الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عام على العدوان.. إسرائيل "عالقة في حرب مفتوحة" وسط مخاطر التصعيد الإقليمي

  • مشاركة :
post-title
جيش الاحتلال الإسرائيلي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يقدم المعلق العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تحليلًا عميقًا للوضع الراهن، يرسم صورة قاتمة لإسرائيل، واصفًا إياها بأنها "عالقة في حرب مفتوحة" مع تزايد المخاطر الإقليمية وغياب استراتيجية واضحة للخروج من هذا المأزق.

توسع الحرب

يفتتح هرئيل مقاله في "هآرتس" بتسليط الضوء على استمرار توسع نطاق الحرب، فبعد عام من القتال، تجد إسرائيل نفسها متورطة في عمليات عسكرية متعددة الجبهات.

يشير هرئيل إلى تجدد الغزو الإسرائيلي لشمال قطاع غزة، مع خطط لتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين جنوبًا، في محاولة للضغط على قيادة حركة حماس.

ويضيف هرئيل أن القتال قد امتد إلى الجبهة الشمالية، مع عمليات برية إسرائيلية في جنوب لبنان، ما يتناقض بشكل صارخ مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "النصر الكامل".

صدمة 7 أكتوبر

يصف عاموس هرئيل أحداث 7 أكتوبر 2023 بأنها "الفشل الأسوأ في تاريخ البلاد".

ويوضح في تحليله أن تلك الهجمات كشفت عن ثغرات خطيرة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، بدءًا من الفشل الاستخباراتي وصولًا إلى الانهيار السريع للدفاعات الحدودية.

ويؤكد هرئيل في مقاله بصحيفة "هآرتس" أن "إنجازات الحرب، في غزة وخاصة في لبنان، لا تستطيع أن تمحو الانطباع الرهيب الذي خلفه السابع من أكتوبر"، مشيرًا إلى أن هذه الأحداث قد زعزعت ثقة الإسرائيليين بقدرة دولتهم على حمايتهم، وهو ما قد يستغرق سنوات طويلة للتعافي منه.

تصعيد غير مخطط

يكشف هرئيل في تقريره عن معلومات مثيرة حول التصعيد على الجبهة اللبنانية، استنادًا إلى ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يوضح هرئيل أن قرار إسرائيل بتفجير أجهزة اتصالات في لبنان لم يكن جزءًا من استراتيجية مدروسة، بل كان رد فعل اضطراريًا خوفًا من انكشاف هذه الأجهزة.

ويعلق هرئيل على هذا التطور قائلًا: "لقد شرعت إسرائيل في حرب بالشمال، ولكنها كانت حربًا تفتقر إلى مفهوم استراتيجي واضح، ومرة أخرى، لم تحدد إسرائيل لنفسها نهاية اللعبة".

التهديد الإيراني

يتطرق عاموس هرئيل في تحليله إلى التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، محذرًا من أن الصراع المباشر بين الطرفين قد يدفع طهران إلى تسريع برنامجها النووي.

ويشير هرئيل إلى ملاحظة مهمة، وهي أن الوجود العسكري الأمريكي المعزز في المنطقة لم يكن رادعًا لإسرائيل، بل ربما شجعها على اتخاذ مخاطر أكبر.

نتنياهو تحت المجهر

يوجه هرئيل في مقاله بصحيفة "هآرتس" انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمًا نتنياهو بتجاهل التحذيرات الأمنية وتأجيج الانقسامات الداخلية.

ويكتب: "إن الرجل الذي قاد إسرائيل إلى أكبر أزمة دستورية وسياسية في تاريخها.. زرع الريح وحصد العاصفة".

كما ينتقد هرئيل بشدة رفض نتنياهو تحمل أي مسؤولية عن أحداث 7 أكتوبر، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يزيد الوضع سوءًا.

غياب المساءلة

يختتم عاموس هرئيل تقريره في "هآرتس" بطرح تساؤل محوري حول كيفية استمرار معظم المسؤولين عن الفشل في مناصبهم بعد عام من الحرب، مع بقاء أكثر من ثلث الرهائن في الأسر.

ويعبر هرئيل عن دهشته من "اللامبالاة التي أبداها الجمهور الإسرائيلي"، محذرًا من أن "هذا الوضع خطير، وقد يؤدي بإسرائيل إلى المزيد من الفشل".