لم يعد لإسرائيل وجهًا قبيحًا تحاول مواراته بعد أن سقط القناع عنها، لتظهر للعالم مدى وحشيتها، حين اقتحمت قواتها ودبابتها مستشفى الشفاء بقطاع غزة في محاولة تبرير غير مُجدية باحتماء قيادات الفصائل الفلسطينية بداخله دون سند منها أو دليل.
ولا تعبأ دولة الاحتلال الإسرائيلي بحرمة الدماء والموتى، المرضى، الجرحى، والمواثيق الدولية، التي تعطي للمستشفيات والأطقم الطبية الحماية وتجريم القتال داخلها.
وأمام تجاهل جيش الاحتلال للرأي العام العالمي، وتعمد ارتكاب المجازر من المستشفى المعمداني إلى مجمع الشفاء الطبي، وقبلهم مخيم جابليا وغيرها من المجازر، بادر الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا لوصف إسرائيل بـ"الدولة الإرهابية".
دولة إرهابية
أدان الرئيس البرازيلي أعمال جيش الاحتلال الإسرائيلي مُشبهًا عدوانه على قطاع غزة بـ"الإرهابي"، بحسب "دير شبيجل" الألمانية.
وقال: "إن سلوك إسرائيل تجاه النساء والأطفال يعادل الإرهاب، وإذا كنت أعرف أن هناك أطفالًا في مكان ما في حال وجود وحش لا أستطيع أن أقتلهم، لأنني أريد أن أقتل ذلك الوحش".
محاكمة "نتنياهو"
من جانبه؛ وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إسرائيل بأنها "دولة إرهابية". وقال أمام في البرلمان التركي: "إسرائيل تُرهب غزة، إسرائيل دولة إرهابية".
كما حث أردوغان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على "الاعتراف بامتلاك إسرائيل للقنابل النووية"، بحسب "سبوتنيك".
وشدد "أردوغان" على أن نتنياهو يجب أن يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
جوتيريش: باسم الإنسانية أوقفوا الحرب
بدوره؛ عبر أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن انزعاجه من الخسائر الفادحة في الأرواح بالمستشفيات.
وقال المتحدث باسم الأمين العام، في مؤتمر صحفي: "باسم الإنسانية، يدعو الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، بحسب "سي إن إن".
الأردن يدين اقتحام "الشفاء"
سارعت وزارة الخارجية الأردنية بإدانة اقتحام مستشفى الشفاء، قائلة: "إن إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مستشفى الشفاء الطبي في غزة يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وخصوصًا اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949، محملة إسرائيل مسؤولية سلامة المدنيين والطواقم الطبية العاملة في المستشفى".
وقال المتحدث باسم الوزارة الدكتور سفيان القضاة، في بيان اليوم الأربعاء، إن استمرار الاعتداءات العبثية والحرب المستعرة على غزة وأهلها، واستهداف المدنيين في القطاع وتواصل التدمير الممنهج للمرافق المدنية التي تقدم خدماتها الأساسية أهالي القطاع وسياسة العقاب الجماعي يمثل إمعانًا مدانًا في الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتمثل جرائم حرب، بحسب وكالة الأنباء "بترا".
فلسطين تطالب بالتدخل الدولي
من جانبها؛ طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، بالتدخل الدولي العاجل لحماية المدنيين بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء.
وقالت الوزارة: "ندين اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى، وتطالب بالتدخل الدولي العاجل لحماية المدنيين هناك".
الموقف الأمريكي
يحمل الموقف الأمريكي المزيد من التناقضات، إذ خرج الرئيس جو بايدن للمطالبة بحماية مستشفى الشفاء، في الوقت الذي تتوافق الرؤى الأمريكية مع جيش الاحتلال بوجود قيادات الفصائل الفلسطينية في المستشفى.
وقال بايدن، في وقت سابق، إن مستشفى الشفاء يجب حمايته من القتال العنيف.
وتقول الولايات المتحدة إن لديها معلومات استخبارية تفيد بأن الفصائل الفلسطينية لديها مركز قيادة في مستشفى الشفاء.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي، إن المقاومة خزنت الأسلحة هناك وكانت مستعدة لهجوم إسرائيلي.
وجاء هذا البيان في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا عالمية متزايدة، لحماية المدنيين المحاصرين في المستشفيات.
وأصبحت المنطقة المحيطة بمستشفى الشفاء -أكبر مستشفى في غزة- محور القتال في الأيام الأخيرة.
اقتحام مستشفى الشفاء
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، جزءًا من مجمع الشفاء الطبي، غرب مدينة غزة، بعد حصاره لليوم السادس على التوالي.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن شهود عيان من داخل المجمع، إفادتهم بسماع أصوات إطلاق نار في ساحات المجمع.
وأوضحت أن حالة من الهلع والخوف تسود المرضى والنازحين والطواقم الطبية في داخل المستشفى، بعد اقتحام قوات الاحتلال للمستشفى.
وتتمركز دبابات الاحتلال على أبواب مجمع الشفاء الطبي، وتحاصره من كل الجهات، وشهدت الساعات الماضية قصفًا وإطلاق نار كثيفين في محيطه.
وكانت قوات الاحتلال، أبلغت فجر اليوم، الطـاقم الطـبي في مجمع الشـفاء، نيتها اقتحام المجـمع، الذي يضم داخله الآلاف بين طاقم طبي وجرحى ونازحين.