الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مؤتمر صحفي واعتراف وهجوم.. بايدن يصارع دعوات التنحي

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال المؤتمر الصحفي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة جريئة لمواجهة التشكيك المتزايد بشأن قدراته الإدراكية، عقد الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤتمرًا صحفيًا مطولًا ومثيرًا للجدل، سعى من خلاله لتبديد المخاوف حول أهليته لقيادة البلاد لفترة رئاسية ثانية.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، شكّل هذا المؤتمر لحظة فارقة في مسار الحملة الانتخابية لبايدن، وسط تصاعد الأصوات داخل الحزب الديمقراطي التي تطالب بتنحيه عن السباق الرئاسي.

ساحة المعركة الأخيرة

استمر المؤتمر الصحفي نحو ساعة كاملة، وهي أطول مدة منذ المناظرة الأخيرة (التي جمعته بالرئيس السابق دونالد ترامب) التي أثارت الجدل حول لياقة بايدن.

خلال هذه الفترة، حاول بايدن جاهدًا إظهار كفاءته وحضوره الذهني، متطرقًا إلى مجموعة واسعة من القضايا المحلية والدولية.

صرح بايدن بثقة قائلًا: "أعتقد أنني الأفضل تأهيلًا للحكم، وأعتقد أنني الأفضل تأهيلًا للفوز"، ما يعكس إصراره على مواصلة حملته رغم الضغوط المتزايدة.

في محاولة لتحويل عامل السن من نقطة ضعف إلى ميزة، أكد بايدن أن "الشيء الوحيد الذي يفعله العمر هو أنه يساعدك قليلًا.. إنه يخلق القليل من الحكمة إذا انتبهت".

كما تناول الرئيس الأمريكي بتفصيل معقد قضايا دولية حساسة مثل الصراع في غزة والعلاقات بين الصين وروسيا، في محاولة لإثبات إلمامه بالشؤون العالمية.

في لفتة صريحة، أقر بايدن بحاجته لمزيد من الراحة، قائلًا: "سيكون من الأذكى بالنسبة لي أن أوازن نفسي قليلًا"، وهذا الاعتراف يأتي وسط تقارير عن جدول أعماله المرهق، ويعكس محاولة لمواجهة الانتقادات المتعلقة بعمره وقدرته على تحمل ضغوط المنصب.

تأييد وشك

رغم الأداء المقبول نسبيًا في المؤتمر الصحفي، لم تتوقف الانتقادات داخل الحزب الديمقراطي، إذ كشفت "نيويورك تايمز" عن استمرار تدفق التصريحات من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين الداعين لتنحي بايدن.

فالنائب جيم هايمز من كونيتيكت، أحد كبار الديمقراطيين، دعا بايدن للتنحي قائلًا: "يجب أن نقدم أقوى مرشح"، كما انضم النائبان سكوت بيترز وإريك سورينسن إلى قائمة المطالبين بخروج بايدن من السباق، ليصل العدد إلى 18 عضوًا في الكونجرس.

في المقابل، دافع المقربون من بايدن عن أدائه، إذ كتب السيناتور كريس كونز، وهو حليف مقرب لبادين: "الليلة كان الرئيس بايدن مطلعًا وجذابًا وقادرًا، لا أحد أكثر استعدادًا لقيادة أمتنا إلى الأمام من جو بايدن."

هذا التباين في الآراء يعكس حجم الانقسام داخل الحزب الديمقراطي حول مستقبل بايدن السياسي.

أزمة عميقة

نقل الصحيفة آراء عدد من الخبراء والمحللين السياسيين حول أداء بايدن في المؤتمر الصحفي والتحديات التي لا تزال تواجه حملته، وعبّر بيت جيانجريكو، المستشار السابق للرئيس الأسبق باراك أوباما، عن قلقه قائلًا: "ليس لدينا مشكلة في الحزب الديمقراطي، لدينا مشكلة مع جو بايدن"، وهو ما يشير إلى عمق الأزمة التي يواجهها بايدن داخل حزبه.

على جانب آخر، وصف ديفيد بوليانسكي، وهو استراتيجي جمهوري، الوضع بأن الديمقراطيين "عالقون في الوحل" مع رئيس لم يعد قادرًا على الفوز بإعادة الانتخاب، وهذا التحليل من الجانب الجمهوري يسلط الضوء على الفرص التي قد يراها المنافسون في ضعف موقف بايدن.

استراتيجية الحملة

كشفت "نيويورك تايمز" عن أن حملة بايدن تحاول تغيير مسار النقاش بعيدًا عن عمر الرئيس وقدراته، والتركيز بدلًا من ذلك على مخاطر عودة دونالد ترامب إلى السلطة. وأصدرت الحملة مذكرة جاء فيها: "إن أضمن طريقة لمساعدة دونالد ترامب هي قضاء مؤتمره في الحديث عن عملية الترشيح لدينا بدلًا من التطرف الذي سيكون على المنصة في ميلووكي".

وتعكس هذه الاستراتيجية محاولة يائسة لتوحيد صفوف الحزب خلف بايدن، على الرغم من المخاوف المتزايدة حول قدرته على هزيمة ترامب في انتخابات نوفمبر.