تعتزم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، فرض عقوبات جديدة على إيران، بعد هجومها بالطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل، مساء السبت الماضى.
وشنت إيران هجومًا بطائرات مسيّرة وصواريخ، على إسرائيل، مساء السبت الماضى، انتقامًا للضربة الإسرائيلية، التي استهدفت قنصلية طهران في العاصمة السورية دمشق، في الأول من أبريل الجارى، وأسفرت عن مقتل 7 من الحرس الثورى، بينهم ضابطان كبيران.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات جديدة تستهدف برنامج الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيراني خلال الأيام المقبلة، وتتوقع أن يحذو حلفاؤها حذوها.
وأضاف "سوليفان" في بيانه: "في الأيام المقبلة، ستفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة تستهدف إيران، بما في ذلك برنامجها للصواريخ والطائرات بدون طيار، إضافة إلى عقوبات جديدة ضد الكيانات التي تدعم الحرس الثوري الإسلامي ووزارة الدفاع الإيرانية".
وتابع: "سوف يستمر الضغط على إيران ولن نتردد في مواصلة اتخاذ الإجراءات، بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء في جميع أنحاء العالم، ومع الكونجرس، لمحاسبة الحكومة الإيرانية على أعمالها الخبيثة والمزعزعة للاستقرار".
واستطرد سوليفان قائلًا: "نتوقع من حلفائنا وشركائنا أن يعلنوا بعدنا حزمة عقوباتهم الخاصة ضد إيران قريبًا"، مؤكدًا أن: "الرئيس الأمريكي جو بايدن يعمل مع قادة الدول السبع الكبرى والكونجرس على وضع رد شامل على إيران في أعقاب هجومها على إسرائيل".
وبدوره، يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة على إيران قد تدخل حيز التنفيذ الأسبوع الجاري، إن وافقت عليها الدول الأعضاء، وفق ما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أمس الثلاثاء.
وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، إن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد طلبت توسيع نطاق العقوبات على إيران، رداً على هجومها على إسرائيل، موضحاً أن الهيئة الدبلوماسية للاتحاد ستبدأ العمل على هذا المقترح.
وبحسب "رويترز"، أدلى "بوريل" بهذه التصريحات بعد مؤتمر طارئ عبر الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد لمناقشة تداعيات الهجوم الإيراني.
وذكر بوريل للصحفيين: "اقترحت بعض الدول الأعضاء تبني التوسع في التدابير المقيِّدة لإيران". وأضاف: "سأرسل إلى دائرة الإجراءات الخارجية طلباً لبدء العمل الضروري المتعلق بهذه العقوبات".
وقال "بوريل" إن المقترح سيوسع نظام العقوبات الذي يهدف إلى تقييد إمدادات الطائرات المسيًرة الإيرانية إلى روسيا ليشمل أيضًا الإمداد بالصواريخ، وربما يغطي أيضًا الشحنات المرسلة إلى وكلاء طهران في الشرق الأوسط.
ودعمت ألمانيا وفرنسا وعدة دول أخرى أعضاء بالاتحاد الأوروبي المقترح بشكل علني. وذكر "بوريل" أنه يدعم المقترح، وأن الدبلوماسيين سيعملون عليه خلال الأيام المقبلة، ليتسنى للوزراء البحث فيه مجددًا خلال اجتماع في لوكسمبورج، الاثنين المقبل.
وحذّر "بوريل"، في حديث مع راديو أوندا سيرو الإسباني، من انزلاق المنطقة إلى أتون حرب، قائلًا: "نحن على حافة الهاوية وعلينا أن نبتعد عنها".
كما أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون تحذيرات مماثلة.
ويأتى الإعلان من قبل الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى عن العمل على فرض عقوبات على إيران، في محاولة لإرضاء إسرائيل، ودفعها إلى التخلي عن توجيه ضربة عسكرية لطهران، من شأنها أن تزيد مخاطر إندلاع مواجهة إقليمية شاملة، سعت إدارة الرئيس الأمريكي جوبايدن إلى منع حدوثها، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضى.
وأخبر بايدن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، نهاية الأسبوع، بأن الولايات المتحدة، التي ساعدت إسرائيل على صد الهجوم الإيراني، لن تشارك في أي ضربة إسرائيلية مضادة.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن "الرئيس جو بايدن لا يريد أن يرى حربًا مع إيران، ولا يريد أن يرى الصراع يتسع أو يتعمق".
لكن رغبة الرئيس الأمريكي تصطدم بإصرار إسرائيل على التصعيد، إذ نقلت شبكة "سى. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤول إسرائيلى، أمس الثلاثاء، أن مجلس حرب الاحتلال، راجع الخطط العسكرية للرد المحتمل على إيران، ولا يزال المجلس مصممًا على التحرك، لكن ليس من الواضح ما إذا كان قد تم اتخاذ القرار أم لا. وقال المسؤول الإسرائيلي إنه تم بحث عدة خيارات دبلوماسية وعسكرية خلال اجتماع مجلس الحرب.
وذكرت شبكة "إن. بي. سي. نيوز" الإخبارية الأمريكية، أمس الثلاثاء، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، القول، إن الرد الإسرائيلي على إيران سيكون محدود النطاق.
ولأن الهجوم الإيراني لم يسفر عن مقتل إسرائيليين أو دمار واسع النطاق، كما قال المسؤولون الأمريكيون، فإن إسرائيل يمكن أن ترد، بأحد خياراتها الأقل عدوانية، الضربات خارج إيران.
وقال المسؤولون الأمريكيون، إنه من المرجح أن يتضمن الرد ضربات ضد القوات العسكرية الإيرانية والوكلاء المدعومين من إيران.
وأوضح المسؤولون، أن الخيارات قد تشمل توجيه ضربات داخل سوريا، ولا يتوقع المسؤولون أن يستهدف الرد مسؤولين إيرانيين كبارًا، بل أن يستهدف بدلًا من ذلك الشحنات أو مرافق التخزين التي تحتوي على أجزاء صواريخ متقدمة أو أسلحة أو مكونات يتم إرسالها من إيران إلى حزب الله.
وأضاف المسؤولون، إن الولايات المتحدة لا تنوي المشاركة في الرد العسكري، وإنهم يتوقعون أن تقوم إسرائيل بمشاركة المعلومات حول الإجراءات مع واشنطن مقدمًا، وتحديدًا إذا كان من الممكن أن يكون لها تداعيات سلبية على الأمريكيين في المنطقة.
وأشاروا إلى أنه ليس من الواضح متى سيحدث الرد الإسرائيلي، لكنه قد يحدث في أي وقت. وقد طلب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، من نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، إخطار الولايات المتحدة قبل أي رد محتمل على الهجوم الإيراني، وفقًا لمسؤول أمريكي.