الاحتلال وحزب الله، نقلت الصحيفة الفرنسية عن مصادر إسرائيلية أن قواتها تمكنت من السيطرة على قرية مارون الراس الحدودية، ونشرت صورًا لجنودها وهم يرفعون العلم الإسرائيلي عليها، وهو ما يمثل تصعيدًا خطيرًا في المواجهة، ليرد نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بموقف تصعيدي مماثل، قائلًا: "كما يقصف العدو الإسرائيلي كل لبنان، فإن من حقنا، في موقع الدفاع، أن نضرب في كل الكيان الإسرائيلي المعادي، في الوسط والشمال والجنوب".

نمط سيناريو غزة

ولم يقتصر التصعيد العسكري على المواجهات المباشرة، بل امتد ليشمل استهداف البنية التحتية والمناطق المدنية، إذ قصف الاحتلال جنوب بيروت، وكذلك مدينة النبطية في الجنوب ومنطقة البقاع في الشرق، وهذا النمط من الهجمات يثير مخاوف جدية من تكرار سيناريو غزة في لبنان، إذ يتم استهداف المدنيين والبنية التحتية بشكل ممنهج.

ونقلت "ليزيكو" عن خبير عسكري لبناني، فضل عدم الكشف عن هويته، قوله: "نحن بالفعل في سيناريو مشابه لما يحدث في غزة، الفرق فقط في المساحة الجغرافية التي تجعل الدمار الهائل في غزة أكثر وضوحًا".

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذه المخاوف، إذ صرح بأن جيشه سيواصل "ضرب حزب الله بلا رحمة، بما في ذلك في بيروت"، وهو ما يشير إلى احتمال توسيع نطاق العمليات العسكرية.

الانقسام الداخلي

وفي ظل هذه الأزمة، تظهر انقسامات سياسية حادة داخل لبنان حول كيفية التعامل مع الوضع الراهن ومستقبل البلاد، ونقلت الصحيفة الفرنسية عن زعيم حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، دعوته لاستعادة سيادة البلاد ونزع سلاح حزب الله وانتخاب رئيس جديد قادر على المضي قدمًا في هذا الاتجاه.

هذا الموقف يعكس رؤية جزء من القوى السياسية اللبنانية التي ترى في الأزمة الحالية فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية وتقليص نفوذ حزب الله.

وفي محاولة لتهدئة الأوضاع وتجنب التصعيد الشامل، صرح رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، بأن "الدولة اللبنانية مستعدة لفرض سيادتها على كامل الأراضي" من خلال تعزيز قدرات الجيش.

كما أعلن عن اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في مطار بيروت الدولي "لإزالة أي ذريعة" قد تستخدمها إسرائيل لاستهدافه.

وأضاف ميقاتي، وفقًا لما نقلته "ليزيكو"، أنّه تلقى "نوعًا من الضمانات الأمريكية بشأن خفض مستوى التصعيد الإسرائيلي على بيروت وضاحيتها الجنوبية"، مؤكدًا أن "الأمريكيين جادون في ضغوطهم على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار".

أزمة فوق أخرى

لا يمكن فصل الأزمة الحالية عن الوضع الاقتصادي المتردي أصلًا في لبنان، فالبلاد تعاني منذ سنوات من أزمة اقتصادية حادة، وهذا الصراع يزيد من تفاقم الأوضاع.

النزوح الجماعي والدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت الاقتصادية سيكون له تأثير كارثي على الاقتصاد اللبناني الهشّ، كما أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى هروب الاستثمارات وتراجع السياحة، وهما قطاعان حيويان للاقتصاد اللبناني.