الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حصاد 2022| ريشي سوناك.. أول رئيس وزراء بريطاني من أصول مهاجرة

  • مشاركة :
post-title
ريشي سوناك

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

ريشي سوناك.. اسم استطاع صاحبه أن يحفر اسمه في التاريخ كأول رئيس وزراء بريطاني من أصول مهاجرة، ليصبح رجل الاعمال الشهير وذو الأصول الهندية، أصغر من تبوأ منصب رئاسة الحكومة البريطانية، في خطوة تثبت مبادئ الديمقراطية البريطانية رغم التاريخ وماضي الاحتلال المرير.

النشأة

ولد ريشي سوناك في 12 مايو 1980، بمدينة ساوثهامبتون في بريطانيا، لعائلة مهاجرة من أصول هندية، وغير معروفة بالاهتمامات السياسية.

هاجر أجداده من إقليم البنجاب في الهند إلى شرق إفريقيا، وفي ستينيات القرن الماضي هاجر والداه إلى بريطانيا.

ثم التقى "سوناك" بزوجته البريطانية ذات الأصول الهندية أيضًا وأنجب منها ابنتيه أنوشكا وكريشنا.

درس ريشي سوناك في مدرسة ستراود (تسمى أيضًا مدرسة الملك إدوارد السادس) الإعدادية في بلدة رومسي القريبة من مدينة ساوثهامبتون.

سهر والده الطبيب ياشفير سوناك ووالدته الصيدلانية أوشا سوناك على توفير ظروف تعليم جيد وراقٍ لـ"ريشي"، وتوّج ذلك بالتحاقه بكلية "وينشتر" الداخلية الخاصة، كما درس في جامعة ستانفورد بقسم الاقتصاد والسياسة والفلسفة.

بدأ حياته العملية نادلًا في مطعم "كاري هاوس" في ساوثهامبتون، وذلك في أعقاب دراسته للحصول على الماجستير في جامعة ستانفورد، ثم التقى زوجته "مورتي" خلال الجامعة، وهي ابنة الملياردير الهندي نارايانا مورتي، مؤسس شركة خدمات تكنولوجيا المعلومات العملاقة "إنفوسيس" (Infosys)..

أغنى السياسيين

حظي "سوناك" بحياة مهنية ناجحة، بدأت من عمله في صيدلية والدته، ما ساعده على اكتساب خبرة في ريادة الأعمال، وصولًا إلى مشاركته في تأسيس شركة استثمارية كبيرة أسهمت في مساعدة الشركات البريطانية الناشئة والصغيرة.

ويعد "سوناك" هذه الخطوات المؤثرة في مجال الاقتصاد وريادة الأعمال واجبًا على السياسي لتحقيق التطور والازدهار للمستقبل، وذلك بدعم المشاريع الحرة والابتكار.

وكان "سوناك" بارعًا في الاستثمار، فأصبح مليونيرًا في العشرينيات من عمره، وساعده على ذلك كونه خريج جامعات عريقة اعتاد المجتمع على كفاءة خريجيها.

ويُعرّف "سوناك" غالبًا بأنه من أغنى السياسيين في البلاد، وهذا يرجع لثروة زوجته (أكشاتا مورتي) التي تعد من أغنى نساء المملكة المتحدة، وحول ثروتها أثير كثير من الجدل بعد الكشف عن استفادة شركاتها من الملاذات الضريبية بعيدًا عن بريطانيا.

لم يكن "سوناك" في مراهقته من محبي الموضة واللاهثين وراءها، بل عرف بمحافظته والتزامه السلوكي مقارنة بأقرانه، واشتهر باعتزازه بقيمه الهندوسية، وظهر ذلك جليًا في خطاباته وفي الخيط الأحمر الذي يزين به معصمه دائمًا (علامة للديانة الهندوسية).

الانضمام لـ"المحافظين"

وأسهم ثراؤه السريع -الذي دعمته مصاهرته لمؤسس شركة "إنفوسيس"- في ولوجه داخل المعتنق السياسي، فانتخب نائبًا بحزب المحافظين في مايو 2015 عن مدينة ريتشموند (شمال مقاطعة يوركشاير وتعرف بمعقل المحافظين) وأسهم ماله وسلطته السياسية في حجز مقعد بارز في مجتمع المحافظين ببريطانيا.

عُيّن "سوناك" سكرتيرًا برلمانيًا خاصًا في إدارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية في يونيو 2017، ثم وزيرًا للمالية عام 2019، وتزامن تعيينه مع الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم إثر جائحة كورونا.

وفرضت الأزمة على ريشي سوناك تخصيص ميزانية إضافية لتخفيف الأثر الاقتصادي للوباء، كما قدم ميزانية طارئة بقيمة 330 مليار جنيه إسترليني لدعم الشركات والموظفين المتأثرين، ومدد هذه الخطة عدة مرات أثناء الجائحة.

السياسة ضد المهاجرين

يتبنى "سوناك" سياسة صارمة ضد المهاجرين، حتى إن بعض خصومه استغلوا ذلك ووصفوه بأنه "خائن لليبرالية"، خاصة أن بعد انتخابه رئيسًا للحزب المحافظ،في 24 أكتوبر الماضي، رأى مراقبون أن التاريخ 2022أنصف "المهاجرين" بعد أن تولى واحدًا منهم هذا المنصب الرفيع.