مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، لليوم الـ77، تكافح السلطات الصحية في القطاع لإحصاء عدد الشهداء، في حين يلاحق الموت جوعًا المدنيين الناجين من القصف.
وذكرت وكالة "رويترز" في تقرير لها، أن العاملين في مشرحة مستشفى ناصر بجنوب قطاع غزة، يقومون بتكفين جثامين الشهداء في الغارات الجوية الإسرائيلية بالقماش الأبيض وسط رائحة الموت الكريهة.
ولفت التقرير إلى أن بعض الجثث مشوهة بشدة، وفقط أولئك الذين يتم التعرف عليهم أو يطالب أقاربهم باستلام جثامينهم يمكن دفنهم وإدراجهم في حصيلة الشهداء التي تعلنها وزارة الصحة في غزة خلال الحرب، فيما يتم حفظ بقية الجثث في ثلاجة المشرحة ولمدة أسابيع في كثير من الأحيان.
عدد الشهداء تخطى 20 ألفا
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى 20057 شهيدًا، بينهم 8 آلاف طفل، فيما بلغ عدد المصابين إلى 53320، منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر، حسبما أعلنت السلطات الصحية في غزة، التي أوضحت في بيان لها صباح اليوم الجمعة، أنها سجلت 390 شهيدًا و734 إصابة في القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية.
وحسب الإحصاءات الفلسطينية، لا يزال هناك 6700 مفقود تحت الأنقاض، فضلًا عن تدمير 70% من الوحدات السكنية في غزة.
وأكد أشرف القدرة، المتحدث باسم السلطات الصحية في غزة، أن مئات الجرحى يفارقون الحياة نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية في مجمع الشفاء الطبي، وخروج مستشفيات شمال غزة عن الخدمة. كما قال إن آلاف الشهداء ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن حوالي 70 بالمئة من الشهداء هم من النساء والأطفال.
توقف مستشفيات غزة
ولفت تقرير "رويترز" إلى أنه في ظل توقف معظم المستشفيات في جميع أنحاء غزة عن العمل في الوقت الحالي، واستشهاد المئات من الأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الصحة، وتعطل الاتصالات بسبب نقص الوقود والكهرباء، فقد أصبح من الصعب بشكل متزايد إحصاء عدد الشهداء والجرحى، جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ستة فقط من مستشفيات غزة البالغ عددها 36 كانت تستقبل المصابين حتى أول أمس الأربعاء، وجميعها في الجنوب. واستشهدت منظمة الصحة العالمية بهذا كأحد الأسباب التي تجعلها تعتقد أن إحصاء السلطات الصحية في غزة، قد يكون أقل من الواقع. ولا تشمل هذه الحصيلة أيضا الشهداء الذين لم يتم نقلهم مطلقا إلى المستشفيات أو الذين لم يتم انتشال جثثهم من تحت الأنقاض.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه مقارنة بالحروب السابقة على غزة، تظهر الأرقام أن المزيد من المدنيين استشهدوا، بما في ذلك نسبة أكبر من النساء والأطفال.
وكشفت دراسة نشرتها صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، مؤخرًا، أن حملة القصف التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، هي الأكثر عشوائية من حيث سقوط ضحايا مدنيين في السنوات الأخيرة.
خطر المجاعة يتزايد
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تزايد خطر المجاعة في القطاع كل يوم، وفقًا لتقرير أصدرته وكالة الأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة.
ويواجه جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة تقريبًا جوعا حادا، وفقًا لتقرير صادر عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي. وبحسب التقرير، فإن جميع سكان غزة يصنفون في حالة أزمة في المرحلة الثالثة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي).
وتم تصنيف ما لا يقل عن 79% من سكان غزة على أنهم في حالة طوارئ (المرحلة 4 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أو في حالة كارثة (المرحلة 5 من التصنيف).
ويشير التصنيف إلى أن أكثر من نصف مليون شخص يعانون من ظروف كارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد، والتي تتميز بنقص حاد في الغذاء، ومعدلات مثيرة للقلق من سوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة، وارتفاع كبير في معدلات الوفيات.
وقد أعربت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عن "قلقها العميق" إزاء التدهور السريع في وضع الأمن الغذائي في غزة.
ويقول برنامج الغذاء العالمي إن أحدث تحليلاته للأمن الغذائي في غزة تظهر أن جميع سكان غزة يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد.