الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ملثمون وكوماندز ودبابات.. تفاصيل اللحظات الأولى لاقتحام مستشفى الشفاء

  • مشاركة :
post-title
مجمع الشفاء الطبي

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، بدء اقتحام مستشفى غزة، مدعيًا أن حماس تستخدمها لأغراض عسكرية، وهو ما نفته الحركة مرارًا، وطالبت بلجنة أممية للاطلاع على الأوضاع. 

ويحتمي آلاف الفلسطينيين داخل المستشفى، بعد أن تسبب حصار جيش الاحتلال وقطع الوقود في أوضاع كارثية، إذ يقوم الأطباء بالعمل على ضوء الشموع، ويلفون الأطفال المبتسرين بورق الألومونيوم في محاولة لإبقائهم على قيد الحياة. 

ويقول جيش الاحتلال، إنه ينفذ عملية دقيقة وموجهة ضد حماس، في منطقة محددة في مستشفى الشفاء، بغزة. 

وقال البيت الأبيض تعليقًا على اقتحام مستشفى الشفاء، بقوله إنه يجب حماية المستشفيات والمرضى، وإنه لا يدعم قصف المستشفيات من الجود، ولا يريد رؤية قتال داخل أي مستشفى.

وكشف أحد شهود العيان، أن ست دبابات دخلت المستشفى، وأكثر من 100 جندي من قوات الكوماندوز، دخلوا قسم الطوارئ الرئيسي، وكان بعضهم ملثمًا، ويصرخون باللغة العربية "لا تتحرك، لا تتحرك"، بحسب "بي بي سي". 

وتأتي عملية الجيش الإسرائيلي، رغم ما تتمتع به المستشفيات من حماية في أوقات الحرب بموجب القانون الدولي، لكن الاحتلال قال في بيان إن السبب في الاقتحام هو استمرار استخدام حماس العسكري للمستشفى، وأنه منحها الوقت الكافي لوقف أنشطتها التي يزعمها داخل المبنى. 

وتأتي عملية الاقتحام بعد استشهاد واشنطن بمعلومات استخباراتية، قالت فيها إن حماس لديها قاعدة تحت المستشفى، مؤكدة الرواية الإسرائيلية، رغم نفي الحركة. 

وقال خالد أبو سمرة، الطبيب في المستشفى، إنهم تلقوا تحذيرًا لمدة 30 دقيقة قبل بدء عملية اقتحام المجمع، إذ طالبهم جيش الاحتلال بالابتعاد عن النوافذ والشرفات، وقال خضر الزعنون، صحفي داخل المستشفى، إن دبابات الاحتلال دخلت إلى مجمع الشفاء، بحسب "سي إن إن". 

وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، إن الغارة تمثل جريمة جديدة ضد الإنسانية والطواقم الطبية والمرضى، وأنها ستخلف عواقب كارثية على المرضى والطاقم الطبي. 

وألقت حماس باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة، في الغارة، قائلة إن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لارتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين، واتهمت الأمم المتحدة بالتقاعس عن الدفاع عن الفلسطينيين، قائلة إن صمت الأمم المتحدة وخيانة العديد من الدول، لن يثني الشعب الفلسطيني عن التشبث بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة. 

وفي السياق، قال الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، إن جيش الاحتلال اقتحم المستشفى، ويمكن سماع أصوات طلقات نارية داخل المجمع. 

وأضاف أنه لا يعرف ما يحدث بالضبط، لأن جيش الاحتلال طلب من المرضى والطواقم الطبية والنازحين البقاء بعيدًا عن النوافذ لعدم تعريض أنفسهم للخطر، نافيًا ما ذكره جيش الاحتلال من أنه وفر ممرًا لخروج المرضى، وأنه فقط طلب منهم البقاء في أماكنهم. 

وأكد القدرة، أن جميع مباني المجمع مليئة بالمرضى والنازحين والطواقم الطبية فقط، إلى جانب عائلات كثيرة تضم نساء وأطفالًا ومسنين يفترشون الممرات الداخلية للمجمع. 

مزاعم الاحتلال وواشنطن وطلب لجنة أممية 

وقبل اقتحام المستشفى، قال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، للصحفيين، إن هناك معلومات لدى الولايات المتحدة تفيد بأن الفصائل الفلسطينية، تستخدم المستشفيات وخاصة مستشفى الشفاء لإخفاء أو دعم عملياتها العسكرية واحتجاز الرهائن.

وقال إن تصرفات الفصائل، لا تقلص مسؤولية إسرائيل عن حماية المدنيين، لكن ذلك يجعل جهود القضاء على حماس أكثر تعقيدًا، متابعًا: لا نؤيد ضرب المستشفى من الجو ولا نريد أن نرى أي تبادل لإطلاق النار في مستشفى يحاول فيه الأبرياء والمرضى الحصول على الرعاية الطبية، وهي تصريحات تكشف تناقضًا مع ما يحدث على أرض الواقع، إذ طلبت حماس لجنة دولية من أيام عدة للاطلاع على الوضع، مؤكدة إنه لم يحدث أن أُطلقت رصاصة واحدة من داخل المستشفى على القوات الإسرائيلية رغم مواصلتها القصف ومحاصرة المستشفى منذ أيام.

وردًا على تصريحات البيت الأبيض، خلال الساعات الماضية، طالبت حماس مجددًا بتشكيل لجنة دولية للتجوال والاطلاع على كافة المستشفيات للوقوف على كذب رواية الاحتلال وواشنطن.

وأدانت الحركة، بشدة تصريحات البنتاجون والبيت الأبيض التي يتبنون فيها رواية إسرائيل حول استخدام الحركة العديد من المستشفيات لأغراض عسكرية، واعتبرت أن هذه التصريحات وما وصفته بـ "الأكاذيب"، بمثابة الضوء الأخضر، لارتكاب المزيد من المجازر الوحشية بحق المستشفيات بهدف تدمير القطاع الصحي، والضغط على أهالي غزة لتهجيرهم من أرضهم.

وحملت حماس، في بيانها، الولايات المتحدة، المسؤولية عن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.