الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إسرائيل قصفتها.. رسائل سرية تكشف محاولات أمريكية لحماية الكنائس في غزة من العدوان

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت رسائل بريد إلكتروني توترًا متبادلًا بين أكبر منظمات الإغاثة المسيحية في غزة وموظفي الكونجرس الأمريكي، تتعلق بمحاولات حماية المرافق والعاملين التابعين لتلك المنظمات، بحسب ما ذكرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.

وأظهرت تلك الرسائل أن إسرائيل استهدفت كنيسة وديرًا كانا مدرجين ضمن قائمة تضمنت أربعة مواقع حساسة يجب عدم قصفها، مما أثار شكوكًا حول مزاعم إسرائيل بعدم تعمد استهداف تلك المواقع.

وكشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، عن رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين هيئة الإغاثة الكاثوليكية وموظفي الكونجرس الأمريكي في أكتوبر الماضي، التي أكدت أن كنيسة وديرًا في غزة تعرضا للقصف الأسبوع الماضي، كانا مدرجين ضمن قائمة تضمنت أربعة مواقع حساسة طلبت الهيئة من الجانب الأمريكي تزويد تل أبيب بإحداثياتها لتجنب قصفها.

وبحسب ما نشرته الصحيفة الأمريكية، أظهرت الرسائل المتبادلة بين الطرفين وجود توتر متبادل، في ظل محاولات هيئة الإغاثة الحصول على تعهد من إسرائيل بعدم استهداف المرافق التابعة لها، والتي يلجأ إليها مدنيون وعمال بحثًا عن ملاذ آمن.

من جهته، أكدت البطريركية اللاتينية في القدس، التي تعد الهيئة الكاثوليكية المشرفة على المنطقة، في بيان صدر في 16 ديسمبر الجاري، أن صاروخًا إسرائيليًا استهدف دير راهبات الأم تريزا في غزة، فيما قتل قناص إسرائيلي امرأة وابنتها داخل كنيسة العائلة المقدسة المجاورة.

وفي المقابل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي عدم تعمد استهداف تلك المواقع، مشيرًا إلى أنه سيجري تحقيقًا في الحادثة المتعلقة بدير الراهبات، حيث كانت قواته تنفذ عملية عسكرية قرب الموقع، خلال وقت وقوع القصف.

تزويد الاحتلال بالإحداثيات

لكن رسائل البريد الإلكتروني أظهرت أن هيئة الإغاثة أرسلت في الرسالة المؤرخة بين 14 إلى 26 أكتوبر، إحداثيات 4 مواقع حساسة تابعة لها إلى موظفي مجلس الشيوخ الأمريكي لتزويد الجانب الإسرائيلي بها، ومن بين تلك المواقع كانت الكنيسة والدير اللذان تعرضا لاحقا للقصف من قبل إسرائيل.

كما أكد الموظفون في رسائلهم أن إسرائيل استلمت قائمة الإحداثيات وسجلتها، لكن مسؤولين إسرائيليين أبلغوهم في المقابل أنه "لا يمكنهم ضمان" سلامة العشرات من المدنيين الموجودين داخل تلك المواقع.

وتشير "بوليتيكو" أن تلك الرسائل تبرز بعض الثغرات في الأنظمة الدولية، التي تحاول من خلالها منظمات الإغاثة حماية مرافقها وموظفيها من القصف خلال النزاعات، كما أثار محتواها شكوكًا حول مزاعم إسرائيل بعدم تعمد استهداف الأماكن المدنية والدينية، خاصة في ظل تأكيدات سابقة من الجانب الإسرائيلي بتسجيل مواقع المنشآت الواردة في القائمة ومن بينها الكنيسة والدير.

وكشفت الرسائل أيضًا وجود توتر متبادل بين قادة الهيئة وموظفي الكونجرس، إذ نقل أحد الموظفين ردًا إسرائيليًا مفاده أن على الهيئة إخلاء موظفيها والمدنيين من تلك المواقع، إلا أن مسؤولي الهيئة أكدوا استحالة قيام عشرات المعاقين وكبار السن بالنزوح من الدير.

كما تضمنت إحدى الرسائل وثيقة حكومية إسرائيلية تتضمن صورًا جوية للمواقع الأربعة بعد تحديدها ككنائس حساسة بناء على طلب الكونجرس، وأرسلت تلك الوثيقة لهيئة الإغاثة لمراجعتها والتأكد من دقة المعلومات.

وقال مسؤول كبير في الهيئة الكاثوليكية، إنها كانت ترسل إحداثيات المواقع التابعة لها إلى الأمم المتحدة، وإلى جيش الاحتلال مباشرة، في الحروب السابقة، إلا أن إسرائيل استهدفت الهيئات الإنسانية أكثر من مرة خلال الحرب الجارية، فاضطرت الهيئة إلى البحث عن طرق أخرى لـ"تجنب الوقوع في الاشتباك"، واستخدمت روابطها للتواصل مع مجلس الأمن القومي الأمريكي والكونجرس.

وذكر الأب إبراهيم نينو، المتحدث باسم البطريركية اللاتينية في القدس، أن قادة الكنيسة أرسلوا سابقًا عدة مرات إحداثيات مواقعهم الحساسة لقوات الاحتلال، مشيرًا إلى أن ما حدث من استهداف وقصف لتلك المواقع يؤكد وجود 648 شاهدًا داخل المجمع على الهجوم الإسرائيلي.

ويُصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على القطاع المنكوب، منذ 7 أكتوبر الماضي، ليخلف حتى صباح اليوم الجمعة 20 ألفًا و57 شهيدًا و53 ألفًا و320 جريحًا معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.​​​​