الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

طائرات رخيصة ودفاعات باهظة.. الناتو في اختبار كبير أمام مسيّرات روسيا

  • مشاركة :
post-title
طائرة F-35 Lightning II المقاتلة من الجيل الخامس خلال عرض جوي

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في ما يمثل "اختبارًا سياسيًا وعسكريًا من جانب روسيا لحلفاء الأطلسي"، حلَّقت ما لا يقل عن 19 مسيّرة فوق بولندا، الأربعاء الماضي، وكانت تكلفة إسقاط هذه الطائرات رخيصة الثمن المصنوعة من الخشب والرغوة استخدام أنظمة أسلحة بملايين الدولارات، ليتجلى التناقض بين المعدات الروسية منخفضة التكلفة والرد العسكري الباهظ لحلف "الناتو".

وفقًا لصحيفة WELT، كانت خمس مُسيّرات في مسار طيران مباشر نحو قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، قبل أن تعترضها مقاتلات F-35 الهولندية، كما ورد أن طائرة تزويد بالوقود تابعة للحلف، وطائرة مراقبة إيطالية، ونظام دفاع جوي ألماني من طراز Patriot، شاركت في العملية، وهذا يعني ضرورة توفير مليارات الدولارات من المعدات اللازمة لمواجهة الطائرات الروسية الرخيصة، وهي نسخ مقلدة من طائرة "شاهد" الإيرانية، والتي تكلف إنتاج كل منها ما يقدر بنحو 10 آلاف دولار.

أيضًا، جاء تدخل الناتو أقل فعالية بكثير من رد أوكرانيا المعتاد على المسيّرات الروسية، إذ أسقط التحالف ثلاث طائرات مسيّرة، بينما تدّعي كييف عادةً تحقيق معدل اعتراض يتراوح بين 80% و90%، رغم مواجهتها هجمات أكبر بكثير.

رد ضعيف

في مواجهة المسيّرات الروسية، استندت بولندا إلى المادة الرابعة من ميثاق حلف شمال الأطلسي، التي تُلزم أعضاء الحلف بالاجتماع لإجراء محادثات عاجلة، وبعدها أغلقت كلٌّ من بولندا ولاتفيا مجالهما الجوي الشرقي، ودرس الناتو اتخاذ "إجراءات دفاعية".

الأربعاء، أعلن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، أنه سيسأل كبار القادة العسكريين عن كيفية مساهمة لندن في تعزيز الدفاعات الجوية لحلف شمال الأطلسي فوق بولندا، وحركت ألمانيا عددًا من مقاتلاتها في المجال الجوي البولندي، كما عرضت أوكرانيا مساعدتها.

ونقلت النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤول في حلف شمال الأطلسي: "طلبت بولندا بعض الدعم، بما في ذلك استمرار المراقبة الدقيقة، ومزيد من المراقبة الاستخباراتية والاستطلاع، ومزيد من الدفاع الجوي".

قصور دفاعي

طالما عُرف الدفاع الجوي بأنه أحد أهم أوجه القصور في قدرات دول حلف الناتو، لذلك يشجع الاتحاد الأوروبي الدول على إنفاق جزء من برنامج قروض الدفاع (SAFE) -البالغة 150 مليار يورو- على الدفاع الجوي، بينما الكثير من هذه الأموال موجهة لشراء أسلحة باهظة الثمن.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية MIM-104 Patriot والفرنسية الإيطالية SAMP / T، والتي تكلف كل منها مئات الملايين من الدولارات، ليست خيارًا معقولًا للاستخدام ضد الطائرات الانتحارية الروسية الرخيصة.

ولا تستخدم أوكرانيا مثل هذه المعدات لمواجهة موجات المُسيّرات الروسية التي قد يصل عددها إلى المئات في أي ليلة، بل طوَّرت طائراتها المضادة للطائرات المُسيَّرة بتكلفة زهيدة لإسقاط أي تهديدات روسية قادمة.

قلق أطلسي

الخميس، أثيرت هذه القضية خلال إحاطة بين الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته وسفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث أعرب العديد من المشاركين عن قلقهم من عدم جاهزية الغرب، وأن جيوش حلف الأطلسي لن تتمكن من استخدام طائرات F-35 بانتظام للاعتراض.

ونقلت "بوليتيكو" عن أحد الدبلوماسيين إن روته نفسه خلص إلى ذلك، ولم يعترض أحد على ذلك.

وبحسب تشارلي سالونيوس باستيرناك، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "نورديك ويست أوفيس" البحثية ومقرها هلسنكي، فإن تعديل استجابة حلف شمال الأطلسي للمعدات الروسية منخفضة التكلفة والتي يتم إنتاجها بكميات كبيرة أمر متأخر للغاية.

وأضاف أن "بعض البلدان -التي تشعر بالتهديدات بشكل أكثر حدة- تعمل على تكييف ترساناتها، لكن الأمر يستغرق بعض الوقت لتنفيذ القرارات المتعلقة بالميزانية".