يرفض العديد من سكان ولاية فلوريدا الأمريكية مغادرتها، رغم أنها تضرّرت بشدة إثر إعصار ميلتون، فيما كانت لا تزال تعاني آثار الإعصار هيلين الذي سبقه بأسبوعين وأسفر عن مقتل 237 شخصًا.
وصل الإعصار المدمر إلى اليابسة على الساحل الغربي الأوسط لفلوريدا في وقت متأخر من الأربعاء الماضي، وهو من الفئة الثالثة على مقياس سفير-سيمبسون، ومرور عدة أعاصير عبر الولاية قبل العاصفة تسبب بأضرار إضافية.
وتضررت جزيرة سييستا كي، البلدة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة بشدة جراء الإعصارين، إذ غمرت المياه الشوارع واقتُلعت الأشجار وتناثرت أكوام الحطام الناجمة عن إعصار هيلين والتي لم تُزل، نظرًا إلى عدم وجود وقت كافٍ مع وصول الإعصار ميلتون.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، قالت كريستن (42 عامًا) التي تضرر المطعم الذي تديره في جزيرة سييستا كي الواقعة بين ساراسوتا باي وخليج المكسيك على الساحل الغربي للولاية: "أنت تثابر عندما تعيش في فلوريدا، فعندما تعيش في الجنة، هذا هو الثمن الذي تدفعه".
وذكرت فيكتوريا ثوما، وهي من سكان ساراسوتا، أن "الوجود قرب المياه أمر مميز.. لا شيء يمكن أن يحل مكانه".
استقرّت ثوما (49 عامًا) على طول الساحل الغربي لفلوريدا قبل عقد بعدما عاشت في ولاية كونيتيكت الشمالية الشرقية، وقالت إنها سعيدة في سييستا كي، حيث تعيش مع زوجها وأطفالهما الثمانية.
وعلى مقربة، كان السكان الذين تم إجلاؤهم قبل العاصفة يعودون تدريجيًا لتفقّد وضع منازلهم.
وفي ساراسوتا، يراقب آندي جونسون الذي جاء قبل أيام من شيكاغو (شمالًا) لزيارة أقاربه، يختًا تقطعت به السبل في الميناء، ما يدل على القوة المدمرة لإعصار ميلتون.
وقال مات فويو، الذي يملك شركة لتأجير القوارب، إنه لا ينوي مغادرة ساحل فلوريدا، تمامًا مثل جيرانه. وأضاف: "جُبت العالم، وزرت العديد من البلدان الأخرى، وشاهدت بعض الأماكن الجميلة.. لكن هذا المكان فريد من نوعه، هناك طاقة جيدة هنا، وكذلك أشخاص طيبون. هذا مكان مميز جدًا".
تُعد فلوريدا ثالث كبرى ولايات البلاد من جهة عدد السكان، وكان ميلتون الإعصار الثالث الذي يضرب الولاية في الشهرين الماضيين بعد ديبي وهيلين، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أقساط التأمين على المنازل بشكل كبير.
وارتفع عدد الطلبات الجديدة لإعانة البطالة في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، مدفوعًا في جزء منه بآثار الإعصار هيلين، وأكثر من توقف عن العمل في بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات، وسط إضراب مستمر منذ نحو أربعة أسابيع.
وشهدت ولايتا نورث كارولاينا وفلوريدا زيادات كبيرة في عدد طلبات إعانة البطالة، وارتفعت الطلبات في ولاية واشنطن أيضًا.
ومن المرجح أن يستمر تأثير الإعصار هيلين على سوق العمل في الأسابيع المقبلة. ومن المتوقع أيضًا أن تتأثر السوق على المدى القصير بالإعصار ميلتون.
وأعلنت السلطات المحلية، ارتفاع عدد ضحايا إعصار "ميلتون" في ولاية فلوريدا إلى 14 قتيلًا، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، ورغم أنه لم يتسبب في ارتفاع مياه البحر لمستويات كارثية، قد تستغرق عملية التنظيف أسابيع أو أشهرًا.