الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أهانهم عشرات المرات.. ترامب يواصل وصم المهاجرين بالإجرام

  • مشاركة :
post-title
بعض المهاجرين الذين يستهدفهم ترامب موجودون في البلاد بشكل قانوني عبر برنامج التوفير المؤقت (TSP)

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

توصل تحليل أجراه موقع "أكسيوس" إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أشار إلى المهاجرين الفنزويليين والكونغوليين باعتبارهم "مجرمين" عشرات المرات منذ سبتمبر 2023.

وخلال الـ13 شهرًا الماضية، أصبحت خطابات ترامب حول المهاجرين "أكثر قتامة ومأساوية، مع مزاعم لا أساس لها من الصحة بأن لديهم سجلات إجرامية، ويأكلون الحيوانات الأليفة، ويمكن أن يبدأوا الحرب العالمية الثالثة"، بحسب التقرير.

وتأتي اتهامات المرشح الجمهوري بشأن المهاجرين من دول إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، في الوقت الذي يسعى فيه إلى ترحيل المهاجرين بشكل جماعي.

وهناك بعض المهاجرين من البلدان المستهدفة من قبل ترامب موجودون في البلاد بشكل قانوني بموجب برنامج التوفير المؤقت للمهاجرين (TSP)، وهو برنامج فيدرالي يسمح لبعضهم بالعيش بشكل قانوني في الولايات المتحدة لفترة زمنية معينة، عندما تكون الظروف في بلدهم الأصلي غير آمنة.

ويعد المهاجرون من هايتي وأفغانستان وأوكرانيا وفنزويلا من بين بعض البلدان المؤهلة للبرنامج، الأمر الذي يتطلب من المشاركين إعادة التسجيل لدى وزارة الأمن الداخلي كل عام.

إهانات متكررة

وجد تحليل "أكسيوس"، والذي شمل 109 من خطابات ترامب ومناظراته ومقابلاته، أنه وصف المهاجرين الفنزويليين بـ"المجرمين" 70 مرة، والمهاجرين الكونغوليين 29 مرة، كما وصف المهاجرين من السلفادور 22 مرة، والمهاجرين من هندوراس 20 مرة، ومن المكسيك 13 مرة، والمهاجرين من جواتيمالا 10 مرات.

وخلال الفترة من 1 سبتمبر 2023 إلى 2 أكتوبر 2024 -وهي المدة الزمنية التي تم فيها تحليل أحاديث ترامب-لم تظهر أي دولة أوروبية في القائمة.

وحسب التقرير: "فشلت كارولين ليفات، السكرتيرة الصحفية لحملة ترامب، في الإجابة بشكل مباشر على سبب إشارة ترامب إلى المهاجرين من بلدان مختلفة باعتبارهم مجرمين".

وفي بيان، قالت "ليفات"، إن إدارة بايدن-هاريس "عكست العديد من سياسات الهجرة التي تبناها الرئيس السابق، ما أدى إلى خلق أزمة أمنية وطنية على حدودنا الجنوبية".

وأضافت أن ترامب سيستعيد سياساته، وسيطلق "حملات صارمة من شأنها أن ترسل موجات صدمة إلى جميع المهربين المجرمين في العالم، وحشد كل السلطات الفيدرالية والمحلية الضرورية" لخطته لترحيل المهاجرين.

ولفت "أكسيوس" إلى أنه "عادة ما تتبع تعليقات ترامب بشأن المهاجرين (الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني أو بوضع مؤقت) ذوي السجلات الإجرامية، وعده بإنهاء وجود العديد من المهاجرين من المدن التي تشهد تغيرات ديموغرافية".

وقال التقرير: "لقد شارك (ترامب) مرارًا وتكرارًا، ادعاءات كاذبة حول المهاجرين الهايتيين الذين يأكلون الحيوانات الأليفة في سبرينجفيلد بولاية أوهايو، وتعهد بإلغاء وضع الهجرة للمهاجرين الهايتيين الذين يعيشون بشكل قانوني في الولايات المتحدة".

كما وعد ترامب أيضًا بإنهاء حق الحصول على الجنسية بالولادة للأطفال المولودين في أمريكا من المهاجرين، كما هو موضح في التعديل الرابع عشر لدستور الولايات المتحدة.

وقال ترامب إن المهاجرين غير المسجلين "يسممون دماء بلادنا"، وهي طريقة الحوار التي وصها التحليل بأنها "لغة تعكس خطاب المتفوقين البيض، والدكتاتور الفاشي أدولف هتلر"، حسب وصفه.

جرائم أقل

توصلت عدة دراسات في الولايات المتحدة إلى أن المهاجرين يرتكبون جرائم أقل من نظرائهم المولودين في أمريكا، على الرغم من ارتفاع عدد الحالات الفردية.

كما توصل تحليل أجراه "أكسيوس"، على مدى ثلاث سنوات، للجرائم العنيفة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك -موطن ملايين المهاجرين- إلى أنّ المدن هناك لديها معدلات جرائم عنيفة أقل من بقية أنحاء البلاد.

ووفقًا لمعهد سياسة الهجرة، لا يوجد دليل على أنّ أي دولة تقوم بإفراغ السجون للسماح للمجرمين العنيفين بالقدوم إلى الحدود الأمريكية كمهاجرين، رغم مزاعم ترامب المتكررة بأن "الكونغو" تفعل ذلك.

وقالت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية لشبكة CNN إن "ادعاءات ترامب كاذبة".

ونقل التقرير عن دونالد توماسكوفيتش ديفي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة ماساتشوستس أمهرست، إن استخدام مثل هذا الخطاب هو استراتيجية استمرت لعقود من الزمن، مشيرًا إلى أن هذه كانت مشكلة في عام 2016، عندما كان المكسيكيون هم المستهدفون، ثم القادمون من الشرق الأوسط.

وأضاف: "الآن، أصبح الأمر يتعلق في الأساس بكل جزء من العالم خارج أوروبا الغربية والولايات المتحدة"، مضيفًا أن هذه الروايات تعزز صورة قديمة "وهي انهيار التهديدات الداخلية والخارجية في خوف شامل من الآخر".

ويشير "ديفي" إلى أنّه إذا عدنا إلى فترة الخمسينيات في الولايات المتحدة، الوصفة السياسية كانت "تهديد العمال السود وتهديد الروس"، وهو ما حشد الناخبين في الجنوب.