قال خمسة مسؤولين إسرائيليين تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الهجوم على قلب الضاحية في بيروت، أمس الجمعة، الذي أسفر عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقع بعد وصول معلومات استخباراتية تفيد بوصول نصر الله لاجتماع مع قيادات التنظيم في مجمع تحت الأرض بمعقل لحزب الله.
وبحسب صحيفة "معاريف" العبرية، فإن عدة أنواع من طائرات سلاح الجو الإسرائيلي شاركت في القصف، بما في ذلك طائرة الشبح التي بدأت الهجوم، الذي ألحق ضررًا هائلًا بقلب الضاحية، وتسبب في انهيار عدد من المباني التي تقع تحتها مخابئ المقر العام لحزب الله.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري: "هاجم الجيش المقر المركزي لحزب الله، الذي يقع تحت المباني السكنية في بيروت.. لا يوجد تغيير في توجيهات قيادة الخطوط الأمامية".
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن القادة الإسرائيليين "كانوا على علم بمكان وجود حسن نصر الله منذ عدة أشهر وقرروا ضربه في الأسبوع الماضي، لأنهم اعتقدوا أن لديهم فرصة قصيرة فقط قبل أن يختفي زعيم حزب الله في مكان مختلف"، وفقًا لثلاثة من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيليين.
ونقلت عن اثنين من المسؤولين أن "أكثر من 80 قنبلة أسقطت على مدى عدة دقائق لاغتياله"، ولم يؤكدوا وزن القنابل أو صنعها.
وكشفت الصحيفة أنه تم التخطيط للعملية منذ وقت سابق من الأسبوع الماضي، حيث تحدث القادة السياسيون الإسرائيليون مع نظرائهم الأمريكيين حول إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان، وقبل أن يغادر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، إسرائيل لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة، بحسب اثنين من المسؤولين.
حزمة صيد
وفق ما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد تمت الموافقة على العملية "قبل ساعات قليلة، وبعد معلومات استخباراتية دقيقة عن مكان نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن "جاهزية سلاح الجو لمثل هذه العملية كانت قبل ذلك بكثير"، مؤكدة أن أن القوات الجوية للاحتلال جهزت "حزمة صيد" منذ الأسبوع الماضي، تعمل على مدار الساعة في كل لبنان، مع توافر فوري لطائرات مقاتلة مسلحة في الجو من أجل القضاء على كبار مسؤولي حزب الله في كل فرصة سانحة".
وزعمت الصحيفة أن مخبأ نصر الله المفترض "كان عميقًا تحت الأرض، ولذلك تم اختيار سلاح خاص قادر على اختراق طبقات الأرض إلى نقطة محددة مختارة.. هذه هي الطريقة التي يمكن تقديرها من خلال مراقبة أعمدة النار الناتجة عن تأثير القنابل على الأرض".
وبينما أشادت الصحيفة بما أسمته "الخطة الاستخباراتية والعملياتية"، أكدت التقارير الواردة من بيروت سقوط مدنيين جراء الهجوم، إلا أن التقرير أشار إلى أن إسرائيل أخذت في الاعتبار أن "الثمن والمنفعة سيبرران أيضًا إلحاق الضرر بغير المشاركين"، وفق التقرير.