قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، إن الكتلة سوف تضغط على بكين للحصول على إجابات بشأن التقارير التي تفيد بأن شركة مقرها الصين تنتج طائرات عسكرية بدون طيار لاستخدامها في حرب روسيا وأوكرانيا.
ونقل تقرير للنسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: "تلقينا تقارير من مصادر استخباراتية عن وجود مصنع داخل الصين ينتج طائرات بدون طيار يتم شحنها إلى روسيا". رغم أن بكين تؤكد أنها "ليست طرفًا" في الصراع الروسي الأوكراني.
وقال المسؤول إن الاتحاد الأوروبي يتعين عليه تحديد ما إذا كانت بكين على علم بأنشطة الشركة، وما إذا كان إنتاج الطائرات بدون طيار يرقى إلى "تعاون مباشر في مجال المعدات العسكرية بين الصين وروسيا".
وأضاف المسؤول، الذي رفض الكشف عن ماهية تلك العواقب: "إذا تأكدنا أخيرًا من وجود نقل لطائرات بدون طيار (من الصين إلى روسيا) فسيكون لذلك عواقب".
وتشير هذه التعليقات -التي تأتي بعد شهرين من نشر "رويترز" تقريرا عن مصنع المسيّرات- إلى موقف متشدد تجاه الصين في أعقاب إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
برنامج المسيّرات
نقل تقرير "رويترز" الصادر في سبتمبر الماضي عن مصدرين من وكالة استخبارات أوروبية وعدد من الوثائق، إن روسيا أسست برنامج أسلحة مزعوم في الصين، لتطوير وإنتاج مسيّرات هجومية بعيدة المدى، لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
ووفق التقرير، قامت شركة IEMZ Kupol، وهي شركة تابعة لشركة الأسلحة الروسية Almaz-Antey المملوكة للدولة، بتطوير واختبار نموذج جديد للطائرة بدون طيار يسمى Garpiya-3 (G3) في الصين بمساعدة متخصصين محليين.
بحسب التقارير المرسلة إلى وزارة الدفاع الروسية من الشركة المصنّعة، التي خضعت لعقوبات أمريكية في ديسمبر 2023، فإن طائرة جي 3 قادرة على السفر لمسافة 2000 كيلومتر بحمولة 50 كيلوجرامًا.
ووفقًا للتقارير، فإن الطائرة G3 هي نسخة مطورة من المسيّرة الروسية ذات المحرك الصيني Garpiya-A1، وقد أعيد تصميمها من قِبل خبراء صينيين يعملون لإنتاج طائرة هجومية من طراز REM 1 مصممة في الصين وحمولتها 400 كجم.
وقال المصدران الاستخباراتيان الأوروبيان إن هذا النظام سيكون مشابهًا لطائرةReaper الأمريكية بدون طيار.
وقال مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إنه يشعر بقلق عميق إزاء تقرير "رويترز" عن البرنامج المزعوم. لكن المتحدث باسم البيت الأبيض نفى علم واشنطن بأية إشارة على أن الحكومة الصينية كانت على علم بالبرنامج.
ووصف متحدث باسم حلف شمال الأطلسي هذه التقارير بأنها "مثيرة للقلق بشدة"، مؤكدًا أن "الحلفاء يتشاورون بشأن هذه المسألة".
ترقب وخيارات
تنقل "بوليتيكو" عن ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين إن إنتاج الطائرات الصينية بدون طيار من المقرر أن يتصدر جدول الأعمال عندما يجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون في بروكسل الأسبوع المقبل.
وقال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي: "من الواضح أننا سنضطر إلى النظر عن كثب لنرى ما إذا كانت الصين تبتعد عن موقف الحياد الذي اتخذته، علنًا، بشأن الصراع في أوكرانيا حتى الآن".
وفي حين لم يوضح المسؤولون والدبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي الإجراء الذي يمكن اتخاذه، فإن أحد الخيارات التي يجري دراستها هو إضافة المزيد من الشركات الصينية إلى قائمة شركات الدول الثالثة التي تواجه عقوبات الاتحاد الأوروبي، وفقًا لدبلوماسي آخر ذكره التقرير.
كان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إيران في السابق بسبب إنتاجها أسلحة لصالح روسيا. وقال المسؤول الكبير بالاتحاد الأوروبي إن بروكسل "ستتبع نفس العملية بالنسبة للصين كما فعلت مع إيران".
وعندما سئل عما يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى معرفته قبل اتخاذ مزيد من الإجراءات، قال المسؤول الأوروبي إن الكتلة تحاول تحديد ما إذا كان إنتاج المصنع موجها لروسيا، وما إذا كان يتم شحن طائرات بدون طيار إلى روسيا، وما إذا كانت السلطات الصينية على علم بأنشطة الشركة.
وأضاف المسؤول أنه "من الصعب تصديق أن هذا تم دون علم بكين".