الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عاصفة سياسية.. إعصار ميلتون يشعل صراع الانتخابات الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
حطام أحد المنازل بعد إعصار ميلتون

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بعد يوم واحد من إعصار ميلتون الذي أحدث دمارًا هائلًا في جميع أنحاء ولاية فلوريدا، لا يزال عدد القتلى يرتفع، والملايين بدون كهرباء أو مياه، لكن لا يوجد أي تراجع في الحرب الكلامية بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسلفه والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب، بشأن استجابة الحكومة الفيدرالية لإعصاريّ ميلتون وهيلين، اللذين ضربا الجنوب الشرقي قبل أسبوعين.

ومع بقاء أقل من أربعة أسابيع حتى يوم الانتخابات، يخوض كلٌ من كامالا هاريس (المرشحة الديمقراطية) وترامب مواجهة شرسة لخلافة بايدن في البيت الأبيض. 

ووسط الكارثة، استمر ترامب في اتهام بايدن وهاريس بالبطء وعدم الفاعلية في توجيه جهود الحكومة للتعامل مع العاصفة، بينما يرد الرئيس، وفق ما نقلت "فوكس نيوز".

ومع وجود اثنتين من أكثر الولايات تضررًا من العاصفة هيلين -كارولينا الشمالية وجورجيا- من بين ساحات المعارك الرئيسية السبع التي من المرجح أن تحدد نتيجة انتخابات عام 2024، فإن سياسة الإغاثة الفيدرالية من الكوارث عادت إلى الواجهة ومركز اهتمام الحملات الانتخابية.

أسوأ استجابة

الثلاثاء الماضي، هاجم ترامب خليفته في البيت الأبيض في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب: "أسوأ استجابة لكارثة عاصفة أو إعصار في تاريخ الولايات المتحدة".

ثم قال الرئيس السابق، الأربعاء الماضي: "إنها أسوأ استجابة للإعصار منذ كاترينا"، مشيرًا إلى الاستجابة الفيدرالية الأولية التي تعرضت لانتقادات شديدة لإعصار كاترينا في عام 2005، والتي تعرضت لانتقادات شديدة لكونها بطيئة وغير فعالة.

وأمس الخميس، أثناء فعالية انتخابية في ميتشيجان، واصل ترامب هجماته، بينما أشاد بحكام الولايات الجنوبية الجمهوريين لقيامهم "بعمل رائع" في التعامل مع العواصف.

من ناحية أخرى، زعم ترامب أن الحكومة الفيدرالية لم تفعل ما يفترض أن تفعله، وخاصة في ما يتصل بولاية كارولينا الشمالية: "لقد سمحوا لهؤلاء الناس بالمعاناة ظلمًا وجورًا".

وأشارت "فوكس نيوز" إلى أن الرئيس السابق قدم -مرارًا وتكرارًا- ادعاءات كاذبة بأن وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية حوّلت الأموال المخصصة للإغاثة من الكوارث وأنفقتها على المهاجرين غير المسجلين في الولايات المتحدة، وذلك في إطار تصعيده لخطابه التحريضي بشأن قضية الهجرة غير الشرعية القابلة للاشتعال.

وكان ترامب قال في تجمع جماهيري، الأربعاء، وسط صيحات استهجان من أنصار حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا": "أنتم تعرفون لمن أعطوا الأموال: للمهاجرين غير الشرعيين".

وفي بيان لشبكة "فوكس نيوز"، قالت كارولين ليفات، السكرتيرة الصحفية الوطنية لحملة ترامب، إنّ المرشح الجمهوري "يعمل بجد كل يوم لإنقاذ هذا البلد من الفوضى التي أدخلنا فيها بايدن وكامالا".

بينما أكد نجل ترامب، إريك، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أن العائلة فتحت أحد فنادقها في فلوريدا لإيواء أكثر من 200 ممن يقدمون المساعدة في أعقاب العاصفة. كما أطلق ترامب الأسبوع الماضي حملة GoFundMe لضحايا إعصار هيلين في جورجيا، والتي جمعت أكثر من 7 ملايين دولار حتى الآن.

هجوم من الأكاذيب

بعد تكرار انتقادات سلفه، ردّ بايدن متهمًا المرشح الجمهوري للرئاسة بـ"قيادة هجوم من الأكاذيب"، واصفًا الخطاب الصادر عن ترامب والجمهوريين الآخرين بأنه "كان أكثر من سخيف، ويجب أن يتوقف".

وأكد بايدن، أمس الخميس، في أثناء حديثه للصحفيين عن جهود الاستجابة الفيدرالية للأعاصير: "لقد كنت أنا ونائبة الرئيس (هاريس) على اتصال دائم مع المسؤولين على مستوى الولاية والمستوى المحلي، ونحن نقدم لهم كل ما يحتاجون إليه".

وزعم أن "الجمهور سوف يُحمّله -ترامب- المسؤولية عن تقديم ادعاءات كاذبة بشأن قدرات وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية على مساعدة ضحايا العاصفة".

أما منافِسة ترامب على خلافة بايدن، نائبة الرئيس هاريس، فقالت إنّ "هذا ليس الوقت المناسب لنا لتوجيه أصابع الاتهام إلى بعضنا البعض كأمريكيين".

وقالت "هاريس"، في مقابلة الأربعاء الماضي على قناة "ويذر تشانل": يجب على أي شخص يعتبر نفسه قائدًا أن يعمل الآن لإعطاء الناس شعورًا بالثقة بأننا نعمل جميعًا معًا، وأننا نمتلك الموارد والقدرة على العمل معًا نيابة عنهم".

أيضًا، بدا أن حاكم ولاية فلوريدا، الجمهوري رون ديسانتيس، الذي تحدث مع بايدن صباح الخميس بعد العاصفة، أشاد بجهود الإدارة الحالية في التعامل مع العاصفة.

وقال "دي سانتيس"، خلال إحدى إحاطاته الإعلامية على مدار الساعة: "لقد تحدثت مع الرئيس هذا الصباح.. قال إنه يريد أن يكون مفيدًا.. لذا قال إذا كان لدينا طلب، أرسله إليه، وهو يريد مساعدتنا في إنجاز المهمة.. أنا أثمّن أن أكون قادرًا على التعاون عبر الحكومات الفيدرالية والمحلية، والعمل معًا لوضع الناس في المقام الأول".