تخشى ألمانيا من تزايد حوادث الاعتداء على السياسيين، وخاصة مع الحديث عن الانتخابات البرلمانية المقرر لها العام المقبل، ولضمان أن تكون الحملة الانتخابية آمنة قدر الإمكان، يقوم مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية بزيادة عدد الحراس الشخصيين للسياسيين.
وقال رئيس مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية هولجر مونش، إن زيادة تأمين السياسيين لا تتعلق فقط بالمخاطر المتزايدة في الداخل، ولكن أيضًا في الخارج، لا سيما في ظل الحرب في أوكرانيا أو غزة.
ومن المتوقع زيادة 100 ضابط في قسم الحراسة الشخصية ليصل العدد في النهاية إلى 600 ضابط، بحسب "دير شبيجل" الألمانية.
وتكلف إدارة المجموعة الأمنية المعروف باختصار بـ" BKA"، بحماية الرئيس الاتحادي والحكومة الفيدرالية والبرلمان الألماني "البوندستاج"، والمحكمة الدستورية الفيدرالية.
وأكد مونش تزايد حالات العنف ضد السياسيين، قائلًا: "إذا نظرنا إلى التطورات هذا العام، فإننا نرى زيادة كبيرة في عدد حالات الجرائم ضد المسؤولين والمسؤولين المنتخبين مقارنة بالعام الماضي، ويستمر الاستقطاب في الزيادة".
ولا يزال ممثلو حزب الخضر يتعرضون للهجوم في أغلب الأحيان، ويأتي حزب البديل من أجل ألمانيا في المركز الثاني، ومنذ بداية مايو وحتى نهاية يوليو، أحصى المكتب 18 إصابة جسدية متفاوتة الخطورة وهجمات حرق متعمد ضد أعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا.
ولم يبلغ السياسيون المحليون عن وقوع هجمات إلا في حوالي 11% من الحالات، كما أن 20% من السياسيين المحليين الذين شملهم الاستطلاع يفكرون فيما إذا كان عليهم الاستقالة من مناصبهم بسبب هذا العداء.
وبدورها ترغب وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، في تشديد العقوبات الجنائية، وفرض عقوبات أكثر صرامة على الهجمات ضد السياسيين، ومستخدمي العنف في الحملات الانتخابية المقبلة، إذ طالبت القضاة بإجراءات وعقوبات سريعة ومتسقة، مؤكدة أن الردع في العقوبات السياسية لا يقتصر فقط على السلطات الأمنية.
وبحسب وزيرة الداخلية الاتحادية، وقعت 2710 جرائم ضد مسؤولين منتخبين في عام 2023، أي بزيادة 53% عن العام السابق.
ومن جانبه قال المستشار الألماني أولاف شولتس، إن الهجمات على السياسيين تشكل تهديدًا للديمقراطية، فيما أكد الرئيس فرانك شتانماير أن السلطات الأمنية والمحاكم ستبذل كل ما في وسعها للتحقيق في أعمال العنف والاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها.
وفي مايو الماضي تعرض السياسي ماتياس إيكي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في دريسدن لهجوم، الأمر الذي أثار غضب الأوساط السياسية في البلاد وسط مطالب بحماية صناع القرار، وخاصة على المستوى المحلي، من التهديد بشن هجمات على حياتهم الخاصة.
وتتخوف ألمانيا من السيناريو الأمريكي بعد أن وقعت مؤخرًا محاولتان لاغتيال المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي المحاولة الأولى، أصيب السياسي بجروح طفيفة برصاصة في أذنه في بتلر (ولاية بنسلفانيا الأمريكية).