قوبلت تعليقات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي قال فيها إن "أي شخص يهودي يصوت للديمقراطيين يكره دينه" برد فعل سريع وعنيف من الديمقراطيين اليهود الغاضبين في الكونجرس الأمريكي.
علامة على ما سيأتي
ورأى موقع "أكسيوس" الأمريكي أن تلك الأزمة تُعد علامة على ما سيأتي مع احتدام انتخابات عام 2024 على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس، مشيرًا إلى أن ترامب واجه موقفًا صعبًا من قبل بسبب هجماته على الديمقراطيين اليهود.
ودعا ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إنهاء الحرب في غزة بسرعة، خلال مقابلة على قناة فوكس نيوز، وهي المرة الأولى التي يدعو فيها ترامب إلى إنهاء الحرب في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر.
وقال ترامب: "عندما ترى تلك المسيرات الفلسطينية، فإن الأشخاص مثل شومر يرون ذلك، إنه مناهض بشدة لإسرائيل الآن، وأي يهودي يُصوّت للديمقراطيين يكره دينه، ويكره كل ما يتعلق بإسرائيل، وعليه أن يخجل من نفسه".
انتقادات بدافع السياسة
واعتبر "ترامب" انتقادات تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، لإسرائيل أنها كانت بدافع السياسة الداخلية، قائلًا: إنه ينظر إلى أين يمكنني الحصول على المزيد من الأصوات وأعتقد أنه يرى الفلسطينيين ويرى مسيرات، كما تعلمون، إنها كبيرة، ويقول أريد أن أسير في هذا الاتجاه بدلًا من إسرائيل، مضيفًا "أن شومر تخلى عن إسرائيل".
وقال تشاك شومر، في منشور على موقع "X": "إن جعل إسرائيل قضية حزبية لا يضر إلا بإسرائيل وبالعلاقة الأمريكية الإسرائيلية، ترامب يصدر تصريحات حزبية وبغيضة للغاية".
تعليقات مقززة
قال النائب دين فيليبس، الديمقراطي من ولاية مينيسوتا، العضو البارز في اللجنة الفرعية بمجلس النواب التي تشرف على إسرائيل والشرق الأوسط، "إن التعليقات كانت مقززة وبغيضة ومستهجنة".
وقال جيمي راسكين، النائب الديمقراطي من ولاية ميريلاند: "كيف يجرؤ دونالد ترامب على إلقاء محاضرة على تشاك شومر حول كونه يهوديًا"، واصفًا هذه التصريحات بأنها "افتراء شنيع ضد الغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين".
ووصفت بيكا بالينت، النائبة الديمقراطية عن ولاية فرجينيا ترامب، بأنه "رجل مكروه حقًا يحاول كل ما في وسعه لجعل الأمريكيين يكرهون بعضهم البعض".
"ترامب ليس لديه دين"
قال ستيف كوهين، النائب الديمقراطي من ولاية تينيسي، إن "ترامب ليس لديه دين، ولا يذهب إلى الكنيسة أبدًا، وبالتأكيد لا يعرف شيئًا عن متى والعهد الجديد وأقل عن اليهود والتزامهم بالعدالة الاجتماعية وإسرائيل".
ولم يسلم ترامب من العديد من المعتدلين الأكثر تأييدًا لإسرائيل الذين انتقدوه أيضًا، إذ قالت ديبي واسرمان شولتز، النائبة الديمقراطية من فلوريدا: "يُظهر ترامب يوميًا افتقاره إلى اللياقة للرئاسة من خلال نشر الصور النمطية الخطيرة واحتضان معاداة السامية".
وقالت كاثي مانينج، النائبة عن الحزب الديمقراطي الوطني: "إن خطاب ترامب مشين وخطير بشكل خاص في وقت يواجه فيه اليهود مستويات خطيرة من معاداة السامية بجميع أنحاء البلاد".
ترامب على حق
ومن جانب آخر، ضاعف فريق ترامب جهوده، أمس الإثنين، إذ قالت كارولين ليفيت، المتحدثة الرسمية، في بيان إن ترامب على حق، لقد منحت إدارة بايدن ملايين الدولارات كمساعدات لغزة والنظام الإيراني، ووقع الديمقراطيون في الكونجرس على التماسات تدعم الإرهابيين في غزة واستسلموا لمطالب المتطرفين الفلسطينيين من اليسار المتطرف.
وأضافت "لقد تحول الحزب الديمقراطي إلى عصابة مناهضة لإسرائيل ومعادية للسامية ومؤيدة للإرهاب".
ويفوز الديمقراطيون بشكل روتيني بالناخبين اليهود بهوامش واسعة، إذ اجتذب ترامب 30% فقط من الأصوات اليهودية في عام 2016 و27% في عام 2020، وفقًا لتحليل مركز بيو للأبحاث.
وفي الأيام الأولى بعد هجوم حماس، انتقد ترامب نتنياهو لفشله في منع الهجوم، وقال عدة مرات إنه يشعر بخيبة أمل من نتنياهو لعدم مساعدته في المهمة التي أدت إلى اغتيال قاسم سليماني، وأعرب عن دعمه لإسرائيل في الأشهر الأخيرة، لكنه تجنب دعم نتنياهو علنًا.