يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تفعيل قانون يعود إلى زمن الحرب، يعرف باسم قانون "العدو الأجنبي"، يسمح باحتجاز أو ترحيل مواطني دولة معادية، في تصعيد لحملته الحكومية الصارمة على الهجرة.
استعدادات تفعيله
أفاد مسؤولان أمريكيان مُطّلعين على الأمر لشبكة "سي بي إس نيوز" بأن مسؤولين استعدّوا لإرسال أعضاء عصابات مشتبه بهم إلى القاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو بكوبا، فور تفعيل ترامب لقانون "العدو الأجنبي".
وبتوجيه من ترامب، احتجز المسؤولون بعض المهاجرين الذين ينتظرون الترحيل في القاعدة البحرية، على الرغم من أن مرافق الاحتجاز تُركت فارغة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
كان الإعلان، المتوقع صدوره اليوم الجمعة، هدفًا متحركًا في الوقت الذي يُنهي فيه المسؤولون وضع التفاصيل. ومن المرجح أن تُمهد هذه الخطوة الطريق لتسريع عمليات ترحيل بعض المهاجرين.
ومن غير المتوقع أن يكون لوزارة الدفاع دور في تفعيل هذا القانون، الذي قد يُستخدم لترحيل بعض المهاجرين دون جلسة استماع.
ترحيل بالقوة
وقدّم ترامب عرضًا تمهيديًا لتفعيله القانون في أمر تنفيذي أصدره في أول يوم له في البيت الأبيض. ووجّه الأمر وزيري الخارجية والأمن الداخلي للتخطيط لاحتمال تفعيل القانون وإعداد التسهيلات اللازمة لتسريع ترحيل الخاضعين له.
وقال ترامب في خطاب تنصيبه: "من خلال الاستعانة بقانون العدو الأجنبي لعام 1798، سأوجه حكومتنا لاستخدام القوة الكاملة والهائلة لإنفاذ القانون للقضاء على جميع العصابات الأجنبية والشبكات الإجرامية التي تجلب الجريمة المدمرة إلى الأراضي الأمريكية".
ومن المتوقع أن يستشهد ترامب بهذا القانون ليأمر باعتقال وترحيل المشتبه بهم من أعضاء عصابة "ترين دي أراغوا"، وهي عصابة فنزويلية ذات أصول سجنية صنفتها إدارته منظمة إرهابية أجنبية، وفقًا للمصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لمناقشة المداولات الداخلية.
تشكيك في تنفيذه
لن يُسمح للخاضعين لقانون "العدو الأجنبي" بحضور جلسة استماع في المحكمة أو مقابلة لجوء، إذ ستُعالج طلباتهم بموجب سلطة طارئة في زمن الحرب، وليس بموجب قانون الهجرة.
وسيكونون مؤهلين للاحتجاز والترحيل، دون أي إجراءات قانونية، بموجب الباب 50، وهو قسم من القانون الأمريكي الذي يتضمن قوانين الحرب والدفاع الأمريكية.
نقلت شبكة "سي إن إن" عن خبراء قانونيون قولهم "إنه سيكون من الصعب على ترامب استخدام هذا القانون عندما لا تتعرض الولايات المتحدة لهجوم من حكومة أجنبية، حتى لو أشارت الإدارة إلى تهديدات أمنية من عصابات أو جماعات".
قانون العدو الأجنبي
تم تطبيق قانون "العدو الأجنبي" لعام 1798 ثلاث مرات في تاريخ الولايات المتحدة - جميعها خلال الحرب - وفقًا لمركز برينان للعدالة بجامعة نيويورك.
خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، استُخدم القانون لتبرير اعتقال وطرد المهاجرين الألمان والنمساويين والإيطاليين واليابانيين.
لعب القانون دورًا في سياسة الولايات المتحدة سيئة السمعة المتمثلة في اعتقال اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية حيث تم استخدامه جزئيًا لتبرير احتجاز المهاجرين اليابانيين الذين لم يحصلوا على الجنسية الأمريكية، وفقًا لمعهد القانون والسياسة غير الحزبي.
وقد نُفذ احتجاز الأمريكيين اليابانيين على نطاق أوسع بموجب أوامر تنفيذية وقّعها الرئيس فرانكلين د. روزفلت، وليس بموجب قانون "العدو الأجنبي" حيث أن هذا القانون لا ينطبق على المواطنين الأمريكيين.