الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد عودة ترامب.. الصين والهند تبدآن فصلا جديدا من العلاقات الثنائية

  • مشاركة :
post-title
الصين والهند تبدآن فصل جديد من العلاقات الثنائية

القاهرة الإخبارية - بكين - مازن اسلام

شهدت العلاقات الصينية الهندية تحولًا جذريًا خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد القمة الأخيرة بين الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، لتهدئة حدة التوترات بين البلدين، والبحث عن أرضية مشتركة تدفع البلدين إلى فصل جديد من التعاون الثنائي يعود بالنفع على شعوب البلدين.

إنهاء النزاعات الحدودية

في يونيو 2020، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الهند والصين في "وادي جالوان" وهي منطقة نزاع حدودية بين الجانبية، ما أدى إلى تدهور العلاقات بين الجارتين إلى أدنى مستوياتها في عقود. ومع ذلك، وبعد أربع سنوات من الجمود الدبلوماسي، بدأ الوضع يتغير أخيرًا، حيث ظهرت إشارات لتحسّن العلاقات بين البلدين.

في الشهر الماضي، توصلت الهند والصين إلى اتفاق بشأن القضايا الحدودية العالقة، وهي انفراجة فتحت الطريق أمام قمة كانت مرتقبة من قبل الجميع بين زعيمي البلدين على هامش قمة البريكس في كازان. وقد أعرب الطرفان عن التزامهما بتعزيز التعاون والتبادل في مختلف المجالات.

وتقول صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، إن هذه التطورات منحت فرصة جديدة للمضي قدمًا في تعزيز العلاقة الثنائية. وقد أكدت نيودلهي مرارًا أن العلاقات بين الهند والصين لا يمكن أن تتحسن إلا في حال تم تخفيف التوترات الحدودية، وهو شرط تم تحقيقه الآن. 

وعلى الرغم من التحديات، لا تزال التجارة بين البلدين قوية، ومن المتوقع أن يسهم تحسن الأوضاع الحدودية في فتح المجال أمام مزيد من الاستثمارات الصينية في الهند، حسبما ذكرت الصحيفة الصينية.

كما أشارت "تشاينا ديلي" إلى أن الهند والصين أيضًا تتعاونان في العديد من المنصات الدولية، مثل مجموعة البريكس والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، مع وجود مصالح مشتركة بين البلدين، مثل مكافحة الإرهاب وتعزيز التعددية ودعم النماذج الاقتصادية غير الغربية، إضافة إلى معارضة ما يعتبرونه حملة أخلاقية أمريكية تهدف إلى فرض قيم معينة على العالم.

انعكاسات التحسن على العلاقات الدولية

ترى صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، أن التحسن المستمر في العلاقات بين الهند والصين سيكون له تأثيرات بعيدة المدى على الشراكة الاستراتيجية بين الهند والولايات المتحدة، التي تركز على مواجهة الصين. ومع ذلك، إذا قرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تغيير موقفه المتشدد تجاه بكين، فإن تحسين العلاقات الهندية الصينية قد يكون بمثابة وسيلة تحوط ضد المواقف غير المتوقعة من واشنطن.

وبالرغم من أن هناك إشارات لتحسّن العلاقة بين الهند والصين، إلا أنه لا ينبغي المبالغة في أهمية هذا الانفراج. فالعلاقات بين البلدين ما زالت مشحونة، ومن المحتمل أن تظل كذلك في المستقبل القريب. لكن، مع استمرار المحادثات الحدودية المنتظمة، يمكن تقليل فرص التصعيد العسكري، حسبما ذكرت الصحيفة الصينية.

وتستمر الفرص للحوار رفيع المستوى، مع حضور زعماء الهند والصين قمة مجموعة العشرين في البرازيل، ما يشير إلى أهمية تعزيز التفاهم والتعاون بين الجانبين.

شراكة اقتصادية واعدة

ويرى العديد من الخبراء الصينيين أن أفضل سبيل لتعميق العلاقات بين الهند والصين يكمن في تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية. إذ قال بعض الخبراء المختصين في الشؤون الهندية، إن الصين كانت أكبر شريك تجاري للهند في العام الماضي، كما يشجع كبار المستشارين الاقتصاديين في الهند على قبول المزيد من الاستثمارات الصينية، وهو ما قد يعزّز الخطط الصينية طويلة المدى لاستثمار رأس المال في الصناعات الكبرى في الهند، كما أن الصين ستستفيد من الربط الوثيق مع الاقتصاد الهندي، الذي يعد أحد أسرع الاقتصادات نموًا في العالم.

ومع عودة ترامب إلى سدة الحكم، قد يعزز ذلك العلاقات التجارية بين الهند والصين، إذا دفعته مخاوف الدولتين من الرسوم الجمركية الأمريكية إلى خلق مزيد من الفرص التجارية بينهما.

وفي النهاية، من المرجح أن تكون العلاقة بين الهند والصين شراكة تعاونية في بعض الأحيان، لا سيما في الجوانب الاقتصادية، لكنها ستظل في الوقت نفسه تنافسية وقد تصبح أحيانًا تصادمية. ولكن حتى أي تحسن طفيف في العلاقات بين البلدين سيكون له آثار إيجابية، خاصة في ظل عالم مليء بالاضطرابات، حيث لن يتحمل العالم المزيد من الأزمات أو النزاعات، حسبما ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.