الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استخدمت الخوف والأكاذيب.. سياسة أمريكا الخارجية عزلتها عن العالم

  • مشاركة :
post-title
الكونجرس الأمريكي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

استبدلت السياسة الخارجية الأمريكية الجشع والنزعة العسكرية والنفاق بالتضامن والدبلوماسية وحقوق الإنسان، إذ ظل الإجماع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لعقود عديدة بشأن الشؤون الخارجية خاطئًا في كل الأحوال تقريبًا، وفق تقرير لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.

إجماع خاطئ

واعتبر تقرير المجلة الأمريكية الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، الذي يهدف تحليل سياسة الولايات المتحدة الخارجية، إن إجماع الحزبين الأمريكيين حول السياسة الأمريكية الخارجية كان خاطئًا.

على السواء كان الأمر يتعلق بالحروب في فيتنام وأفغانستان والعراق، أو الإطاحة بالحكومات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.

ووصف التقرير انضمام الولايات المتحدة إلى اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية وإقامة علاقات تجارية طبيعية دائمة مع الصين، بـ"التحركات الكارثية على التجارة"، التي كانت نتائجها واضحة، وكثيرًا ما أضرت بمكانة الولايات المتحدة في العالم، وقوضت قيم البلاد المعلنة، وكانت كارثية بالنسبة للطبقة العاملة الأمريكية.

نمط كارثي

ورأى التقرير أن هذا النمط الكارثي في السياسة الخارجية الأمريكية مستمر حتى اليوم، مشيرًا إلى إنفاق مليارات الدولارات لدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ودفاع الولايات المتحدة وحدها تقريبًا في العالم عن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة.

وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية تشن حملة من الحرب الشاملة والدمار ضد الشعب الفلسطيني، بدعم أمريكي أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف بما في ذلك الآلاف من الأطفال، ومجاعة مئات الآلاف الآخرين في قطاع غزة.

سياسة أمريكا الخارجية بسبب إجماع الحزبين الرئيسيين عزلتها عن العالم

لا تحترم حقوق الإنسان

وحول الترويج للخوف من التهديد الذي تشكله الصين وفي النمو المستمر للمجمع الصناعي العسكري، اعتبر التقرير أن خطابات وقرارات القادة في كلا الحزبين الأمريكيين الرئيسيين لا تسترشد في كثير من الأحيان باحترام الديمقراطية أو حقوق الإنسان، لكن النزعة العسكرية، والتفكير الجماعي، وجشع وقوة مصالح الشركات.

ونتيجة لذلك، أصبحت الولايات المتحدة معزولة على نحو متزايد، ليس فقط عن الدول الأفقر في العالم النامي، بل أيضًا عن العديد من حلفائها القدامى في العالم الصناعي، وفق التقرير.

ونظرًا لهذه الإخفاقات، فقد حان الوقت لإعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية بشكل جذري يبدأ من الاعتراف بإخفاقات الإجماع بين الحزبين في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ورسم رؤية جديدة تركز على حقوق الإنسان، والتعددية، والتضامن العالمي.

التوريط في صراعات

وأضاف التقرير "أن السياسيين في كلا الحزبين الرئيسيين استخدموا الخوف والأكاذيب الصريحة لتوريط الولايات المتحدة في صراعات عسكرية أجنبية كارثية لا يمكن الفوز بها".

وأرسل جونسون ونيكسون ما يقرب من ثلاثة ملايين أمريكي إلى فيتنام لدعم دكتاتور مناهض للشيوعية في الحرب الأهلية الفيتنامية بموجب ما يسمى بنظرية الدومينو، وهي فكرة أنه إذا سقطت دولة واحدة في أيدي الشيوعية فإن الدول المجاورة ستسقط أيضًا، وكانت النظرية خاطئة، كما كانت الحرب فشلًا ذريعًا، قُتل فيها ما يصل ثلاثة ملايين فيتنامي، وكذلك 58 ألف جندي أمريكي.

ووفق التقرير، "لم يكن تدمير فيتنام كافيًا بالنسبة للسياسيين الأمريكيين بل وسعوا نطاق الحرب لتشمل كمبوديا من خلال حملة قصف هائلة أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، وغذت صعود الدكتاتور بول بوت، وأسفرت الإبادة الجماعية التي ارتكبها فيما بعد عن مقتل ما يصل مليوني كمبودي".

ورغم تكبد واشنطن خسائر فادحة وإنفاق مبالغ ضخمة من المال، خسرت الولايات المتحدة حربًا لم يكن ينبغي خوضها أبدًا، وفي هذه العملية، أضرت البلاد بشدة بمصداقيتها في الخارج والداخل.