اتخذت قضية تخريب الانتخابات في ولاية جورجيا ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب و14 من حلفائه منعطفًا مذهلاً، أمس الخميس، عندما أدلى اثنان من كبار المدعين العامين في القضية بشهادتيهما حول علاقتهما الرومانسية، في جلسة استماع قد تخرج القضية برمتها عن مسارها.
الإدلاء بالشهادة
بدأت المدعية العامة لمقاطعة فولتون، فاني ويليس، في الإدلاء بشهادتها في جلسة استماع، يمكن أن تطيح بها من نظر القضية، إذ ستحدد الجلسة ما إذا كانت غير مؤهلة لقيادة هذه القضية ضد الرئيس السابق، وفق "أكسيوس" الأمريكية.
وتركز جلسة الاستماع على مزاعم بوجود علاقة غير لائقة بين ويليس والمدعي العام لمقاطعة فولتون الذي عينته لقيادة قضية التدخل في انتخابات الولاية لعام 2020 ضد "ترامب"، ونفت الادعاءات بأن علاقتها الشخصية مع "ويد" أدت إلى تضارب في المصالح.
وقالت "ويليس" أثناء الإدلاء بشهادتها: "لست أحاكم هنا، مهما حاولتم تقديمي للمحاكمة"، مضيفة: "هؤلاء الأشخاص يحاكمون بتهمة محاولة سرقة انتخابات عام 2020"، في إشارة إلى طاولة المحامين الذين يمثلون المتهمين في القضية الجنائية.
هجوم إلكتروني
وشارك "ترامب" في هجوم عبر البريد الإلكتروني على "ويليس"، في رسالة قال فيها: "فاني ويليس قامت بالتنسيق مع البيت الأبيض في عهد بايدن للإطاحة بي، ثم استأجرت عشيقها لملاحقتي ودفعت له أموال دافعي الضرائب، لكن الآن، يتم بث فسادها على الهواء مباشرة إلى العالم أجمع، لقد أخبرتك أنها فاسدة كالجحيم".
وزعم مايك رومان، الناشط السياسي الجمهوري والمتهم المشارك في القضية، أن ويليس استفادت ماليًا من توظيف ويد بعد أن استخدمت بعض الأموال التي حصل عليها لاصطحابها في رحلات.
وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز"، أن القاضي سكوت مكافي، الذي يقود الجلسة، قال في جلسة استماع سابقة هذا الأسبوع إن الصراع أو ظهوره قد يكون سببًا في إقالة ويليس، وأنه مع فقدان الأهلية، يمكن إحالة القضية إلى محامي مقاطعة آخر في الولاية.
موعد انتهاء العلاقة
وعندما سُئلت عن موعد انتهاء علاقتها الرومانسية مع ويد، قالت إنه ربما يُعتبَر نهاية العلاقة هي يونيو أو يوليو، لكنها تعتبره أغسطس عندما أجروا محادثة جادة، مضيفة أن ويد "بدأ كمرشد وزميل محترف لها وأصبحا فيما بعد أصدقاء".
وشهد روبن براينت ييرتي، وهو موظف سابق في مكتب المدعي العام وصديق ويليس، أن علاقة وايد وويليس بدأت "بعد فترة وجيزة" من أكتوبر 2019، لكن في شهادتها، قالت ويليس إنها تعرف ييرتي منذ عام 1990 أو 1991، لكنهما لم يتحدثا باستمرار منذ ذلك الحين.
وذكر مكتب ويليس في ملف، في وقت سابق من هذا الشهر، أنها كانت زميلة محترفة وصديقة لـ"ويد" منذ عام 2019، وأن علاقتهما بدأت بعد تعيينه مستشارًا خاصًا في نوفمبر 2021.
شهادة خطية
وتضمن الملف شهادة خطية ذكر فيها "ويد" أن العلاقة بدأت في عام 2022، وأنه لم يتم تقاسم أي تعويض عن دوره في القضية مع ويليس، ولم يشترِ أبدًا هدية لويليس ولكن سافرت معها شخصيًا.
وشهد "ويد" بأنهما تقاسما تقريبًا النفقات عندما سافرا معًا، وكان يستخدم بطاقته الائتمانية التجارية لشراء تذاكر الطيران ووسائل الراحة الأخرى، وعوضته ويليس عن النفقات نقدًا.
وأثناء استجوابه من قبل محامي ترامب"ستيف سادو" خلال الجلسة، قال إنه وويليس أنهيا علاقتهما في صيف 2023، وسأله سادو: "هل كانت لديك علاقة شخصية أصلاً، وأنت تعرف ما أعنيه بذلك، بعد صيف 2023"، فأجاب ويد: "هل تسألني إذا كنت مارست الجنس مع المدعي العام؟ الجواب سيكون لا".
مصير القضية
وإذا أقال القاضي مكافي "ويليس وويد" لكنه أبقى على التهم الموجهة إلى ترامب وآخرين، فسيتحمل مجلس المدعين العامين في جورجيا مسؤولية العثور على محامٍ بديل لتولي القضية.
قد يكون القيام بذلك عملية صعبة وشاقة، نظرًا لأن عددًا قليلاً فقط من المدعين العامين في الولاية لديهم الموارد اللازمة لتولي مثل هذه القضية المترامية الأطراف رفيعة المستوى، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".
ويواجه ترامب 13 تهمة في القضية المتعلقة بجهوده المزعومة لتخريب نتائج انتخابات الولاية لعام 2020، ودفع بأنه غير مذنب في هذه التهم، ولم يتم تحديد موعد المحاكمة، بينما يواجه 91 تهمة جنائية في أربع ولايات قضائية مختلفة.