قال فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق، إن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة بشرية في أماكن عدة في لبنان، ولا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت، تحت ذريعة أن المستهدف هو حزب الله، وتدمير بنيته العسكرية، موضحًا أن الاحتلال يدفع اللبنانيين إلى ترك بلداتهم ويتسبب بكارثة إنسانية كبرى.
وأضاف السنيورة، خلال مداخلة لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم السبت، أن الاحتلال يدمر لبنان على جميع الأصعدة، ليست فقط الإنسانية والمعيشية بل الاقتصادية والسياسية أيضًا، من خلال استخدام أنواع عدة من الأسلحة لتعمد جعل لبنان مساحة لتجربة الأسلحة الجديدة التي تنتجها مصانع الأسلحة الخاصة بها.
وأوضح أن تل أبيب تحاول الانتقام من حزب الله فعليًا في هذه العملية، والضحايا الحقيقيين هم المدنيون اللبنانيون مثلما حدث مع المدنيين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن المواقف الأمريكية مائعة فيما يخص مطالبات وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة.
وذكر رئيس وزراء لبنان الأسبق، أنه يجب أن يكون هناك موقف عربي ودولي من أجل الإسراع في وقف إطلاق النار.
وطالب "السنيورة" بضرورة الإسراع في تخليص لبنان من أزمته الراهنة، وعودة حزب الله للدولة لكن "بشروطها"، مشيرًا إلى أن حزب الله تحول في السنوات الماضية إلى جيش بدلًا من جبهة مقاومة.
وأشار إلى أن لبنان التزم بقرار الأمم المتحدة رقم 1701، إذ أقر حزب الله آنذاك في عام 2006 بأنه سيلتزم بهذا القرار، وخلال تلك الفترة شهدت مرحلة هدوء لكن حزب الله لم يلتزم بشكل صحيح ولا حتى إسرائيل، متابعًا: "هناك حاجة لكي تلتزم إسرائيل وحزب الله لهذا القرار، الذي يخلق قواعد على أساسها أن يصار إلى الالتزام بها".
وأشار إلى أن هناك حاجة لقرار دولي حقيقي تلتزم به إسرائيل، وينبغي على الولايات المتحدة أن تضغط عليها في هذا الصدد، لافتًا إلى أن هناك علاقة وطيدة بين لبنان وفرنسا، وعاطفة من الدولة الأوروبية تجاه ما يحدث في لبنان، وهناك أهمية كبيرة لاستمرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمحاولاته من أجل التوصل لوقف إطلاق النار.
وذكر أن المفتاح الحقيقي لهذه الأزمة هي الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا ينبغي أن تتوجه كل الجهود تجاهها، من أجل التأكيد على وقف سريع لإطلاق النار.
وواصل: "هناك جلسات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والمشكلة الكبيرة في العالم العربي والقضية الفلسطينية الاصطدام الدائم بالفيتو الأمريكي، وفي الوقت الحالي يجب الإسراع في إيجاد حلول لوقف إطلاق النار".
ومنذ أيام، تنفذ إسرائيل غارات جوية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه، وكان أعنف هذه الغارات على الإطلاق تلك التي اغتالت فيها الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله.
ومنذ بدء التصعيد في أكتوبر 2023 بين إسرائيل و"حزب الله"، استُشهد في لبنان أكثر من 2000 شخص، كما أفاد به تقرير صادر عن وحدة إدارة أخطار الكوارث الحكومية.