الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شعب يستحق الأفضل.. الاتحاد الأوروبي يهدد بملاحقة المتسببين في كوارث السودان

  • مشاركة :
post-title
الجيش السوداني

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

وصف الاتحاد الأوروبي ما يحدث في السودان بالكارثة غير المسبوقة، وذلك في تعليقه على مرور عام على الحرب الدائرة هناك بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيات الدعم السريع، مشيرين إلى أنه بسبب ذلك الصراع أصبح السودان بؤرة لأكبر أزمة نزوح في العالم، مهددين بملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني.

وانطلقت الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وبين ميليشيات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، في 15 أبريل 2023، واقتصرت الاشتباكات في البداية عند العاصمة الخرطوم، إلا أنها سرعان ما تفشت في المدن والبلدات الأخرى بالولايات المختلفة؛ ما أدى إلى قتل المدنيين ونزوح الملايين، الذين أصبح عددهم هو الأكبر على مستوى العالم، إلى البلدان المجاورة.

كارثة غير مسبوقة

وأكد الاتحاد الأوروبي أنه يشعر بالفزع من الكارثة غير المسبوقة التي هي من صنع الإنسان، وبحسب بيان الممثل السامي، الذي حصلت "القاهرة الإخبارية" على نسخه منه، فإن الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار وإنشاء آليات مراقبة مطلب أساسي لوقف الدمار الذي لحق بالشعب السوداني والبلاد، مشيرين إلى مواصلة دعم جهود الوساطة الإقليمية والدولية، لإحلال السلام في السودان.

وترجع أصول الحرب الدائرة الآن إلى تمرد قامت به الأقليات القبلية في منطقة دارفور الغربية قبل 20 عامًا، وهو ما دفع البشير، بحسب الجارديان البريطانية، إلى تفويض ميليشيا الجنجويد لقمع التمرد بدلاً من نشر الجيش، وبعد الإطاحة بالبشير، تولى حميدتي قيادة الدعم السريع وأصبح نائبًا للبرهان، وخلال عام ونصف العام تزايدت التوترات بين الجانبين، خلال محاولات دمج الدعم السريع في الجيش، وسرعان ما انفجرت أعمال العنف من منطقة إلى منطقة في العاصمة الخرطوم، ثم انتشر الصراع في جميع أنحاء البلاد تقريبًا.

السودانيون يفرون بسبب القصف والعنف
أسوأ مستوى للجوع

ويواجه السودان الآن بحسب الاتحاد الأوروبي، أسوأ مستوى للجوع تم تسجيله على الإطلاق، وهو ما ينذر بوجود خطر حقيقي يدفع الملايين إلى المجاعة، خاصة مع فرار الملايين بسبب الهجمات المروعة، خوفًا من التطهير العرقي والقصف العشوائي والاتجار بالبشر والاحتجاز التعسفي والتجنيد القسري والنهب.

وطالب الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف المتحاربة بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بحماية المدنيين، مؤكدين أن منع الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية ومواد الإغاثة يعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، وقد يشكل جرائم حرب، مشيرين إلى أن ثلث المساعدات الإنسانية خلال 2023 وصلت السودان عن طريق الاتحاد الأوروبي.

محاسبة المتورطين

وهدد الاتحاد الأوروبي بأنه من خلال الآليات الدولية، يعمل على تحديد جميع الجهات الفاعلة المسؤولة ومحاسبتها على الفظائع التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها في حق الشعب السوداني، الذين أكدوا أنه يستحق الحرية والسلام والعدالة، في ضوء مستقبل أفضل، خرجوا يطالبون به منذ ثورتهم في عام 2019.

وبسبب الحرب، فر أكثر من ثمانية ملايين شخص من منازلهم، منهم خمسة ملايين من الأطفال، بينهم 2.1 مليون طفل دون سن الخامسة، وبحسب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فإن جميع الروايات الواردة من السودان لا تتحدث إلا عن الموت والمعاناة واليأس، في صراع وصفته بأنه لا معنى له وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان دون أن تلوح نهاية في الأفق.