تواصل إسرائيل بين الحين والآخر إعلان ضرورة الرد على الهجوم الإيراني، دون أن تحدد طبيعته وتوقيته، وسط مخاوف من توسع التصعيد في الشرق الأوسط مما يهدد استقرار المنطقة برمتها، حسب صحيفة "سود ديتس تسياتنج" الألمانية.
وبحسب استطلاع للرأي، فإن نحو 75% من الإسرائيليين لا يؤيدون توجيه ضربة انتقامية ضد إيران، بحسب دراسة أجرتها الجامعة العبرية في القدس، ويعتقد أكثر من نصف المشاركين (56%) أن تل أبيب يجب أن تستجيب بشكل إيجابي للمطالب السياسية والعسكرية لحلفائها من أجل ضمان نظام دفاعي مستدام على المدى الطويل.
كما يعتقد 59% ممن شملهم الاستطلاع أن المساعدات الأمريكية لإسرائيل ضد الهجوم الإيراني تجبر القيادة الإسرائيلية على تنسيق الإجراءات الأمنية المستقبلية مع واشنطن.
إسرائيل لن تتجه للهاوية
من ناحية أخرى يعتقد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن إسرائيل سترد على الأرجح بحذر، لأن نتنياهو لن يقود بلاده إلى الهاوية، في إشارة إلى خطوة التصعيد المباشر مع إيران.
وقال الرئيس الألماني، إن رد الفعل الإسرائيلي سيكون مختلفًا عما هو متوقع في وسائل الإعلام، وهو لا يعتقد أن إسرائيل سوف تسير على طريق حرب لا نهاية لها.
وفي الوقت نفسه دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى رد مدروس على الهجوم الإيراني خلال زيارته لإسرائيل، مؤكدًا أنه من الواضح أن الإسرائيليين هم من يتخذون القرار ويجب الرد بطريقة تؤدي إلى أقل قدر ممكن من التصعيد، ويجب على إسرائيل أن تتصرف بذكاء.
غموض متعمد
وتتعمد إسرائيل أن يبقى موقفها غامضًا، بعد إعلان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أخيرًا أنه لا بد أن تشعر إيران بالتوتر بالقدر نفسه الذي جعل تل أبيب تشعر بالقلق وخاصة مع انتظار الهجوم الإيراني.
وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية نقلًا عن مسؤول كبير، أن إسرائيل تعهدت بإبلاغ الولايات المتحدة قبل الرد، ويهدف هذا إلى منح القوات الأمريكية في المنطقة الوقت للاستعداد للرد المضاد على إيران.
إيران تتوعد
وفي الوقت نفسه، كرر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تحذيره من الرد الإسرائيلي، قائلًا: إنه إذا مارست إسرائيل ولو أدنى "عدوان" على إيران، فإن الرد الإيراني سيكون "مدمرًا" وسيندم الإسرائيليون بشدة عليه.
وأشاد "رئيسي" أيضًا بالقدرة العسكرية لبلاده، وقال إن "الهجوم الأول كان محدودًا بشكل متعمد وكان المقصود منه إجراء عقابي".
تأجيج الصراع الإقليمي
وبدوره اتهم الرئيس التركي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحريض على توسيع الصراع في الشرق الأوسط ليشمل المنطقة بأكملها.
وقال رجب طيب أردوغان بعد اجتماع مع مجلس الوزراء التركي إن الحكومة الإسرائيلية تتخذ خطوات استفزازية لتأجيج الصراع الإقليمي منذ 7 أكتوبر، وأن الهجوم الإسرائيلي المزعوم على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا كان القشة التي قصمت ظهر البعير، مضيفًا أن نتنياهو يعرّض مواطنيه وشعوب المنطقة بأكملها للخطر من أجل ضمان بقائه السياسي.
الوعد الصادق
للمرة الأولى في تاريخها، هاجمت إيران إسرائيل بشكل مباشر، مساء السبت الماضي، بعد إطلاق العشرات من الطائرات المُسيّرة وصواريخ كروز وصواريخ أرض أرض، أطلقت عليها اسم "عملية الوعد الصادق"، ردًا على مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي، الشخصية البارزة في الحرس الثوري الإيراني و6 قادة آخرين، 1 أبريل، في غارة على مبنى دبلوماسي إيراني بالعاصمة السورية دمشق.