الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الحارس الشرقي".. رد "الناتو" على توغل مسيرة روسية في بولندا

  • مشاركة :
post-title
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" مارك روته، إطلاق مبادرة لتعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي لأوروبا بعد توغل طائرة مُسيَّرة روسية في المجال الجوي البولندي، الأربعاء الماضي.

قال روته، أمس الجمعة، إن عملية "الحارس الشرقي" ستبدأ في الأيام المقبلة، وستشمل أصولًا من الدنمارك وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا ودول أخرى، وأضاف أن "المناورة الشرقية ستضيف المرونة والقوة إلى موقفنا وتوضح أننا كتحالف دفاعي مستعدون دائمًا للدفاع".

بدوره، صرح القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، الجنرال الأمريكي أليكسوس جرينكويتش، إن العملية، التي ستكون "مرنة وخفيفة الحركة"، ستشمل قدرات محسنة، ودفاعات جوية وبرية متكاملة، وزيادة تبادل المعلومات بين شركاء حلف شمال الأطلسي.

أشار جرينكويش إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تكتمل العملية برمتها، لكن الخطوات الأولى ستبدأ "على الفور".

من بين المعدات المخصصة للعملية طائرتان مقاتلتان من طراز إف-16 وفرقاطة حربية مضادة للطائرات من الدنمارك، وثلاث طائرات رافال من فرنسا، وأربع طائرات يوروفايتر من ألمانيا، بحسب بيان صحفي للحلف.

قال جرينكويش إن المبادرة مستوحاة من عملية "حارس البلطيق" التي أطلقها حلف الناتو في وقت سابق من هذا العام، ردًا على تخريب الكابلات في بحر البلطيق.

أضاف: "يجب أن يطمئن بولندا والمواطنون من جميع أنحاء الحلف إلى استجابتنا السريعة في وقت سابق من هذا الأسبوع وإعلاننا الهام هنا اليوم"، مؤكدًا: "سيواصل الناتو الدفاع عن كل شبر من أراضيه".

أضاف جرينكيويش أن العملية ستغطي كامل الجناح الشرقي لدول الناتو، من أعالي الشمال إلى البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، وتابع: "على طول الجناح الشرقي، سنعمل باستمرار على تعديل وتغيير وضعيتنا بطريقة تبقي الخصم على حين غرة، وتستجيب أيضًا للتهديدات المحددة عند ظهورها".

وأمس الجمعة، وصف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك توغل طائرة روسية بدون طيار في بلاده بأنه "هجوم"، وقال إنه لم يكن خطأ، وذلك بعد ساعات فقط من تلميح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن انتهاك المجال الجوي ربما كان عرضيًا.

قال توسك في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "كنا نتمنى لو كان هجوم الطائرات المُسيَّرة على بولندا خطأ، لكنه لم يكن كذلك، ونحن نعلم ذلك".

صرح مارسين برزيداتش، رئيس مكتب السياسة الدولية الرئاسي في بولندا، لوسائل إعلام محلية، بأن لدى بولندا معلومات تشير إلى أن روسيا أطلقت ما يصل إلى 21 طائرة مُسيَّرة على البلاد، الأربعاء الماضي، ولكن لم يتم العثور عليها جميعًا.

أشار برزيداتش لاحتمال أن تكون بعض الطائرات المُسيَّرة حلقت ذهابًا وإيابًا عبر المجال الجوي.

صرح مسؤولون بولنديون سابقًا بوقوع 19 عملية تسلل للمجال الجوي للبلاد، وأن نسبة كبيرة من الطائرات المسيرة دخلت من بيلاروسيا، وقال صرح وزير الداخلية البولندي الأربعاء الماضي، إنه عثر على 16 طائرة مسيرة في جميع أنحاء البلاد، وتمتد مواقع العثور على الحطام على مساحة مئات الأميال المربعة.

جاء ذلك بعد أن صرح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، أمس الأول الخميس، بأنه "ربما كان خطأ، ولكن بغض النظر عن ذلك، لست راضيًا عن أي شيء له علاقة بهذا الوضع برمته، ولكن نأمل أن ينتهي".

وقبل اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن التوغل أمس الجمعة، انضمت الولايات المتحدة إلى عشرات الحكومات الأخرى في توقيع بيان يعرب عن "قلقها البالغ" إزاء تصرفات روسيا.

وأشاد وزير الخارجية البولندي مارسين بوسا بالجهود الجماعية والدؤوبة التي يبذلها المجتمع الدولي لإنهاء الحرب واستعادة السلام والاستقرار وفقًا للقانون الدولي.

وأبلغت دوروثي شيا، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن بأن تكثيف روسيا لضرباتها على أوكرانيا وانتهاكها للمجال الجوي البولندي "يُظهران استهجانًا كبيرًا لجهود الولايات المتحدة الصادقة لإنهاء هذا الصراع".

قال مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن بولندا "تسرعت في إلقاء اللوم" على روسيا دون تقديم أدلة، وأضاف: "لم يتجاوز المدى الأقصى للطائرات المُسيَّرة المستخدمة في هذه الضربة 700 كيلومتر، مما يجعل وصولها إلى الأراضي البولندية مستحيلًا عمليًا".

وفي وقت سابق من ذلك اليوم، استدعى وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، السفير الروسي لدى فرنسا أليكسي ميشكوف، بشأن هذه القضية. وخلال الاجتماع، "رفض ميشكوف الاتهامات الباطلة الموجهة إلى روسيا بانتهاك المجال الجوي البولندي عمدًا"، وفقًا لوكالة أنباء "تاس" الروسية الرسمية.

وأكد روته أن تقييم الناتو لتوغل الأربعاء الماضي لا يزال جاريًا، وقال: "سواء كانت أفعال روسيا متعمدة أم لا، فقد انتهكت روسيا المجال الجوي للناتو، لذلك يجب علينا، كحلف شمال الأطلسي، أن نوضح عزمنا وقدرتنا على الدفاع عن أراضينا، وهذا بالضبط ما صممت عملية الحارس الشرقي لتحقيقه".