وجّهت السلطات الأمريكية اتهامات لثلاثة مواطنين إيرانيين باختراق حملة الرئيس السابق دونالد ترامب، وسرقة رسائل البريد الإلكتروني، ثم مشاركتها مع وسائل الإعلام، وذلك وفقًا للائحة الاتهام المقدمة إلى المحكمة الفيدرالية في واشنطن، اليوم الجمعة.
ووفق الاتهامات، استأجر الإيرانيون الثلاثة، الذين تم تحديدهم على أنهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني "جهات قرصنة إلكترونية خبيثة" لاختراق حملة مرشح رئاسي مجهول في مايو، وسرقة وثائق منها، وبعد ذلك تم إرسال رسائل إلكترونية تضمنت مواد مسروقة من الحملة إلى شركاء منافسه.
ونقلت شبكة NBC News عن مسؤولين أمريكيين في أحاديث خاصة إن "حملة ترامب كانت ضحية للهجوم".
وتم تحديد أعضاء الحرس الثوري الثلاثة الذين استأجروا المتسللين في لائحة الاتهام، وهم مسعود جليلي وسيد علي أجاميري وياسر بلاجي، بحسب السلطات الأمريكية.
كما تم اختراق حسابات البريد الإلكتروني الشخصية لنائب مدير سابق لوكالة المخابرات المركزية، ومسؤول سابق في وزارة الدفاع، وشخص يبدو أنه مستشار ترامب منذ فترة طويلة وهو روجر ستون.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي ومسؤولون من مكتب مدير الاستخبارات الوطنية ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية إنه "لا توجد معلومات حاليًا" تشير إلى أن المستلمين المرتبطين بحملة المرشح -آنذاك- الرئيس جو بايدن استجابوا للرسائل الإلكترونية.
تدخلات أجنبية
نقلت NBC News عن مسؤولين ومحللين أمريكيين إن القرصنة ضد حملة ترامب هي "أحدث مثال على نهج صارخ على نحو متزايد من جانب إيران، يتضمن مؤامرات قتل مزعومة ضد المنشقين على الأراضي الأمريكية، وتهديد باغتيال الرئيس السابق ترامب".
وفي تقييم حديث لجهود التضليل الأجنبية التي تستهدف الانتخابات في نوفمبر المقبل، قال مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية إن "إيران تبذل جهودًا أكبر من الماضي للتأثير على انتخابات هذا العام".
وزعم مسؤولون أمريكيون إن روسيا تحاول -بشكل عام- مساعدة جهود ترامب للفوز بإعادة انتخابه، وإن إيران تحاول الإضرار بترامب، وإن الصين تحاول التأثير على الانتخابات على مستوى الولايات والحكومات المحلية، بطرق تعود بالنفع على بكين.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ماثيو أولسن، أحد مسؤولي وزارة العدل الذين أعلنوا عن الاتهام، للشبكة الإخبارية، إن "مستوى التدخل الأجنبي في الانتخابات الحالية غير مسبوق".
وقال أولسن، الذي يرأس قسم الأمن القومي بالوزارة، إن إيران وروسيا والصين تحاول التأثير على الانتخابات.
وأضاف: "دعوني أكون واضحًا قدر الإمكان، هذه ليست خدعة.. إنها تحدث بالفعل، الروس والإيرانيون والصينيون يسعون إلى التدخل في انتخاباتنا بطرق تقوض ديمقراطيتنا بشكل أساسي".
وتابع المسؤول بوزارة العدل الأمريكية أن الدول الثلاث "تسعى إلى تحقيق نفس الأهداف العامة: تفاقم الانقسامات بين الأمريكيين، وتقويض ثقة الناخبين في نتائج الانتخابات، والديمقراطية الأمريكية نفسها".
وقال أولسن: "إن الحكومات الأجنبية تسعى إلى تقويض بلادنا، وتقويض ديمقراطيتنا، وتقويض أمننا القومي. إنهم يسعون إلى تعزيز أهدافهم الاستبدادية من خلال بثّ الفتنة داخل بلادنا وتقويض ثقتنا في انتخاباتنا".
بلا دليل
اليوم الجمعة، قال مسؤول أمريكي كبير لشبكة NBC News إنه لم يتم العثور على دليل على أن إيران وروسيا والصين تنسق بشكل مباشر جهودها للتأثير على الانتخابات الأمريكية.
مع هذا، وفي وقت سابق من هذا الشهر، وجّه ممثلو الادعاء في وزارة العدل الأمريكية اتهامات إلى اثنين من موظفي المنفذ الإعلامي الروسي RT، هما كونستانتين كلاشنيكوف وإيلينا أفاناسييفا، واتهموهما باستخدام شركة مقرها تينيسي كجزء من "مشروعات سريّة" للتأثير على السياسة الأمريكية من خلال نشر مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي.
وزعم الأمريكيون أن موظفي القناة الروسية أرسلا ملايين الدولارات إلى معلقين يمينيين بارزين من خلال شركة إعلامية يبدو أنها تتطابق مع وصف Tenet Media، وهي منصة للأصوات المؤيدة لترامب؛ والتي نشرت ما يقرب من 2000 مقطع فيديو حصلت على أكثر من 16 مليون مشاهدة على "يوتيوب" منذ نوفمبر 2023، وفقًا للائحة الاتهام.