أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة إلى أن آمال الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الأوفر حظًا حتى الآن دونالد ترامب في الفوز بانتخابات عام 2024 قد تتعرقل، بسبب عدم توجه أنصاره إلى صناديق الاقتراع.
ورغم أن المرشح الرئاسي المفترض للحزب الجمهوري تقدم على منافسه الديمقراطي المحتمل، الرئيس الحالي جو بايدن، في استطلاع عام للبالغين الأمريكيين أو الناخبين المسجلين في نوفمبر الماضي، فإن الرئيس الحالي يتفوق على ترامب عندما يتم تقسيم البيانات إلى احتمالات الناخبين.
وتشير النتائج إلى أن بايدن، الذي واجه منذ فترة طويلة مخاوف بشأن أرقام استطلاعاته ونسب تأييده، وزاد القلق بسبب عمره وتقرير المحقق الخاص حول قضية الوثائق بشأن قدرته العقلية، قد يكون لديه تأييد إضافي ضد ترامب وهو يتطلع إلى هزيمة الجمهوري في الانتخابات للمرة الثانية على التوالي. حسبما ذكرت مجلة "نيوزويك".
تقارب النتائج
أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة Big Village، يناير الماضي، أن الانتخابات المنتظرة لعام 2024 بين بايدن وترامب متقاربة، إذ حصل كلا المرشحين على 38% من بين الناخبين المسجلين.
ومع ذلك، من بين أولئك الذين قالوا إنهم ناخبون محتملون، يتقدم بايدن بنسبة 42% مقابل 39% لصالح ترامب.
قبل ذلك بشهر، وجد استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب يتقدم على بايدن بنسبة 46% مقابل 44% بين الناخبين المسجلين.
لكن، عندما يتم تقسيم النتائج إلى أولئك الذين قالوا إنهم "شبه مؤكد"، أو "من المحتمل جدًا" أن يدلوا بأصواتهم في انتخابات 2024، تتغير النتائج ويتفوق بايدن على ترامب بنسبة 47% مقابل 45%.
وفي ديسمبر الماضي أيضًا، أظهر استطلاع أجرته "رويترز" بالتعاون مع مؤسسة "إبسوس" أن ترامب يتقدم بنقطتين في المنافسة المباشرة مع بايدن وحصل على 38% مقابل 36%، في استطلاع شمل 4411 ناخبًا أمريكيًا على مستوى البلاد.
ولفتت "نيوزويك" إلى أن نتائج الاستطلاعات تتحسن بالنسبة لبايدن عندما تكون النتائج بين الناخبين المحتملين فقط.
وفي هذه الحالة، وجد الاستطلاع أنه في الولايات السبع التي كانت فيها الانتخابات الأقرب في عام 2020 - أريزونا وجورجيا وميتشيجان ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن - تقدم بايدن بفارق 4 نقاط على ترامب بين الأمريكيين الذين قالوا إنهم متأكد من ذهابهم للتصويت.
وفاز بايدن بجميع هذه الولايات - باستثناء ولاية كارولينا الشمالية - في عام 2020، وسيحتاج إلى التأكد من تمسكه بمعظمها مع الفوز بالولايات الزرقاء - الديمقراطية - القوية، إذا كان لديه أمل في فترة ولاية ثانية.
صعود "الترامبية"
نقلت "نيوزويك" عن كاري كوجليانيز، أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة بنسلفانيا، ترجيحه أن سبب تغيير النتائج هو أن استطلاعات الرأي العامة تُظهر "من يعبرون عن المزيد من مشاعرهم تجاه الدولة"، مثل المتأثرين بوضع الاقتصاد، مقارنة بالناخبين الذين يعتزمون الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
وقال كوجليانيز: "مع اقتراب موعد الانتخابات، من المرجح أن يركز الناس أكثر على ما سيكون عليه الأمر حقًا بعد أربع سنوات أخرى من حكم بايدن في مواجهة ترامب. ويأمل فريق بايدن أن يحقق نتائج جيدة بهذه المقارنة".
وبينما لا تزال انتخابات عام 2024 على بعد تسعة أشهر - ما يعني أن هناك متسعًا من الوقت لنتائج أخرى للتأثير على الناخبين - يواجه ترامب 91 تهمة جنائية، وقد دفع ببراءته في أربع محاكمات جنائية، مع استمرار مواجهة بايدن بالمخاوف بشأن عمره وتعامله مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
أيضا، لا يزال هناك عدد كبير من الاستطلاعات التي تظهر أن ترامب هو المرشح الأوفر حظًا حاليًا في السباق المتقارب، بما في ذلك تلك التي تضم الناخبين المحتملين فقط.
ويشير كريستوفر بوريك، أستاذ العلوم السياسية ومدير معهد موهلينبيرج للرأي العام، إلى أن صعود ما وصفه بـ"الترامبية" شجع الناخبين الديمقراطيين على الخروج والتصويت على مدى السنوات الثماني الماضية، ما ساعد على "دفع الديمقراطيين" إلى انتصارات متعددة في الانتخابات النصفية وخارجها.
وقال بوريك لمجلة "نيوزويك": "على الرغم من أن هذه أخبار جيدة للديمقراطيين في الانتخابات ذات الإقبال المنخفض، إلا أن تأثيرها على السباق الرئاسي أقل وضوحًا. يميل ناخبون كثيرون نحو بايدن، وإذا انخفض إجمالي الإقبال هذا الخريف عن عام 2020 - وهو احتمال نظرًا لعدم الرضا عن البدائل - فقد يتمتع بايدن بميزة طفيفة".
ومع ذلك، فإن الافتقار إلى الحماس تجاه بايدن، إلى جانب قدرة ترامب الواضحة على حث الناخبين الأقل - مثل الناخبين الأقل تعليمًا والطبقة العاملة - قد ينفي الميزة الطفيفة التي يتمتع بها بايدن في استطلاعات الرأي، التي تعطي أوزانًا أعلى للناخبين المحتملين التقليديين، بحسب "بوريك".