عام على الحرب في غزة، منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، كشفت عن حجم الخلافات الكبيرة داخل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبين وزير الدفاع يوآف جالانت، وهو ما ترجمه غياب الأخير عن جلسة المشاورات التي عقدت برئاسة رئيس وزراء الاحتلال، لبحث الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني.
وتعد المواجهة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، بشأن حرب غزة هي الأحدث في سلسلة من المواجهات التي اختبرت فكرة وحدة الحكومة حتى نقطة الانهيار على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية.
وفي أحدث تلك الفصول من المواجهة بينهما، أشارت وسائل الإعلام العبرية، إلى أن جالانت لم يتلق دعوة من رئيس الوزراء، للمشاركة في هذه الاجتماعات، إلى جانب عدم دعوة رئيس الأركان في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، بحسب "يديعوت أحرنوت".
يستعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، ويفكر في تعيين رئيس حزب الأمل الجديد جدعون ساعر بديلًا له، وإذا لم ينجح في منصب وزير الدفاع، فقد يتلقى ساعر دور وزير الخارجية بينما يتولى يسرائيل كاتس منصب جالانت، نقلًا عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بحسب سي إن إن.
كانت العلاقات بين جالانت ونتنياهو متوترة منذ أن أعلن نتنياهو أنه سيطرد جالانت في مارس 2023 بسبب انتقاده للإصلاح القضائي للحكومة، قبل أن يعكس مساره بعد أسبوعين تحت ضغط شعبي مكثف.
كان أعضاء حكومة نتنياهو يطالبون بإنهاء خدمات جالانت منذ أشهر، غاضبين، بسبب معارضته لمشروع قانون تجنيد الجيش لليهود المتشددين دينيًا "الحريديم" الذي تدعمه الحكومة وانفصاله العلني عن رئيس الوزراء بشأن صفقة المحتجزين.
وبحسب التقارير المنشورة، قال جالانت في إحدى المرات إن رئيس الوزراء يستطيع بالفعل اتخاذ جميع القرارات، ويمكنه أيضًا أن يقرر قتل جميع المحتجزين، مما أثار انتقادات من وزراء آخرين.
في العام الماضي، أثناء الاحتجاجات على حملة نتنياهو للحد من صلاحيات المحكمة العليا، انشق جالانت وتحدث ضد خطة قال إنها تسببت في انقسامات اجتماعية عميقة؛ لدرجة أنها عرضت الأمن القومي للخطر.
وأعلن البنتاجون أن وزير الدفاع يوآف جالانت سيتوجه إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وسيلتقي مع وزير الدفاع لويد أوستن الأربعاء المقبل، وستكون هذه الزيارة الثالثة التي يقوم بها جالانت إلى الولايات المتحدة منذ بدء الحرب قبل عام، بعد زيارتين في مارس ويونيو الماضيين.
ويُنظر إلى جالانت، على أنه جهة الاتصال المفضلة لإدارة بايدن في الحكومة الإسرائيلية، في وقت يتزايد فيه انعدام الثقة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اللذين لم يتحدثا منذ ما يقرب من 50 يومًا، على الرغم من الأزمات الكبرى خلال تلك الفترة.
وخلال عام من الحرب في غزة، استشهد أكثر من 41 ألف شخص فلسطيني، في مجازر ارتكبها جيش الاحتلال، وجُرح أكثر من 96700 شخص، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وتخشى الأمم المتحدة، من أن يكون هناك ما لا يقل عن 10 آلاف شخص مدفونين تحت الأنقاض في غزة، وهو ما يعني أن عدد القتلى الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.