قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، إنه لن يفرض عقوبات أمريكية إضافية على روسيا إلا إذا فرضت جميع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) رسومًا جمركية مرتفعة على الصين، حيث زعم أن فرض الرسوم الجمركية على الصين من شأنه أن يدفعها إلى الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب.
كان "ترامب" هدّد بفرض المزيد من العقوبات على روسيا للضغط عليها لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولكن على الرغم من العديد من التصريحات العامة فإنه حتى الآن متردد في القيام بذلك، كما بدا الرئيس الأمريكي متشككًا أخيرًا في قدرته على التأثير على نظيره الروسي، رغم وعوده بإنهاء الحرب.
وقبل شهر، أعلن "ترامب" أن "بوتين" سيواجه عواقب وخيمة إذا لم يوافق على وقف إطلاق النار في أوكرانيا أو يتخذ خطوات كبيرة نحو السلام عندما التقيا في ألاسكا، لكن وفق ما ذكره مصدر مطلع لموقع "أكسيوس"، أقرّ ترامب لمقربين منه بأنه "أخطأ في تقدير رغبة بوتين في السلام".
رسالة للحلفاء
صباح اليوم، نشر "ترامب" عبر حسابه على موقعه الاجتماعي "تروث سوشيال" ما أسماه "رسالة إلى جميع دول حلف شمال الأطلسي والعالم".
وكتب "ترامب" أنه مستعد "لفرض عقوبات كبيرة على روسيا" لكنه اشترط أن توافق جميع دول حلف شمال الأطلسي على فعل الشيء نفسه، وأن تتوقف جميع دول حلف شمال الأطلسي عن شراء النفط الروسي.
وقال الرئيس الأمريكي: "كما تعلمون، كان التزام حلف الناتو بتحقيق النصر أقل بكثير من 100%، وشراء البعض للنفط الروسي كان صادمًا! إنه يُضعف موقفكم التفاوضي وقدرتكم على المساومة تجاه روسيا بشكل كبير".
أيضًا، اقترح "ترامب" أن تفرض جميع دول حلف شمال الأطلسي رسومًا جمركية تتراوح بين 50% و100% على الصين، وتوضح لبكين أنها لن ترفع الرسوم الجمركية إلا بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا.
وأكد "ترامب" أن "الصين تتمتع بسيطرة قوية، بل وقبضة متماسكة، على روسيا، وهذه الرسوم الجمركية الجبارة ستكسر هذه القبضة".
وأضاف: "إذا تصرف الناتو كما أقول، فستنتهي الحرب بسرعة.. وإلا، فأنتم تضيعون وقتي، ووقت الولايات المتحدة وطاقتها وأموالها".
النفط الروسي
يلفت تقرير "أكسيوس" إلى أنه منذ قمة ألاسكا، وبغض النظر عن حقيقة أن بوتين لم يوافق على وقف إطلاق النار أو حتى على لقاء نظيره الأوكراني الرئيس فولوديمير زيلينسكي، فإن ترامب لم يفرض عقوبات جديدة.
وبدلًا من ذلك، حوّلت الإدارة الأمريكية عبء الضغط على بوتين إلى أوروبا، مطالبة الحلفاء بفرض عقوبات إضافية من جانب الاتحاد الأوروبي على موسكو وعلى الصين بسبب شراء النفط الروسي.
وتعتبر المجر وسلوفاكيا من أبرز الدول التي تشتري النفط الروسي، ويُعتبر القادة المحافظون في هاتين الدولتين من أبرز حلفاء ترامب السياسيين في أوروبا.
أيضًا، منذ عام 2023، أصبحت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ثالث أكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد الصين والهند، وفقًا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.
وجاء منشور "ترامب" بعد أن عقد وزراء مالية دول مجموعة السبع اجتماعًا افتراضيًا، أمس الجمعة، لمناقشة سبل زيادة الضغوط الاقتصادية على روسيا، وخلال الاجتماع، أكد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، على ضرورة فرض دول مجموعة السبع عقوبات ورسوم جمركية على كل دولة تشتري النفط الروسي، بحسب ما ذكرته وزارة الخزانة.
كما دعا "بيسنت" والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير نظراءهما إلى "تشكيل جبهة موحدة لقطع الإيرادات التي تموّل آلة بوتين الحربية"، وفقًا لمكتب جرير.