جيل جديد من القيادة.. هاريس تتعهد بالانفصال عن سياسة بايدن
فيما يبدو أنه تحول بموقفها من سياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تبنتها خلال حملتها الانتخابية، تعهدت كامالا هاريس، نائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية المقبلة، بأنها –حال فازت بالسباق- لن تكون استمرارًا لولايته، قائلة إنها "ستجلب معها خبراتها الحياتية والمهنية، وأفكارًا جديدة".
وصرحت "هاريس"، خلال أول مقابلة لها على قناة "فوكس نيوز"، بأن "رئاستها لن تكون استمرارًا لجو بايدن"، وهي الخطوة التي تمثل أقوى محاولة حتى الآن للتمايز عن بايدن.
وقالت هاريس: "مثل كل رئيس جديد يتولى المنصب، سأجلب معي خبراتي الحياتية والمهنية، وأفكارًا جديدة وطازجة".
وأضافت: "أنا أمثل جيلًا جديدًا من القيادة"، في محاولة واضحة لإبراز كيف ستكون إدارتها مختلفة عن إدارة بايدن.
وتمثل هذه التصريحات تحولًا جذريًا في استراتيجية هاريس، وتفتح الباب لتساؤلات عديدة حول مستقبل العلاقة بين بايدن وهاريس، وتأثير ذلك على الحزب الديمقراطي والانتخابات المقبلة.
استراتيجية جديدة
تعد هذه المقابلة مع فوكس نيوز، المعروفة بانتمائها للجمهوريين، إلى جانب التصريحات الجديدة لهاريس، جزءًا من استراتيجية أوسع للوصول إلى شريحة أكبر من الناخبين، من بينهم الجمهوريون المعتدلون، في حين كثفت هاريس في الأسابيع الأخيرة، ظهورها في وسائل إعلام متنوعة، في محاولة لتوسيع قاعدة دعمها.
ورغم هذا التحول في الخطاب، تشير استطلاعات الرأي إلى أن هاريس لا تزال تواجه تحديات كبيرة، إذ أظهر استطلاع لصحيفة وول ستريت جورنال أن 52% من الناخبين المسجلين في الولايات المتأرجحة يعتقدون أن ترامب هو الأقدر على التعامل مع الهجرة وأمن الحدود، مقارنة بـ36% لهاريس.
ومع ذلك، هناك بعض المؤشرات الإيجابية لهاريس، إذ أظهر استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا أن نسبة الجمهوريين الذين قالوا إنهم سيدعمون هاريس ارتفعت من 5% في سبتمبر إلى 9% في أكتوبر.
هذا الارتفاع، إلى جانب تصريحاتها الجديدة، قد يشير إلى بداية تحول في ديناميكيات السباق الرئاسي.
تحديات الهجرة
وواجهت هاريس خلال المقابلة سلسلة من الأسئلة الصعبة حول سياسة الهجرة للإدارة الأمريكية الحالية، إذ بدأت المقابلة بسؤال مباشر حول عدد المهاجرين الذين عبروا الحدود الجنوبية خلال فترة إدارة بايدن، مشيرًا إلى أن العدد بلغ نحو 6 ملايين شخص.
وأشارت إلى أن الهجرة "موضوع يريد الناس بحق مناقشته"، وأكدت أن الإدارة تدرك أهمية هذه القضية منذ اليوم الأول لتوليها السلطة، ما يعكس محاولتها للتوازن بين الاعتراف بحجم التحدي وتأكيد جدية الإدارة في التعامل معه، رغم تصريحاتها الجديدة حول التمايز عن بايدن.
انتقادات لـ"ترامب"
في سياق حديثها عن الهجرة، وجهت هاريس انتقادات حادة لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، متهمة إياه بمعارضة مقترح الأمن الحدودي الذي تم تقديمه في وقت سابق من هذا العام.
وقالت إن ترامب "يفضل شن حملة على مشكلة بدلًا من حلها"، في إشارة إلى أن الرئيس السابق يستغل قضية الهجرة لأغراض سياسية بدلًا من السعي لحلها.
وأضافت هاريس: "هذه الانتخابات بعد 20 يومًا ستحدد ما إذا كان لدينا رئيس للولايات المتحدة يهتم فعلًا بحل مشكلة حتى لو لم تكن في صالحه السياسي في الانتخابات".
الجرائم المرتبطة بالهجرة
كما تطرقت المقابلة إلى حالات مأساوية لضحايا جرائم ارتكبها مهاجرون غير شرعيين، في حين أقرت هاريس بمأساوية هذه الحالات، حاولت توجيه النقاش نحو الحلول، مشيرة إلى أن تمرير قانون أمن الحدود كان من شأنه توفير المزيد من الموارد لمعالجة هذه المشكلة.