ضيّق الاحتلال الإسرائيلي من خياراته حول الأهداف الإيرانية المحتمل ضربها، فيما يعرف بالرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الأخير، حيث تم استبعاد المنشآت النووية، وأصبحت البنية التحتية العسكرية والاستخباراتية الإيرانية، والدفاعات الجوية ومنشآت الطاقة هي الأهداف المحتملة.
وأطلقت إيران ما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، مساء الثلاثاء الماضي، ووفقًا للحرس الثوري الإيراني، فإن تلك الضربة جاءت ثأرًا لاغتيال حسن نصر الله وإسماعيل هنية وآخرون تم اغتيالهم، مهددين بأنه إذا ردَّ النظام الإسرائيلي على العملية الإيرانية فإنه سيواجه هجمات عنيفة.
خيارات الرد
ولم تتخذ إسرائيل قرارها النهائي بشأن تفاصيل الرد وأماكن الاستهداف، بحسب شبكة "إن بي إس" الأمريكية، إلا أن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن الاحتلال قام بتقليص خياراته خلال الاجتماعات الأمنية التي عقدت على مدار الـ48 ساعة الماضية، على الرغم من عدم اطلاعهم على خططهم.
ويدرس الاحتلال استهداف البنية التحتية العسكرية والاستخباراتية الإيرانية والدفاعات الجوية ومنشآت الطاقة، حيث تدعم الولايات المتحدة دولة الاحتلال الإسرائيلي، فيما زعمت أنه حقها في الرد الانتقامي، وتعمل على إمدادها سواء بالمعلومات الاستخباراتية أو الضربات الجوية.
المنشآت النووية
وكشف المسؤولون عن أن خيار استهداف المنشآت النووية الإيرانية لم يكن مطروحًا خلال المكالمات المستمرة بين وزير الدفاع الأمريكية لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف جالانت الذي أعلن عن رغبته في زيارة الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أنه لا تقوم أي دولة بتنفيذ عملية عسكرية كبرى أثناء وجود كبار قادتها في الخارج، إلا أن الأمريكيين شعروا بالقلق، وفقًا للشبكة الأمريكية، من تلك الزيارة المرتقبة، خوفًا من قيام إسرائيل بتنفيذ الرد أثناء وجوده في واشنطن.
ضربات محدودة
يأتي ذلك بسبب ما فعلته إسرائيل عند اغتيال حسن نصرالله ، حيث تم استهداف زعيم حزب الله اللبناني أثناء وجود نتنياهو في الأمم المتحدة لحضور الجمعية العامة، وهو ما جعل الأمريكيين يراقبون الأدلة المتعلقة بتوقيت زيارة جالانت وعلاقتها بالرد المقترح.
وحول المناقشات الجارية بين تل أبيب وواشنطن، كشفت الشبكة الأمريكية أن العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين ناقشوا أيضًا تنفيذ ضربات محدودة للغاية ضد أهداف داخل إيران وخارجه، حيث من المتوقع استهداف أصول إيرانية في البحر، أو تعطيل المساعدة العسكرية من خلال ضرب مواقع الحرس الثوري في اليمن أو سوريا.
ضمانات ملموسة
ولم تتخذ الإدارة الأمريكية بعد موقفًا من أي تحرك مباشر مع إسرائيل خلال العملية المحتملة، إلا أن ثلاثة مسؤولين أمريكيين نفوا دعم واشنطن لأي استهداف من هذا النوع، ورجّحوا بدلًا من ذلك دعم أمريكا لإصدار عقوبات صارمة ضد إيران.
وبسبب عدم قيام الإسرائيليين بتقديم ضمانات ملموسة لنظرائهم الأمريكيين حول إبلاغهم بأي عمليات قبل إجرائها بوقت كافٍ، قامت الولايات المتحدة، بحسب التقرير، بدور مهم ونشط، ويواصلون التشاور مع الإسرائيليين لمعرفة خطوتهم التالية بدلًا من مفاجئتهم.