قبل أقل من شهر على انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر المقبل، يتبارى المرشحان الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب ، وغريمته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، في كسب تأييد الناخبين من أتباع الطائفة المورمونية في الولايات المتحدة.
و"المورمون" مجموعة دينية وثقافية، والغالبية العظمى منهم أعضاء فى كنيسة يسوع المسيح لقديسى الأيام الأخيرة، والذين يشكلون نسبة سكان كبيرة فى بعض الولايات المحورية فى السباق الانتخابى، وأصبح الحصول على تأييد الكنيسة هدفًا رئيسيًا لحملة ترامب.
وذكرت شبكة "إن. بي. سي" الإخبارية الأمريكية، أن ترامب أعلن، أمس الثلاثاء، عن تشكيل تحالف "قديسي الأيام الأخيرة من أجل ترامب"، في الوقت الذي تسعى فيه حملته إلى تعزيز الدعم بين كتلة تصويتية رئيسية، في إشارة إلى الطائفة المورمونية.
قديسو الأيام الأخيرة
و بحسب الشبكة الإخبارية، من بين زعماء تحالف "قديسي الأيام الأخيرة من أجل ترامب" أربعة من الجمهوريين البارزين في ولاية يوتا، وهم السيناتور مايك لي، والنائبة سيليست مالوي، والنائب بورجيس أوينز، والمدعي العام للولاية شون رييس.
ونقلت الشبكة عن "مايك لي" قوله، إن ترامب عمل على ضمان أن "يتمكن قديسو الأيام الأخيرة، وأتباع جميع الديانات من ممارسة العبادة بحرية والعيش وفقًا لمعتقداتنا"، مضيفًا: "إن تفاني ترامب في الحياة وحماية الأجنة عزّز أسس عائلاتنا، وقيادته هي بالضبط ما تحتاجه أمريكا للحفاظ على الحقوق التي وهبها الله لنا، والتي تجعلنا أقوياء وأحرارًا".
ويمثل "قديسي الأيام الأخيرة" كتلة تصويتية للجمهوريين يمكن الاعتماد عليها لعقود من الزمن، ورغم أن مقر الكنيسة يقع في ولاية يوتا، التي لم تصوت لمرشح رئاسي ديمقراطي منذ عام 1964، فإن هناك عددًا كبيرًا من الناخبين التابعين للكنيسة في أريزونا، أكثر من 442879.
وفاز جو بايدن بولاية أريزونا بفارق 11000 صوت في عام 2020. وأظهرت النتائج أن بايدن حصل على 18% من أصوات كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة في أريزونا، وهو انحراف كبير عن طائفة محافظة متجذرة في القيم العائلية التقليدية، وفق " إن بي سي نيوز".
وساعد الدعم الثابت من جانب الناخبين من "قديسي الأيام الأخيرة" لمرشحي الحزب الجمهوري لفترة طويلة في الحفاظ على ولايتي يوتا وأيداهو، الولايتين اللتين تضمان أكبر نسبة من الناخبين من قديسي الأيام الأخيرة، باللون الأحمر بشكل لا يمكن اختراقه في ليالي الانتخابات.
ومن بين الجمهوريين في ولاية أريزونا الذين انضموا إلى تحالف "قديسي الأيام الأخيرة من أجل ترامب" النائب آندي بيجز ورئيس شرطة مقاطعة بينال مارك لامب، الذي خاض حملة فاشلة في مجلس الشيوخ هذا العام. وقال لامب إنه يعتقد أن ترامب سيحمي حريته الدينية وحقه في "تربية وحماية" أسرته.
وقال مساعد في الحملة الانتخابية لترامب، إن المرشح الجمهوري يخطط لعقد اجتماع مائدة مستديرة مع زعماء كنيسة قديسي الأيام الأخيرة في أريزونا، الأحد المقبل.
ونفر بعض الناخبين من طائفة كنيسة قديسي الأيام الأخيرة من ترامب بسبب أسلوبه السياسي المثير للانقسام في كثير من الأحيان، فضلا عن هجماته على المهاجرين واللاجئين، والتي تتعارض مع خدمة الطائفة المرمونية وثقافتها.
أسلوب هاريس
وسعت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى استغلال التوتر بين الطائفة المرمونية وترامب، وأنشأت هيكلًا لدعمها، مع التركيز على أسلوب شخصي أكثر اعتدالًا، وإن كان تقدميًا سياسيًا.
وتستضيف حملة هاريس تحالف "قديسي الأيام الأخيرة من أجل هاريس-والز" على موقعها على الإنترنت، كما أطلقت لجنة استشارية في أريزونا الشهر الماضي. كما نظمت الحملة الديمقراطية أيضا تحالفا لقديسي الأيام الأخيرة في ولاية نيفادا، أخيرًا.
ومن بين الآخرين الذين انضموا إلى التحالف الجديد بين ترامب وكنيسة قديسي الأيام الأخيرة، الجنرال المتقاعد روبرت أوكس، الحائز على أربع نجوم في القوات الجوية، وهو من السلطات العامة المتقاعدين في الكنيسة؛ والمعلق الإعلامي المحافظ جلين بيك؛ وشخصيات الترفيه ديزل براذرز.
وفي إشارة أخرى إلى نفوذه المتزايد داخل حملة ترامب، قال أحد المساعدين بالحملة لشبكة "إن بي سي نيوز" إن نجل الرئيس السابق دونالد ترامب جونيور كان شخصية رئيسية في إطلاق تحالف كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة من أجل ترامب، قائلاً إنه يتمتع بعلاقات قوية مع أعضاء الطائفة المورمونية.