الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زياد الرحباني.. المتمرد في موسيقاه وأفكاره

  • مشاركة :
post-title
زياد الرحباني

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

من قلب عائلة فنية، خرج الشاعر والملحن اللبناني زياد الرحباني، إذ عشق الفن من والدته المطربة الكبيرة فيروز، ووالده الموسيقار عاصي الرحباني، أسهم زياد الرحباني الذي وُلد في مثل هذا اليوم، الأول من يناير عام 1956، في إحداث ثورة موسيقية، واستطاع أن يغيّر شكل وتاريخ الموسيقى والمسرح في لبنان والعالم العربي، حيث حملت كتاباته الشكل الساخر والنظرة المختلفة، فهو الثائر والمتمرد والموسيقي والكاتب المسرحي، كل هذه الصفات منحته طابعًا استثنائيًا ميّزه عن غيره من أقرانه ومن سبقوه، إضافة إلى ذلك أسهم والديّه في تشكيله فنيًا منذ الصغر وفي سن مبكر من خلال قيام والده باستشارته في المقطوعات الموسيقية الجديدة التي يقدمها، ليعشق الفن ويحب التلحين والكتابة.

برزت موهبة زياد الرحباني مبكرًا، ففي عمر الـ13 ألف كتاب "صديقى الله"، لينطلق بعدها في الكتابة والموسيقى، ويؤلف 7 مسرحيات انتقد فيها السياسة والمجتمع، ومنذ 1994 لم يقدم أي أعمال مسرحية.

"سألوني الناس عنك سألوني.. كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا"، تعد هذه الأغنية أول ألحان زياد الرحباني لوالدته فيروز وهو في عمر الـ 17 عامًا، ليفاجئ الجميع وهو في هذا العمر بتقديم أغنية حققت نجاحاً، كما قدّم لها زياد أجمل الأغاني سواء كلمات أو ألحان أو توزيع، ومنها "نحنا والقمر جيران" و"أنا لحبيبي" و"كيفك أنت" وغيرها الكثير من الأعمال التي تجاوزت عددها 30 أغنية.

كانت مسرحية "سهرية" أول أعماله المسرحية عام 1973، وقال عنها: "قدمت هذه المسرحية في السبعينيات، ووقتها حصلت على إيراد المسرحية كاملة وشراء سيارة منها".

كما كشف زياد الرحباني في لقاء تليفزيوني من لقاءته النادرة عن نمط حياته: "لا أهتم كثيرًا بصحتي بقدر ما تقلقني الوحدة التي لا أحبها، ورغم أنني أحب النوم، ولكنني أنام ساعتين فقط في اليوم".

لم يكن للحب نصيب كبير في حياة زياد الرحباني على حد وصفه، وعن ذلك قال: "دائماً مشغول بعملي ولا أركز في الحب، وكتبت أغنية عن حياتي وهي (عايشة وحدا بلاك) وكانت الجملة الرئيسية فيها (من مرة لمرة لترجع لورا)، وهذه الأغنية سببت لي مشكلة لأنني مهما قدمت من أغانٍ، فالجمهور العربي لا يطلب سماع غيرها في كل حفلاتي وكأنني لم أقدم غيرها".

تعرّض زياد لكثير من المضايقات والتهديدات بسبب آرائه السياسية، سواءً التي أطلقها في تصريحاته أو بسبب كتاباته التي عبّر عنها في أعماله الفنية والمسرحية، مثل "شيء فاشل"، وقال عن ذلك في لقاء تليفزيوني: "تعرضت لتهديدات بالقتل والاغتيالات مرات كثيرة، وأتلقى مكالمات من مجهولين يؤكدون لي أنهم يرصدون تحركاتي، وأبلغت الشرطة بذلك، ومن قبلها كانت هناك تهديدات مباشرة من معروفين، ولكن بعد ذلك أصبح هناك تهديدات غير مباشرة".

تنوعت موهبة زياد الرحباني ليس فقط بالكتابة الموسيقية والتلحين ولكن بالتمثيل، حيث سجّلت خشبة المسرح أول وقوف له من خلال عرض"المحطة" مع والدته فيروز ، التي غنت "سألوني الناس"، كما شارك في مسرحية "ميس الريم"، والتي جسّد بها دور شرطي للمرة الثانية، ودار حوار بينه وفيروز خلال المسرحية، كما وضع موسيقى مقدمة المسرحية، ليفاجئ الجميع بتقديم موسيقى مختلفة.

شارك أيضًا في فيلمين، وهما "نهلة"، والذي ظهر خلاله بدور عازف، في نهاية السبعينيات، وفي "طيارة من ورق" عام 2003، ووضع الموسيقى التصويرية للفيلمين، بجانب عمل الموسيقى التصويرية لأفلام أخرى لم يشارك فيها بالتمثيل مثل "ظلال الصمت" و"متحضرات" وغيرها.

وسوم :