الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جرائم حرب للميليشيا.. تحذير أممي من تفاقم الأزمة الإنسانية بالسودان

  • مشاركة :
post-title
فرار السكان فى دارفور من اعتداءات ميليشيا الدعم السريع

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

حذر تقرير أممي جديد من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، جراء الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي، بين الجيش الوطني للبلاد، وميليشيا الدعم السريع، التي ارتكبت انتهاكات "ترقى إلى جرائم حرب" ضد المدنيين.

وأصدر مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقريرًا، أمس الجمعة، يرصد الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع، وتشمل "هجمات عشوائية" على مواقع مدنية، مثل المستشفيات والأسواق وحتى مخيمات النازحين.

جرائم حرب

وقال مكتب المفوضية الأممية، في التقرير الجديد، إن ميليشيا الدعم السريع المتمردة، ارتكبت انتهاكات قد تصل إلى حد "جرائم حرب"، تشمل هجمات عشوائية على مواقع مدنية، مثل مستشفيات وأسواق وحتى مخيمات النازحين.

ويستند التقرير إلى مقابلات أجرتها المفوضية مع 303 من الضحايا والشهود، فضلًا عن تحليل الصور والمقاطع المصورة "الفيديو" وصور الأقمار الاصطناعية ومعلومات من مصادر مفتوحة أخرى.

هجمات عشوائية على المدنيين

وكشف التقرير أن حملات الهجمات العشوائية شنتها ميليشيا الدعم السريع على مناطق مكتظة بالسكان أثناء القتال، منذ اندلاع القتال في 15 أبريل، وحتى نهاية عام 2023، خاصة في العاصمة الخرطوم وأم درمان وكردفان ودارفور.

وفي إحدى الحوادث، لقى عشرات النازحين مصرعهم عندما تعرض مخيمهم في زالنجي بدارفور للقصف من قبل ميليشيا الدعم السريع، في الفترة من 14 إلى 17 سبتمبر.

وبين مايو ونوفمبر الماضي، نفذت قوات الدعم السريع ما لا يقل عن 10 هجمات ضد المدنيين في الجنينة بدارفور، ما أسفر عن مقتل الآلاف غالبيتهم من قبيلة المساليت الإفريقية.

كما وقعت عمليات قتل على يد ميليشيا الدعم السريع لمدنيين في بلدة مورني وأردمتا، حيث دُفِن ما لا يقل عن 87 مدنيًا في مقبرة جماعية.

العنف الجنسي

وأكد التقرير الأممي أنه بحلول 15 ديسمبر، تعرض ما لا يقل عن 118 شخصًا للعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي ومحاولة الاغتصاب، من بينهم 19 طفلًا.

وذكر التقرير أن العديد من عمليات الاغتصاب ارتُكبَت في المنازل والشوارع من قبل أفراد ينتمون لميليشيا الدعم السريع. ووجد التقرير أيضًا، أن الميليشيا جندت الأطفال في دارفور وكردفان.

وتتلقى مفوضية حقوق الإنسان تقارير بشكل دائم عن أشخاص مفقودين، فيما سجلت مبادرة مجتمعية أسماء أكثر من 715 شخصًا في عداد المفقودين حتى منتصف أكتوبر، بينهم 650 رجلًا والباقي من النساء والأطفال. ويُعتقد أن العديد منهم محتجزون في مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا الدعم السريع، وفق التقرير الأممي.

الهجوم على المستشفيات

وحتى منتصف ديسمبر الماضي، سجلت منظمة الصحة العالمية 60 هجومًا على المرافق الصحية، بما في ذلك إخلاء مستشفيات، في أواخر أبريل، من قبل ميليشيا الدعم السريع.

وكشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، مؤخرًا، أن 95 % من السودانيين لا يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم. وفرّ نحو 8 ملايين شخص، نصفهم من الأطفال، من منازلهم بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".

25 مليون جائع

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف السودانيين البالغ عددهم أكثر من 48 مليون نسمة، أي نحو 25 مليون شخص، باتوا يحتاجون إلى المساعدة، بمن فيهم 18 مليونًا يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.

ومن بين هؤلاء قرابة 5 ملايين على شفا الكارثة، وهو ثاني أسوأ تصنيف يعتمده برنامج الأغذية العالمي لحالات الطوارئ بعد تصنيف المجاعة.

وتحذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، من أنه من دون دعم دولي إضافي، "من المرجح أن يموت عشرات الآلاف" من الأطفال في السودان.

وجاء التقرير الأممي بعد يوم من بيان أصدرته وزارة الخارجية السودانية، الخميس الخميس، يتحدث عن تصعيد ميليشيا الدعم السريع خلال الأيام الماضية، وعن "اعتداءات على المدنيين في أجزاء مختلفة من البلاد"، وعن "انتهاكات".

محاسبة الجناة

ومن جهته، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، في بيان صحفي، أمس الجمعة، إلى ضرورة إجراء "تحقيقات سريعة وشاملة وفعالة وشفافة ومستقلة ومحايدة في جميع الادعاءات بشأن الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، ويجب تقديم المسؤولين عنها للعدالة".