وجّهت هيئة محلّفين اتحادية كبرى في منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأمريكية، اتهامات إلى إريك آدامز، عمدة نيويورك، إحدى أكبر مدن العالم، بالرشوة والتآمر، تضمنتها لائحة من 57 صفحة تم الكشف عنها، اليوم الخميس، تحوي اتهامه بطلب رشاوى من رجال أعمال أجانب، لدعم حملاته السياسية.
من هو إريك آدامز؟
ولد إريك آدامز في 1 سبتمبر 1960 في منطقة براونزفيل في بروكلين، وهو سياسي أمريكي وضابط شرطة سابق يشغل حاليًا منصب عمدة مدينة نيويورك رقم 110 منذ عام 2022.
وكثيراً ما تحدث "آدامز" عن نشأته الفقيرة، وكيف انضم إلى إدارة شرطة مدينة نيويورك في عام 1984 بهدف إصلاح القوة من الداخل بعد أن تعرّض للضرب من قِبل رجال الشرطة في سن الخامسة عشرة.
وفي عام 2006، نجح في الترشح لمجلس شيوخ ولاية نيويورك. واتهم بقبول تبرعات لحملته من مجموعة مرتبطة سياسيًا كانت تسعى إلى إنشاء كازينو في مضمار سباق الخيل في مقاطعة كوينز. وبعد سبع سنوات، انتُخِب رئيسًا لمنطقة بروكلين.
ثاني عمدة أسود لنيويورك
في عام 2022، تولى ضابط شرطة النقل السابق إريك آدامز مسؤولية أكبر مدينة في الولايات المتحدة، ليصبح ثاني شخص أسود اللون يُنتخب عمدة لنيويورك، بينما كانت المدينة لا تزال تتعافى من الاضطرابات التي أحدثتها جائحة فيروس كورونا.
أثناء أدائه اليمين الدستورية، أشار الشرطي الذي تحول إلى سياسي ديمقراطي إلى أنه يخطط لإعادة بعض البراعة الشخصية إلى مدينة ضربتها الجائحة، وصراعات سياسية.
شخصية مثيرة للجدل
وتدور أسئلة كثيرة حول حياته المهنية، ومعظمها غير مفسرة وأحيانًا غريبة تمامًا. ففي عام 2011، أثناء عمله كعضو في مجلس الشيوخ بالولاية، صنع مقطع فيديو يصف كيفية البحث عن البضائع المهربة (الأسلحة والمخدرات وغيرها من الأدوات غير المشروعة) التي قد يخفيها الأطفال حول المنزل.
في ذلك الفيديو، أوضح كيف يمكن لصندوق المجوهرات أن يخفي سلاحًا ناريًا، وخلف رف الكتب كانت هناك حقيبة عملاقة من الكوكايين المزيف، إلى جانب الرصاص، وكيس من الحشيش المخدر ومسدس آخر، في أماكن اختباء غريبة.
وكانت هناك تساؤلات حول ما إذا كان "آدامز" يعيش بالفعل في نيويورك مع التركيز على امتلاكه عقارًا في نيوجيرسي وكذلك في بروكلين.
داعم للأطعمة الصحية
وكذلك هناك تساؤلات حول ما إذا كان نباتيًا، كما قال مرارًا وتكرارًا. وظهرت الشكوك بعد أن صرّح بأنه تم تشخيصه بمرض السكري من النوع 2 في عام 2016، وقال إنه تمكن من عكسه بعد التحول إلى نظام غذائي كامل قائم على النباتات.
وبصفته عمدة، أمر المدارس العامة في نيويورك بتطبيق "أيام الجمعة النباتية" وشجّع محلات البقالة على توفير الأطعمة الصحية، لكن مجلة "نيويوركر" ذكرت أيضًا أن آدامز كان يحب تناول الدجاج وزعم آخرون أنه يفضّل السمك عند الطلب في مطعمه المفضل.
في أول يوم عمل له، استقل المترو إلى مبنى البلدية ليصل إلى مكتبه بحلول الساعة 8.30 صباحًا، وعقد اجتماعًا لمجلس الوزراء بعد نصف ساعة. وقدّم آدامز نفسه كبديل غير أيديولوجي للعمدة السابق، وتعهّد بتحسين علاقات المدينة بالشركات ومكافحة الجرائم في الشوارع والمترو.
عمدة الحياة الليلية
ووعد آدامز باستعادة سمعة المدينة باعتبارها المدينة التي لا تنام أبدًا، وأطلق على نفسه لقب "عمدة الحياة الليلية".وسرعان ما لفتت النزهة الليلية انتباه غير مرغوب فيه، فقد ورد أنه زار المطعم الإيطالي أوستريا لا بايا -الذي يملكه شقيقان أدينا بارتكاب جرائم جنائية- 14 مرة في شهر واحد، وأنه جعله مكانًا غير رسمي للقاءاته.
وعيّن "آدامز" شقيقه الأصغر برنارد كرئيس لحرسه الخاص، ما أثار مزاعم المحسوبية. ولم يكن من الواضح في الأيام الأولى لإدارته ما إذا كان يمتلك منزلًا في المدينة.
ويواجه "آدامز" إعادة انتخابه العام المقبل، وتعهّد بأن يصبح عمدة لفترتين، لكن مع مداهمة السلطات الفيدرالية لمنزله اليوم الخميس، بعد أسابيع من استقالات شخصيات في إدارته مع تكثيف المحققين الفيدراليين لتحقيقاتهم، فقد يكون هذا الهدف بعيد المنال.